استمع المصلون من سكان الزمامرة إلى خطبة يوم العيد بحضور جمهور غفير حضر إلى الساحة الجامعة وسط المدينة رجالا و نساء و من كل فج عميق حضر فيها الإمام الخطيب محمد بن الحاج السلامي و باشا المدينة و خليفة الباشا و رئيس و أعضاء المجلس الحضري، و ممثل عن المجلس العلمي، و ممثل وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية بسيدي بنور، و أئمة و خطباء المساجد بالزمامرة، بالإضافة إلى رئيس مفوضية الشرطة بالزمامرة. ذكر فيها الخطيب بأهمية الأضحية و أنها باب من أبواب شكر الله تعالى يتذكر نعمه علينا، إن أبقانا من عام إلى عام، "فصل لربك و انحر" و توسعة على الناس جميعا خاصة الفقراء و المساكين في هذه الأيام المباركة ليعم الفرح و السرور جميع الناس حيث يشارك الفقراء و المحتاجون الأغنياء و القادرين في أكل اللحم في هذه الأيام المباركة.
لطالما نادى الإمام الخطيب و في خطبة يوم العيد بتوحيد المسلمين و الوقوف صفا واحدا لإرهاب أعداء الإسلام و قد جاءت لحظة الوحدة و ترميم الصف استلهمها الإمام من مواقف شاهدة على عز الإسلام و المسلمين إنها لحظة بدر العظيمة التي توحدت فيها كلمة المسلمين فهزمت طغاة الشرك و الجبروت، كما ذكر بيوم عرفة و هو أعظم مجامع الدنيا، يوم تسكب فيه العبرات، و ترجى فيه الطلبات، و تكفر فيه السيئات، فطلب من المصلين استغلال تلك اللحظات بالاجتهاد في العبادات و الحرص على الطاعات.
لقد كانت لحظة من لحظات التعبد و لقاء الله تعالى في الساحة الكبرى التي جمعت النساء و الرجال و الشيوخ و الأطفال و وحدتهم صفا واحدا من جميع الأحياء و من جميع القبائل المجاورة الذين سعوا إلى التواصل مع رب العالمين في أيام التشريق المباركة العظيمة بالنحر و الصوم و ذكر الله ثلاث أيام معدودات.
إنها لحظة من لحظات التأمل و الخشوع يرجع فيها المصلي إلى بيته مستلهما عبر أبينا إبراهيم و ابنه إسماعيل عليهما السلام في الامتثال إلى أمر رب العزة و الملكوت بذبح ابنه إسماعيل، و بامتثال سيدنا إبراهيم لأمر الله في الرؤيا و صدقه ففداه ربه بكبش عظيم، لتصبح شعيرة من شعائر المسلمين كافة يعاودونها كل عام حسب الاستطاعة.
و ختم الإمام الخطيب خطبته بالدعاء المقبول إلى أمير المؤمنين صاحب الجلالة محمد السادس، و سمو ولي العهد المولى الحسن و السمو الملكي المولى رشيد، و إلى باقي الأسرة الملكية و الشعب المغربي و المسلمين قاطبة.
رجوع المصلين إلى ديارهم أعطت حضورا آخر للتنظيم الأمني و دوره في تنظيم السير و ذلك بعد قطع الطريق الرئيسية لمرور المصلين إلى الشوط الآخر دون عرقلة السير و متابعة المسافرين طريقهم في أحسن الظروف للوصول إلى دياره سالمين، في هذا الباب نشيد برجال الأمن و شرطة المرور خاصة التي قامت بالدور الفعال و الرئيسي في تنظيم السير دون حدوث أي مشكل.