يعاني مركزي تصفية الدم والأمراض العقلية والنفسية والإدمان بالزمامرة من إكراهات مالية ولوجيستيكية، بسبب توقف الدعم الذي كانت تقدمه وزارة الصحة لهذين المركزين، وكذلك تراجع المجلس الجماعي عن تقديم المنحة المالية لفائدة جمعية فضاء البزيوي مند عدة سنوات، مما يهدد مصير هذين المركزين الطبيين بالتوقف، ويعرض مصير المرضى للخطر. بحيث تلعب جمعية فضاء البزيوي بالزمامرة دورا كبيرا في توفير اللوازم والحاجيات الضرورية لمرضى القصور الكلوي، ومرضى الأمراض العقلية والنفسية والإدمان بالزمامرة، من خلال توفير الأدوية والتجهيزات والأطر الطبية والمستخدمين وأداء واجباتهم الشهرية. وذلك بفعل المجهودات الجبارة التي بدلها المرحوم البزيوي طيب الله تراه وأسكنه فسيح جنانه، والذي يرجع له الفضل الكبير في بناء وتجهيز مركز تصفية الدم بالزمامرة في سنة 2010, ومستشفى الأمراض العقلية والنفسية والإدمان في سنة 2019, إضافة إلى بناء مركز إيواء المشردين بمسقط رأسه بدوار أولاد احسين بجماعة العكاكشة. وبعد وفاة المرحوم البزيوي مؤخرا واصل أبناءه المشوار، واستمروا في العمل على نفس النهج تنفيذا لتوصية والدهم الذي أوصاهم بالعمل الإنساني والخيري، من خلال توفير الدعم المالي اللازم لشراء التجهيزات الطبية والأدوية، وأداء أجور الممرضات والممرضين والمستخدمات والمستخدمين، والذي يتم توفيرها إما من مالهم الخاص, أو من المنح التي تقدمها المجالس المنتخبة, إضافة إلى المساهمات المالية لبعض الشركاء والمحسنين، ولولا هذه المجهودات الشخصية والمساهمات المالية لتوقف هذين المركزين الطبيين الهامين عن تقديم خدماته الطبية وتعرض حياة المرضى للخطر. وقد تجلت هذه الإلتفاتة لأسرة البزيوي مؤخرا في شراء 05 آلات جديدة لتصفية الدم، بعد تعرض مجموعة من الآلات لأعطاب تقنية والتي لم تعد تقم بوظيفتها في تصفية الدم كما كانت عليه سابقا، وشراء الأدوية الضرورية التي يحتاجها المرضى في حياتهم اليومية، خصوصا لقاح فقر الدم، بحيث أن العدد المتوفر منه غير كاف. وذلك بسبب تراجع وزارة الصحة خلال السنوات الأخيرة، في توفير الحاجيات الأساسية لهذا المركز من آلات تصفية الدم والأدوية، وهو ما أثر سلبيا على السير العادي لهذا المركز. وبذلك يعرف مركز تصفية الدم خصاصا كبيرا في الأدوية والأطباء، إذ يتوفر على طبيبة واحدة فقط والتي تشرف على أكثر من 120 مستفيد من هذا المركز، والذين يستفيدون من حصص تصفية تتراوح بين واحدة وأربعة في الأسبوع. كما يعاني المرضى من غلاء التحليلات الطبية، إذ يضطرون في بعض الأحيان اللجوء إلى المختبرات الخاصة، بسبب ضعف وثيرة العمل بمختبر التحليلات الطبية الموجود بالمستشفى المحلي. في حين يعاني مركز الأمراض العقلية والنفسية والأدوية بدوره من قلة الأدوية، وقلة الأطباء إذ يتوفر على طبيبة واحدة فقط، مع العلم أنه يعرف اكتظاظا كبيرا للمرضى الذين يتوافدون عليه من بعض المناطق والمدن المغربية خارج إقليمسيدي بنور. لكن يبقى المشكل الكبير الذي يعاني منه هذين المركزين هو قلة المنح المالية المقدمة من طرف المجالس الجماعية الموجودة بدائرة الزمامرة، والتي تستفيد من خدماته بالدرجة الأولى، أكثر من ذلك أن المجلس الجماعي للزمامرة توقف خلال السنوات الأخيرة عن تخصيص منحة مالية لجمعية فضاء البزيوي، في المقابل تصرف منحة ضخمة تقدر بحوالي 560 مليون سنتيم لفريق كرة القدم، وهو ما جعل هذه الأخيرة تواجه إكراهات مالية في تغطية مصاريف هذين المركزين الطبيين الذين يساهمان في إنقاذ حياة المرضى من الموت.