أصبح للشباب اهتمام في مجال الفنون النبيلة في الآونة الأخيرة حيث ارتأينا أن نسلط الضوء على رياضة الايكيدوفي مدينة الجديدة، التي لها سمعة محترمة في الشق التقني وبالتالي فان ممارستها أمر هين، وأظن أنها سوف تقول كلمتها في المستقبل إن شاء الله وللتعرف على خصوصياتها التقينا مع المدرب الجديدي "إبراهيم بوفان " من مواليد 1973 بمدينة الجديدة ، حاصل على الحزام الأسود الدرجة الثالثة ومدرب ، وأجرينا معه الحوار التالي فإليكم التفاصيل : حاوره سعيد بن زكري مرحبا "بإبراهيم بوفان" بوفان : السلام عليكم و شكرا لكم على الاستضافة في مسيرة طويلة حافلة بالممارسة و العطاء وقبل أن تصير إلى ما وصلتم إليه هل لكم أن تحدثونا على البداية ؟ وما هو تقيمكم لحياتكم الرياضية؟ بوفان : بسم الله الرحمان الرحيم، أولا أتوجه بالشكر لجريدتكم و أتمنى لكم كل التوفيق، البداية كانت منذ أواخر الثمانينات حيث كان معظم الشباب يستلهمون ما يشاهدونه في السينما من أبطال لفنون القتال و يحاولون التشبه أو ممارسة هذا الفن الذي شاهدوه و قد كنت من أشد المعجبين بأفلام ستيفن سيغال، ولما تعذر علي ممارسة الأيكيدو في الجديدة لعدم وجود هذا الفن كنت أترقب الفرصة لظهوره، و في سنة 1997 ظهر تحت إشراف الأستاذ بوستة، و منذ ذلك الحين لم أتقاعس عن التمرين بالرغم من وجود عدة عراقيل و بالنسبة لحياتي الرياضية ولله الحمد منذ الصغر و الرياضة هي الملاذ الذي كنت أجد فيه راحتي، فقد مارست المصارعة ‘العدو‘ الجيدو‘التيكواندو. نود أن تعرف الجمهور ألجديدي بهذا الرياضة ؟ بوفان : تعتبر رياضة الأيكيدو من الفنون القتالية الحديثة نوعيا حيث تم تطويرها من قبل المعلم موريهاي أويشيبا في بدايات القرن العشرين. وهي كلمة يابانيه مقطعة إلى ثلاثة مقاطع- : (أي) تعني الانسجام أو التوافق ويتجلى هذا المعنى في الدوران والتاي سباكي المستخدم بكثرة في الايكيدو – (كي) وتعني الطاقة الكامنة واستحضارها أمر صعب للغاية ولكن من الممكن لأي إنسان عادي أن يستخدمها وهو لا يدري-(دو):تعني الطريقة. أريد أن أسالك عن سيرتك الشخصية إني سمعت انك حاصل على الحزام الأسود الدرجة الثالثة ؟ بوفان : لقد نلت الدرجة الأولى سنة 2003 ثم الدرجة الثانية سنة 2005 و الثالثة سنة 2009 و إن شاء الله قريبا الدرجة الرابعة كما أني حائز على شهادة الكفاءة للتعليم من الدرجة الأولى سنة 2009 المعترف بها من طرف الجامعات الدولية و الاتحادات الإفريقية و العربية. كيف ترى هذا الرياضة في مدينة الجديدة بعد هذه المدة التي قضيتها مع الممارسين في هذه الرياضة ؟ بوفان : لقد عرف هذا الفن تزايدا ملحوظا في السنوات الأخيرة و أكثر ما يجلب الممارسين هو أخلاق و سمات الآيكيدو. هل رياضة الايكيدو في نظرك تعرف إقبالا من طرف الناس على مستوى المدينة بصفة خاصة وعلى مستوى المغرب بصفة عامة أم لكم وجهة نظرأخرى؟ بوفان : نعم فالميزة في فن الآيكيدو هو أنه فن دفاعي سلمي في حركاته لا يحتاج إلى القوة العضلية للدفاع بل إلى القوة العقلية و كيفية التصرف مع المعتدي بطريقة تمتص فيها عدوانيته لذالك عرف إقبالا على الصعيدين المحلي و الوطني والعدد لا زال في تزايد لان الآيكيدو بحر كما يقال. ماهو شعوركم وانتم تمارسون التدريب و مشرفون على قاعة ؟ بوفان : أشعر بالمسؤولية أولا لأنك تلقي على عاتقك أناس وضعوا ثقتهم فيك و منهم من سيحمل مشعل تدريب أساتذة في المستقبل ليكونوا جيدين و ينقلوا هذه الرسالة بدورهم إلى تلاميذهم و الحمد لله لقد تخرج على يدي في هذه السنوات القليلة عشرة حاصلين على الحزام الأسود بين الدرجة الأولى و الثانية. ما هي مشاعركم المستقبلية تجاه هذه الرياضة ؟ بوفان : أرجو من الله أن يزدهر هذا الفن و يلقى إقبالا من الناس و خصوصا بعد أن أصبح معظم الناس يعانون الأرق و الأمراض بسبب كثرة الضغوطات اليومية و الرياضة هي العلاج الوحيد الذي مازال رخيصا. ما هي أهم الذكريات التي ما زلتم تحملونها من مشواركم الرياضي؟ وما هي أهم العراقل التي كانت تحول بينك وبين ما وصلتم إليه كمدرب؟ بوفان : الذكرى الجميلة هي أول امتحان لحصولي على الحزام الأسود من الدرجة الأولى كانت تصادف يوم مولدي .أما العراقيل فهي كثيرة خصوصا الانتقالات من ناد إلى آخر بسبب عدم توافق الوقت أو الوقت الغير كاف. هل لكم من كلمة للمسؤولين بالمدينة عن ما يجب أن يقدموه للرياضة في المدينة بشكل عام ولرياضة الايكيدو بشكل خاص؟ بوفان : أولا أود أن أغتنم هذه الفرصة لأتوجه بالشكر إلى السيد عامل إقليمالجديدة و السيد الكاتب العام والسيد الخليفة الأول و ولاية الأمن الإقليمي على الدعم الذي قدموه لنا أثناء تنظيمنا لأول تدريب دولي لآيكيدو بالجديدة الذي لقي نجاحا باهرا ثمن مجهود جميع فعاليات الآيكيدو بالمدينة ونرجو أن تعطى نفس الأهمية لرياضات فنون الحرب على غرار باقي دول العالم. كلمة أخيرة بوفان : أشكر من أعماق قلبي جريدة النخبة على هذه الالتفاتة إلى هذا الفن النبيل وقد تعمدت قول فن عوض رياضة كل الحوار لما يحمله من معاني والسبب في ذلك أن المؤسس موريهاي أويشيبا لم يكن يريد أن يدخل العنف في هذا الفن فرأى أنه من الأفضل أن تكون اللعبة بدون منافسات لكي لا يصاب أحد اللاعبين إصابة خطرة وحتى في التمرين فإن الحركات تطبق برضا الطرفين و أشكر كل من يساعدنا من قريب أو بعيد.