قضت غرفة الجنايات الابتدائية باستئنافية الجديدة، أخيرا، بمؤاخذة عازب في عقده الثاني وحكمت عليه بست سنوات سجنا، بعد متابعته في حالة اعتقال من قبل قاضي التحقيق، بجناية الضرب والجرح المفضيين إلى الموت دون نية إحداثه. وأوقف الجاني بخريبكة، بعدما صدرت في حقه مذكرة بحث على الصعيد الوطني، لتورطه في قتل غريمه، قبل تسليمه للشرطة القضائية بالجديدة. وتبادل المتهم والضحية الضرب والجرح أمام عدد من الحاضرين، أسفرت عن إصابات بالغة تعرض لها الهالك من قبل الجاني في مختلف أنحاء جسده، ما اضطر إلى نقله للمستشفى الإقليمي بالجديدة قصد تلقي العلاجات، حيث لا حظ والد الضحية وجود انتفاخ في خده الأيسر، قبل أن تتدهور حالته الصحية، ويتم نقله إلى مستشفى ابن رشد بالبيضاء، إذ هناك فارق الحياة، لتعمد إدارة المستشفى إلى إشعار الدائرة الأمنية "لارميطاج" بالبيضاء صاحبة الاختصاص الترابي بواقعة الوفاة، والتي أخبرت بدورها الشرطة القضائية بالجديدة. واستدعت الشرطة القضائية والد الهالك، واستمعت إليه في محضر رسمي، إذ أفاد أنه يعمل في مجال الفلاحة بزاوية سيدي إسماعيل، حيث يمكث هناك عدة أيام ويعود إلى منزله، وأنه أشعر من قبل زوجته أن ابنه الهالك قد تعرض للعنف، قبل أن يصاب بحالة إغماء، وبعد إخضاعه لفحوصات بالأشعة، تبين أنه مصاب بكسر في الوجه، خاتما تصريحه بإصراره على متابعة المتورط في مقتل ابنه. كما استمعت عناصر الضابطة القضائية لعدد من المصرحين، ضمنهم أصدقاء الهالك والجاني، فأكدوا جميعا أن سبب الجريمة يعود بالأساس إلى خلاف حول علبة لصاق العجلات، إذ سلم الجاني المتهم خمسة دراهم للحصول عليها، قبل أن يتراجع عن اقتنائها، الأمر الذي لم يتقبله الهالك قبل أن يدخلا في خلاف تطور إلى اعتداء باليد والأرجل على الضحية. وأخضعت جثة الهالك لتشريح طبي بتعليمات من الوكيل العام للملك، وخلص التقرير إلى أن الوفاة ناتجة عن اعتداء جسدي بشيء صلب، تسبب في كسر في زاوية الفك الأيسر، وقد خلفت عدم معالجته تعفنا على مستوى العنق والوجه، الشيء الذي أدى إلى مضاعفات وأن للوفاة علاقة مباشرة بالاعتداء الذي تعرض له الهالك. وخلال الاستماع للجاني أكد تصريحات باقي المصرحين، مضيفا أن الهالك لحظة الواقعة كان في حالة غير طبيعية بعد استنشاق محتوى علب لصاق العجلات، وأنه بالفعل بدوره طلب منه تسليمه علبة، بعدما أشعره أنه لا يتوفر على أي مبلغ مالي، حينها وجه له الهالك عبارات السب والشتم ، قبل أن يتوجه نحوه مجددا وبحوزته سكين كبير الحجم وشرع حينها الهالك يلوح بالسكين محاولا الاعتداء عليه. وواصل المتهم اعترافاته بالقول إنه بعد مرور وقت وجيز، توجه نحوه الهالك من جديد، وحاول الاعتداء عليه قبل أن يعتدي عليه، وهي اللحظة التي تدخل خلالها باقي الحاضرين. .