أدانت الغرفة الجنائية التابعة لدى محكمة الاستئناف بالجديدة، يوم الثلاثاء الماضي، مساعد جزار، وحكمت عليه بخمس عشرة سنة سجنا نافذا، بعد مؤاخذته من أجل جناية الضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض المفضيين إلى الموت، دون نية إحداثه. كما قضت هيئة المحكمة، في نفس الملف، بإدانة المتهم الثاني بثمانية (8) أشهر حبسا نافذا، بعد متابعته من أجل عدم تقديم مساعدة لشخص في حالة خطر وعدم التبليغ عن جناية وفساد أخلاقي. وحسب محاضر الضابطة القضائية لدى المركز الترابي للدرك الملكي بزاوية سيدي إسماعيل، يستفاد من مضامينها، أنها توصلت بإخبارية من أحد المخبرين المتعاونين مع مصالحها، تفيد وقوع اعتداء شنيع، بدوار المعاشات التابع لتراب الجماعة القروية للزاوية سيدي اسماعيل، تعرض له شاب في مقتبل العمر، حيث تلقى طعنة غادرة بواسطة السلاح الأبيض، على مستوى فخذه الأيسر، جعلته ينزف كثيرا من الدم، وأنه مدرج في بركة من الدم، بين الحياة والموت. وفور ذلك، انتقلت فرقة من الدرك إلى مسرح الجريمة، بدوار المعاشات التابع لتراب الجماعة القروية للزاوية المذكورة أعلاه، غير أنها وجدت شخصا، يسكن بنفس الجماعة، مهنته بائع للسمك، قدم قام بنقل الضحية إلى المركز الصحي المحلي بالزمامرة، ومنه إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس بمدينة الجديدة، حيث فارق الحياة هناك وتم وضعه بمستودع حفظ الأموات بنفس المستشفى، وربحا للوقت، قامت العناصر الدركية بجمع معلومات حول هذه الجريمة، حيث استمعت لشهود عاينوا النازلة، والذين أفادوا أن المتهم والضحية كانا معا رفقة امرأتين مومستين وشخصين آخرين، يحتسون الخمر، ونشب نزاع بينهما تطور إلى اشتباك، استل إثره الجاني سكينا ووجه طعنة قاتلة للضحية، وأن شخصا قام بنقل الضحية الى المستشفى المحلي بالزمامرة. كما استمعت الضابطة نفسها، في محضر قانوني، للشخص الذي كان رفقة خليلته مع الضحية وعشيقته، فصرح أنهما التحقا بمكان السهرة المتفق عليه سلفا، وشرعا يحتسيان الخمر. وفي لحظة من اللحظات اختلى بخليلته، ونام قليلا تحت تأثير الخمر، وسمع ضجيجا ببهو المنزل، ولما خرج لاحظ الجاني والهالك مشتبكين والدم يسيل من الهالك، لم يعرف من اعتدى عليه. ونفى أن يكون مارس الجنس مع صديقته. وأضاف أنه قدم المساعدة للضحية محاولا إيقاف النزيف بوضع شريط من الثوب حول الجرح بفخذه، ثم توجه نحو مصلحة الإسعاف الخاصة، وأخبر كل من مصلحة الوقاية المدنية والمستشفى المحلي، في محاولة منه لإنقاذ الضحية من موت محقق. وعند الاستماع الى الشاهد الثاني، في محضر رسمي، صرح أنه كان حاضرا تلك الليلة ولم يتناول الخمر، وفي لحظة خرج المتهم وعاد بعد وقت وجيز، فوجد الهالك قرب خليلته، فشك في خيانته له، ولامه على تصرفه، فنشب بينهما نزاع تطور إلى عراك، أنهاه الجاني بتوجيه ضربة إلى فخذ الضحية، بواسطة سكين كان بحوزته. وتعميقا للبحث، وتحت اشراف النيابة العامة المختصة، تمكنت فرقة الدرك، من إيقاف خمسة أشخاص، وضعتهم تحت تدابير الحراسة النظرية، لفائدة البحث والتقديم. واستمعت للمتهم، فصرح أنه اتفق مع صديقه (المتهم الثاني) على إقامة سهرة ودعيا لها صديقتيهما واقتنيا كمية من الخمر، والتحق بهم الهالك وشخص آخر. وأضاف أنهم شرعوا في احتساء الخمر تحت أنغام الموسيقى الشعبية، وفي لحظة خرج لقضاء غرض يهمه، ولما عاد، شاهد الضحية رفقة خليلته في وضعية غير مناسبة، فلامه على ذلك، ونفى أن يكون اعتدى عليه بالضرب والجرح بواسطة السلاح، مشيرا إلى أنه ربما قد يكون تعرض للاعتداء من شخص غيره. وبعد استكمال البحث والاستماع الى جميع الشهود، تم تقديم الجاني المتهم الأول والمتهم الثاني كونه لم يقدم مساعدة لشخص في حالة خطر، وبعد عدة جلسات والاستماع الى مرافعات المحامين في إطار المساعدة القضائية، أدرجت القضية للمداولة، حيث اقتنعت هيئة المحكمة بالمنسوب إلى الجاني وإلى المتهم الثاني، وحكمت عليهما بالحكم السالف الذكر.