تعيش مدينة الجديدة، الواقعة على الساحل الأطلسي للمملكة المغربية، حالة من التوتر والقلق جراء انفلات أمني غير مسبوق تشهده شوارعها في الآونة الأخيرة. فقد أصبحت الاعتداءات المتكررة، سواء كانت جسدية أو سرقات، جزءاً من المشهد اليومي في المدينة، مما يهدد النظام الأمني العام ويثير مخاوف المواطنين والمقيمين على حد سواء. مباشرة بعد حلول عيدالفطرالمبارك، شهدت الجديدة تزايداً ملحوظاً في حوادث العنف، التي تشمل الإعتداءات بالسلاح الأبيض، السرقات الموصوفة، والإعتداءات اللفظية والجسدية. وفي الوقت الذي كانت فيه المدينة تعرف بالأمن النسبي، أصبحت اليوم مهددة بحالة من الفوضى على مستوى الشوارع والأحياء. *أسباب الانفلات الأمني: تتعدد الأسباب التي تقف وراء هذا الوضع المتأزم، حيث يرى العديد من المراقبين أن من أبرز الأسباب هو الضغط الديموغرافي الكبير على المدينة نتيجة الهجرة القروية المستمرة، مما أدى إلى اكتظاظ بعض الأحياء وتزايد الحاجة إلى خدمات الأمن العام. كما أن تراجع الموارد المخصصة للأمن، سواء على مستوى الميزانية أو عدد أفراد الشرطة، ساهم بشكل كبير في عدم قدرة الأجهزة الأمنية على التصدي لهذه المظاهر العنيفة. *الآثار على المواطنين: يشعر سكان مدينة الجديدة بتدهور مستوى الأمان، حيث أضحى الخوف من التعرض للإعتداءات جزءاً من حياتهم اليومية. وقد أفاد العديد منهم أنهم أصبحوا يفضلون تجنب التنقل في ساعات الليل أو حتى في بعض الأماكن خلال النهار. وأصبح الإعتداء على الممتلكات الخاصة جزءاً من المشهد اليومي، مما يخلق حالة من الخوف الدائم بين المواطنين. *المسؤولية والردود الرسمية: على الرغم من الجهود التي تبذلها السلطات المحلية والأمنية لمحاربة هذه الظواهر، يبقى السؤال عن مدى فاعلية هذه الجهود في التصدي للانفلات الأمني. فحتى الآن، ورغم الحملات الأمنية التي تنظم بين الحين والآخر، لا تزال معدلات الإعتداءات مرتفعة. ويطالب العديد من المواطنين بتعزيز دور الشرطة في الحفاظ على النظام، وزيادة عدد الدوريات الأمنية في الأحياء الساخنة. كما أن هناك دعوات من جمعيات المجتمع المدني لوضع استراتيجيات أمنية طويلة المدى تتجاوز الحملات المؤقتة، وتعتمد على تفعيل برامج توعية ووقاية لمنع وقوع الجريمة، مع التركيز على تحسين الخدمات الاجتماعية، والحد من البطالة، التي تعتبر من العوامل الرئيسية في تفشي هذه الظواهر. إن الوضع الأمني في مدينة الجديدة يتطلب تدخلاً سريعاً من المركزية وفعّالاً من كافة الجهات المعنية، من أجل ضمان استقرار المدينة وحماية أرواح وممتلكات المواطنين. فالتحدي اليوم ليس فقط في محاربة الجريمة، بل في بناء ثقة المواطنين في الأجهزة الأمنية وجعلهم يشعرون بالأمان في كل زاوية من مدينتهم.