عرفت ثانوية ابن خلدون مرور رجال ونساء أجانب ومغاربة، مسلمين ومسيحيين ويهود، تحملوا مناصب علمية وسياسية كبيرة، منهم من قضى نحبه ومنهم من لا زال ينتظر.. في سنة 1925، افتتح كوليج مزاغان المختلط أبوابه بأربع قاعات وروض، واستقبل أبناء المستعمرين وبعض أبناء الأعيان بالجديدة. وفي سنة 1932، تم توسيعه بإضافة عشر قاعات. وبما أن الكوليج المزاغاني كان الوحيد في الجنوب المغربي الذي يلقن اللغة الفرنسية، تم إحداث داخلية سنة 1950، فتحت أبوابها في وجه 200 طالب من مختلف المدن المغربية. وعقب زلزال أكادير استقبلت الثانوية مجموعة من التلاميذ الوافدين. الصباح التربوي زار المؤسسة ونبش في أرشيفها القديم الذي يؤرخ لفترة من أزهى فتراتها، ووقف على جملة من الأسماء الوازنة التي درست هناك، إذ لا زالت كراسات تحمل أسماء وعناوين ونقط تلامذتها. ويكفي أن نذكر أن عبد الكريم الخطيب مر من هنا وغادرها سنة 1937 والجنرال دو ديفيزيون حسني بنسليمان تركها في 22/10/1948 والجنرال عبد الحق القادري حصل على شهادة الباكالوريا بها سنة 1956. ابن خلدون في سنة 1930
ومازال أرشيف المؤسسة العريقة، يشهد أن مستشار الملك محمد السادس أندري أزولاي، انتمى إليها قادما من مدينة مراكش وغادرها سنة 1960 في اتجاه فرنسا للعمل في مجال الصحافة، ومر منها وزير الداخلية السابق مصطفى الساهل وغادرها سنة 1962، ومر منها أيضا وزير السكنى والتعمير السابق مفضل لحلو ووزير التعليم العالي السابق عمر الفاسي الفهري والمرحوم الطاهر المصمودي وزير الصناعة السابق. وشهدت فصول ثانوية ابن خلدون مرور المرحوم عبد الكبير الخطيبي الفيلسوف والناقد الفذ، الذي قال رولان بارت في حقه "إني أتعلم من الخطيبي..". وصرح مصطفى منديب رئيس الدفاع الحسني الجديدي لكرة القدم السابق، أن كوليج مزاغان الذي غير اسمه في الستينات، كون أفواجا من الأطر المغربية وذكر منهم على سبيل الذكر لا الحصر، محمد الشياظمي الذي قدم أمام الملك محمد السادس أخر ترجمة للقرآن الكريم ومصطفى الشياظمي أول عميد للأمن الوطني بالرباط بعد الاستقلال ومصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ومحمد العبقري أول طبيب بيطري وامبارك المهداوي أول طبيب نفساني بالمغرب وعبد الكريم بن الشرقي رئيس جمعية دكالة والمرحوم أحمد فيصل القادري رئيس المجلس البلدي السابق وعبد السلام المسناوي الخبير في العلوم الرياضية. هذا وانضمت ثانوية ابن خلدون التأهيلية إلى منظمة اليونسكو منذ سنتين وترفع لها تقارير سنوية خاصة بالأنشطة المرتبطة بأهمية الفضاءات والحفاظ على البيئة المستدامة. وترتبط الثانوية ذاتها بمجموعة من المؤسسات ذات الاهتمام المشترك، عبر توأمات دولية ووطنية، منها ثانوية بول فاليري بمدينة سيت بفرنسا وثانوية سانتا ماريا بمدينة سينترا بالبرتغال وثانوية شون بوخ غيمنازيوم بألمانيا وثانوية الإمام مسلم بتونس وبن عباد بسطات. وسبق لها أن استقبلت وفدا يتكون من تلاميذ وأطر تربوية خلال السنة الجارية من المعهد العالي للقضاء بمدينة نيويورك بالولايات المتحدة. وقام وفد تابع لابن خلدون بزيارات لكل من ألمانيا وتونس وفرنسا. وتجدر الإشارة إلى أن طبيبا عمل بمدينة الجديدة، وهب هيكله العظمي لثانوية ابن خلدون لحبه للمدينة وللثانوية ذاتها، كما فعل زميل له عندما وهب هيكله العظمي لثانوية بمدينة أزرو. وتتوفر ثانوية ابن خلدون على ملعب لكرة القدم خاض به الدفاع الحسني الجديدي مجموعة من المباريات في السنوات الماضية وملاعب لكرة اليد والسلة والطائرة وتتوفر على حلبة لألعاب القوى وقاعة مغطاة. وتناوب على تسيير الثانوية عشرة مديرين، خمسة مغاربة وخمسة أجانب و994 إطار تربويا وإداريا من أهمهم الألماني فان غارنير الذي كان يساعد الطلبة المحتاجين.