كنت ومازلت أشد معارضي مهرجان "موازين" لاعتبارات شرحتها وأعيد شرحها، تتعلق بتأثير هذا المهرجان السلبي بل الكارثي على مهرجانات فنية كبيرة أخرى، فغالبية مدعمي وشركاء من القطاع الخاص كانوا يدعمون مهرجانات أخرى، ولما جاء "موازين" وإرضاء لمحمد منير الماجيدي، مدير الكتابة الخاصة للملك ورئيس جمعية "مغرب الثقافات" المنظمة للمهرجان، اختاروا الاكتفاء بدعم هذا المهرجان. كما أن شركات مثل الشركة الإماراتية للطاقة بالجرف الأصفر تدعم مهرجانا لنفس الأسباب، بل اتهم مديرها الأمريكي بفرض 500 ألف دولار سنويا لهذا المهرجان. كما أنه مهرجان يفتقد إلى تصور واحد، فكل خشبة من خشباته يمكن أن تصلح مهرجانا، غايته إظهار قوة منظميه. كما أنه مهرجان يحرص على تحويل الثقافة إلى سلعة للبيع والشراء. تصور للثقافة أختلف معه. هذا دون الحديث عن إسناد بعض المهام إلى مؤسسات (الصحافة) بسبب الصداقات وأمور أخرى ثم تداخل الاختصاصات (المكلف بالبرمجة العربية) وأمور أخرى لا يتسع المجال لشرحها. لم أكن يوما ضد تنظيمه بل مع إبعاد الماجيدي عن "مغرب الثقافات" ومع إبعاد جميع مستشاري الملك ورجالات الدولة (الصويرة وفاس وأكادير وأصيلة وتطوان...) عن تنظيم المهرجانات. لقد حان الوقت كي يرفع هؤلاء أيديهم عن المهرجانات ويتركوا أصحاب الاختصاص لحالهم. لكن بعد الضربة الإرهابية يوم 28 أبريل لمراكش (مقهى أركانة) ووفاة 16 شخصا 13 منهم سائحا أجنيا، أصبح المغرب في حاجة إلى حدث كبير يساعد على تسويق صورة البلد المتحدي للإرهاب، وأعتقد أن مهرجان "موازين" بحضور شاكيرا ودجو كوكير ونجوم كبار من العرب والغرب، كفيل للقيام بهذه المهمة. لصالح المغرب ولصالح سياحته وصورته في الخارج أعتقد أنه من واجب كل مواطن أن يدعم المهرجان وأن يستمر في الاحتجاج على طريقة تنظيمه وأن لا يطالب بإلغائه. في سبيل هذا الوطن الذي نحب يمكن أن نترفع عن خلافاتنا ومواقفنا. لهذا السبب أدعم تنظيم مهرجان موازين.