احتشد مجموعة من طلبة جامعة شعيب الدكالي بمدينة الجديدة يوم الأربعاء الأخير أمام حافلات النقل الحضري التي تتوقف بمحطات الوقوف المحاذية لكليتي الآداب والعلوم التابعتين للجامعة ذاتها، إذ شلّوا حركتها وهم يرددون شعارات احتجاجية تنديدا بما وصفوه ب «سوء الخدمات» التي يقدمها لهم قطاع النقل وهوما يزيد من معاناتهم اليومية كطلبة جامعيين يحتم عليهم نظام التعليم العالي الحديث احترام مواعيد الدراسة. وأجمع الطلبة المتضررون على أن حافلات النقل الحضري التي يتخذونها وسيلة للتنقل من مقرات سكنهم التي تبعد بعدة كيلومترات عن الكليتين معا (على اعتبار أن العديد منهم يقطن بمدينة أزمووضواحيها)، لا تحترم مواقيت الدراسة الجامعية إذ غالبا ما تتسبب لهم في التأخر عن موعد الدخول إلى الحرم الجامعي، ما يفوّت عليهم فرصة حضور بعض الدروس التي سيمتحنون فيها خلال القادم من الأيام، كما أن لجوء الحافلات إلى ما يُعرف لديهم ب «الحريك» جراء عدم توقفها بالمحطات التي يتخذها الطلبة كنقطة لركوبها أثناء أوقات الذروة يساهم بدوره في هذا التأخر «يلجأ السائقون إلى تجاوز محطات وقوف الطلبة لفسح المجال أمام ركاب آخرين يؤدون ثمن تذاكر الركوب، سيما أن الشركة صاحبة الامتياز قد (ضمنت) واجبات ركوب الطلبة من خلال تزويدهم ببطائق اشتراك شهرية بأثمان خيالية مقارنة مع مدن أخرى، ولعل ذلك راجع إلى احتكار الشركة ذاتها امتياز النقل الحضري في غياب المنافسة اللازمة...» يقول أحد الطلبة. كما يتسبب عدم تنظيم رحلات حافلات النقل الحضري في تأخر الطلبة الجامعيين -سيما أولئك القاطنين بمدينة أزمور- في العودة إلى منازلهم ما يجبر بعضهم على قضاء المدة الزمنية الفاصلة بين فترتي الدراسة الصباحية والمسائية بالمقاهي ومحلات بيع الأكلات الخفيفة المجاورة للحرم الجامعي، وهوما يعكسه قول إحدى الطالبات «حشومة نخرجومن ديورنا مع الصباح وما نرجعوا حتى ال 9 ديال الليل وحنا دريات وتيبقاوواليدينا مخلوعين علينا...». ومعلوم أن قطاع النقل الحضري يشهد فوضى عارمة بمدينتي الجديدة وأزمور، إذ تعتمد الشركة صاحبة الامتياز على أسطول متهالك من الحافلات بل وغير كافٍ لتغطية جميع الخطوط داخل المدينتين معا، وهوما يجعل المواطنين الذين تضطرهم الحاجة إلى استعمال هذا النوع من وسائل النقل في محنة دائمة معها، إذ غالبا ما يجدون أنفسهم مضطرين للانتظار طويلا في محطات توقفها دونما أن تكلف الشركة ذاتها نفسها عناء توفير العدد الكافي من الحافلات التي تضمن لزبنائها خدمة في مستوى الإقبال المتزايد عليها، بل وتزداد محنة الانتظار عندما يتم تحويل الحافلات إلى خطوط أخرى في أيام وفترات معدودة من السنة كما هوالشأن بالنسبة لفصل الصيف ويومي السبت والأحد اللذين يتزامنان وانعقاد سوقي «سبت الدويب» و«الحمراء» الأسبوعيين. ومن سلبيات غياب المنافسة في مجال النقل الحضري داخل مدينتي الجديدة وأزمور، تلكؤ الشركة صاحبة الامتياز في تجديد أسطول حافلاتها التي أخذ منها التقادم مأخذه، ولجوؤها إلى أساليب ترقيعية أثناء عملية الصيانة ما يجعل هذه الحافلات –على قلتها- عرضة لأعطاب متكررة، ليبقى الهدف الأساسي للشركة ذاتها هوتحقيق هامش مبالغ فيه من الربح ولوعلى حساب راحة وسلامة زبنائها، ولعل ذلك ما تترجمه الزيادات المزاجية المتكررة التي تفرضها في تسعيرة النقل دون أن تتدخل مصالح القسم الاقتصادي بالعمالة للحد من ذلك بما يحفظ القدرة الشرائية للمواطنين.