يعيش الطلبة المهندسون بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية (ENSA) بالجديدة وسط جو من الاستياء و الاحتقان، و ذلك جراء التأخر الغير المبرر من طرف الإدارة في الإعلان عن نتائج الامتحانات الخاصة بطلبة سلك المهندسين، بالإضافة إلى تأجيل الدخول المدرسي لنفس السلك إلى أجل غير مسمى. وكان الطلبة المهندسون بالسنتين الثالثة و الرابعة قد توصلوا برسائل من طرف إدارة المدرسة تخبرهم بأنه تم تأجيل استئناف الدراسة للموسم الحالي في السنتين الرابعة و الخامسة إلى أجل غير مسمى، دون أن تقدم لهم أي سبب أو مبرر لهذا القرار.
وحسب مصادر من الوسط الطلابي بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية (ENSA) بالجديدة، فان إقدام الإدارة على هذه الخطوة، يعود بصفة أساسية إلى تأخر الإدارة الجديدة للمدرسة في الإعلان عن نتائج الناجحين في السنتين الثالثة و الرابعة، و ذلك بسبب تأخر بعض الأساتذة في الإدلاء بالنقط الخاصة ببعض المواد الدراسية، بالإضافة إلى سبب آخر يتمثل في محاولة إصدار قانون جديد يحدد شروط نجاح الطلبة في الامتحانات، حيث يعتزم المدير الجديد إصدار قرار يشترط نجاح الطالب في 12 نظاما مدرسيا (modules) من بين 16، لكي يمر إلى السنة الدراسية الموالية، في حين ان ما كان معمول به سابقا هو 10 انظمة دراسية فقط من أصل 16، و هو ما يرفضه الطلبة جملة و تفصيلا، بالاضافة الى رئاسة جامعة ابي شعيب الدكالي التي ترفضه هي الاخرى، حيث أن مدير المدرسة اضطر الى مراسلة الوزارة الوصية حيث ما زال ينتظر موافقة رسمية لهذا القرار من طرفها من اجل تسريع الإعلان عن النتائج و استئناف الموسم الدراسي الجديد.
و بهذا المشكل أصبحت المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بالجديدة، تشكل الاستثناء في المغرب بعدما اصبحت المدرسة الوحيدة من بين حوالي العشر من مثيلاتها المتواجدة في عدة مدن مغربية، التي لم تستأنف الدراسة في سلك المهندسين بعد.
وبالعودة إلى المشاكل الأصلية التي تعاني منها مدرسة المهندسين بالجديدة فان إدارة المؤسسة، المعينة حديثا، ستكون بحاجة إلى مجهودات جبارة لحل العديد من المشاكل التي تعاني منها هذه المدرسة، و التي تهدد بشكل مباشر تكوين أكثر من 200 طالب مهندس يتابعون دراستهم بها، ومن اهم هذه المشاكل، النقص الحاد في الأساتذة، خاصة في سلك المهندسين، حيث كان رئيس إحدى الشعب (Départements) بالمدرسة قد طالب بملئ خصاص 8 أساتذة بشعبته، إلا أن الإدارة السابقة لم تلبي طلبه إلا بأستاذ واحد ، و هو ما بفرض من المدير الجديد إيجاد حل عاجل لهذه المعضلة في اقرب الآجال.
كما تجب الإشارة إلى عدم توفر المدرسة على حجرات دراسية لائقة و أيضا التكدس ببعض حجرات الدرس التي باتت تحتوي على أكثر من 80 طالبا مهندسا كما هو الحال بالنسبة لطلبة السنة الأولى في سلك الأقسام التحضيرية، دون أن ننسى انعدام توفر المؤسسة على المعدات التقنية و الوسائل التعليمية اللازمة لتكوين مهندسي الدولة.
الصورة : مشروع المقر الجديد للمدرسة للعلوم التطبيقية بالجديدة بجماعة الحوزية
تهدف المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية إلى تكوين أطر مؤهلة متوفرة على خبرات تقنية عالية تمكنها من التكيف مع متطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية والجهوية. تستغرق مدة الدراسة بالمدارس الوطنية للعلوم التطبيقية خمس سنوات (سنتان تحضيريتان وثلاث سنوات يحرز الطالب بعدها على دبلوم مهندس الدولة للمدرسة في: الهندسة المعلوماتية، الهندسة الكهربائية، الهندسة الصناعية، الهندسة الميكانيكية والإنتاجية، هندسة المواصلات والشبكات) يشمل التكوين دروسا نظرية، وأعمالا توجيهية وأخرى تطبيقية تطبيقية، بالإضافة إلى مشروع نهاية الدراسة، ويمنح التكوين للمتخرجين الحصول على دبلوم مهندس الدولة خلال 5 سنوات من الدراسة.