الملاحظ والمدقق في أعمال الفنانة زهور معناني في معرضها الجماعي بقاعة العرض بالحي بالبرتغالي بمناسة الاحتفال العالمي بالمرأة المنظم من طرف مديرية الثقافة بالجديدة، يجدها انعكاسا حيّاً وصادقاً لنفحات روحها العاشقة للتراث المغربي العربي والامازيغي.
حيث يفوح منها عبق الماضي وشذا الأصالة، فقد أجادت الفنانة زهور بطريقة جميلة في صياغة كل أعمالها الفنية التي تنم عن نضج في التعامل مع الصفائح المعدنية، فيبرز الانسجام والتوافق الفني واضحا بتناغم كافة عناصره، وفي كثير من هذه الأعمال تتصاعد العاطفة، ويتفاقم الشعور بكل ما هو مغربي أصيل، يتضوّع بعبق التراث الشعبي الامازيغي ويفوح شذاه في أروقة وزوايا المعرض، فيقف الصندوق الخشبي الأنيق والخنجر والخلخال المنمقين بزخاريف معدنية شامخا، وكلها كانت في الزمن الماضي بل لازالت رمزاً لجمال المرأة والرجل الامازيغي، وقطع جمالية لا يستغنى عنها، تحف نادرة لفنون غابرة لازالت صامدت، جاء مشرعاً لمن يريد الولوج من خلاله، وعبر عتباته عما يجول في خاطر هذه الفنانة الأصيلة في لحظات شطحت بها أناملها، كدلالة رمزية توحي بأحاسيس مغربية إنسانية محضة، وبنظرة واحدة تلقيها على أعمال الفنانة زهور معناني تستكشف خلالها السمة البارزة لها، ألا وهو التراث حتى غدا الركيزة الأساسية لجميع أعمالها، غابت الشخوص ونمطية اللوحة كما حال أعمال الفنانات الدكاليات، فلا تكاد تراها البتة في أعمالها، وكأنها سئمت الشخوص وكل تجريد، ولاذت بروحها وموهبتها للحضن التراثي الصادق، وباتت تبث لواعجها إليها عبر صفائحها المعدنية، ومع إصرار الفنانة زهور على بناء لوحاتها الفنية على الواقعية والتراث، بعيدا عن التجريد أو الرمز أو السوريالية وووو، نطرح تساؤلناعليها، هل ستخوض زهور غمار تغيير أسلوبها الفني والبنائي لاعمالها الفنية، وتتخلص من أسر الواقعية التراثية بمعارض أخرى بتيمة أخرى ولون أخر؟