في جماعة هشتوكة، يعاني الملعب الجماعي من وضع متردٍ يجعل منه مثالاً صارخًا على غياب الاهتمام بالبنية التحتية الرياضية. هذا المرفق الذي كان يُفترض أن يكون متنفسًا رياضيًا للشباب وأداة لتعزيز التنمية المحلية، تحول إلى فضاء مهمل لا يلبي الحد الأدنى من شروط ممارسة الرياضة. أرضية الملعب، التي لا تزال ترابية وغير مستوية، تشكل تحديًا كبيرًا أمام اللاعبين، كما أن غياب الإنارة يحرم الشباب من استغلاله في الفترات المسائية. المرافق الصحية، التي تُعد جزءًا أساسيًا من أي منشأة رياضية، غائبة تمامًا، في حين أن البنايات المحيطة بالملعب في حالة يرثى لها. هذه المشاكل الهيكلية والفنية لا تؤثر فقط على جودة النشاط الرياضي، بل تدفع العديد من الشباب إلى البحث عن فضاءات بديلة خارج الجماعة، ما يزيد من معاناتهم ويهدد مواهبهم بالضياع. الرياضة تمثل أداة فعالة للتنمية البشرية وتعزيز القيم الاجتماعية، ومع ذلك يظل هذا الجانب مغيبًا في جماعة هشتوكة، رغم التوجيهات الوطنية التي تدعو إلى تطوير البنية التحتية الرياضية. في ظل استعداد المغرب لاستضافة كأس العالم 2030، أصبحت الحاجة إلى تحسين المنشآت الرياضية أكثر إلحاحًا، خاصة تلك التي تستهدف الشباب وتوفر لهم بيئة صحية لممارسة الرياضة. شباب هشتوكة لا يطالبون إلا بفرصة عادلة للتمتع بمرافق رياضية تلبي تطلعاتهم. تطوير الملعب الجماعي أصبح ضرورة ملحة وليس مجرد مطلب ترفيهي. الاستثمار في تحسين أرضيته، تركيب إنارة ملائمة، وتوفير مرافق صحية بمواصفات مقبولة، يمكن أن يحول هذا الفضاء المهمل إلى مركز إشعاع رياضي يساهم في تكوين جيل رياضي متميز ويعزز مكانة الجماعة على المستويين الجهوي والوطني. الملعب الجماعي ليس مجرد منشأة رياضية، بل هو رمز لطموحات الشباب وأداة لتعزيز التنمية المحلية. إهماله يعكس غياب رؤية واضحة لدعم الشباب وتوفير بيئة تساعدهم على تحقيق طموحاتهم. حان الوقت لاتخاذ خطوات جادة لتحسين هذا المرفق الحيوي، وجعل الرياضة جزءًا من استراتيجية التنمية في جماعة هشتوكة، بما ينسجم مع التوجهات الوطنية ويستجيب لتطلعات الساكنة.