باتت الدكتورة الصيدلانية (سميرة مستاري)، تتعرض للمضايقات خلال عملها في صيدليتها "الجوهرة الخضراء"، بمنتجع سيدي بوزيد، حوالي 4 كيلومترات جنوب مدينة الجديدة، بعد أن أصبح بعضهم يتتبعون، تحت الطلب، خطواتها وتحركاتها، ويضبطون أوقات عملها على ساعة هواتفهم النقالة، ويلتقطون لصيدليتها خلسة صورا فوطوغرافية، يوافون بها من يهمهم الأمر، متهمين إياها بعدم احترام أوقات العمل، الذي ينتهي استثناءا كل يوم، جراء التدابير الاحترازية بسبب حالة الطوارئ الصحية، وحظر التجوال، على الساعة السادسة مساءا.. غير أن ما يجهله هؤلاء "الجهلة" أن الدكتورة (سميرة مستاري) كانت تؤمن الحراسة في صيدليتها 24 ساعة/24 ساعة، خلال الفترة الممتدة من الاثنين 30 مارس 2020، وإلى غاية الأحد 05 أبريل الجاري. هذا، فإن متاعب الدكتورة (سميرة)، التي لا تنتهي، كانت من تبعات آخر عملية الإحسان التي قامت، الجمعة 28 مارس 2020، وخصصت لها من مالها الخاص مبلغ 40000 ألف درهم، لاقتناء 200 قفة، عبارة عن مواد غذائية، بقيمة 200 درهم لكل قفة، لفائدة 200 أسرة معوزة بعاصمة دكالة. وهي العملية التي قفز عليها المدعو (يوسف الزروالي)، وقام بنشرها، بعد التوثيق بالصورة والصوت لعملية التوزيع في مرحلتها، عند انطلاقتها في اليوم الأول، على إثر مغادرته لتوه مدينة الجديدة، التي قدم إليها من مدينة مكناس، (ونشرها) على "يوتوب"، من خلال "فيديو"، مدته 12 دقيقة و38 ثانية، اختار له عنوان: "دكتوره سميره ويوسف الزروالي غدي افرحو 200 عائلة في مدينة الجديدة"، بعد أن أعد مقاطعه الحية بعناية وشكل موجه ومؤثر جدا، وبمونطاج محكم.. محققا بذلك نسبة مشاهدة عالية، ناهزت 500000 مشاهدة. وهو "الفيديو" الذي وجه عبره الشكر والامتنان إلى "جميع السلطات والقياد والأمن الوطني ورجال لفتيت ورجال الحموشي ورجال النباوي"؛ وخص فيه بالشكر رئيس الأمن الإقليمي للجديدة. هذا، وكان للجريدة اتصال بالدكتورة الصيدلانية (سميرة مستاري)، التي كشفت عن حقيقة وملابسات عملية توزيع 200 قفة، التي قفز عليها المدعو (يوسف الزروالي)، رئيس "الجمعية الملكية لمغاربة أوربا". كما كشفت عن وقائع وحقائق يجهلها الرأي العام والمتتبعون ومن يهمهم الأمر. الصيدلانية (سميرة)، محسنة تفعل الخير في الخفاء، بعيدا عن البهرجة، والاضواء الكاشفة، وعدسات الكاميرات. فهي اختارت هذا الطريق، طريق عمل الإحسان والخير، تبتغي منه مرضاة الله تعالى، وإدخال الفرحة إلى قلوب الفقراء والمحتاجين.. كما دأبت على ذلك في المناسبات والأعياد. فعلاقتها ومعرفتها بالمدعو (يوسف الزروالي)، كانت بمناسبة انخراطها، في غضون سنة 2019، في مساعدة إنسانية همت سيدة بجبال أيلال، لبناء منزلها؛ خصصت لها 20000 درهم من مالها الخاص. المحسنة (سميرة مستاري)، كانت تعتزم مؤخرا، وعلى غرار عادتها بحلول شهر الصيام، كل سنة، تنظيم عملية لتوزيع "قفة رمضان"، الذي بات على الأبواب.. غير أنها ارتأت أن تقدم موعد التوزيع، جراء تفشي فيروس كورونا (كوفيد-19)، وإعلان حالة الطوارئ الصحية في المغرب، التي واكبها فرض حظر التجوال، والتباعد الاجتماعي، ومنع السفر والتنقل بين الجهات والأقاليم والمدن والجماعات الترابية، عبر وسائل النقل العمومية والخاصة.. ما حرم فئات اجتماعية عريضة من عملهم، وبالتالي من مصدر عيشهم، علما أن الدولة المغربية خصصت لمن يتوفرون على بطاقة الرميد، والضمان الاجتماعي، إعانات ومساعدات مالية محدودة. هذا، وأعلنت الصيدلانية (سميرة) عن تنظيم عملية توزيع "القفة"، على صفحتها الفايسبوكية، حتى يتسنى لها بشكل مسبق تحديد الأسر المعوزة، التي يمكنها الاستفادة، في إطار المساعدات المحدودة، والتي خصصت لها 40000 درهم، من مالها الخاص، بقيمة 200 درهم للقفة الواحدة، تستفيد منها 200 أسرة محتاجة. وهو الإعلان الذي اطلع عليه من مصدره (الفايسبوك) المدعو (يوسف الزروالي)، والذي ربط لتوه الاتصال بالصيدلانية على هاتفها النقال، وطلب منها إشراكه في عملية التوزيع، مؤكدا لها أنه يتوفر على تصريح استثنائي يخوله التنقل من مدينة مكناس إلى عاصمة دكالة. وبالفعل، حضر (يوسف الزروالي) في الموعد المحدد، بمعية مرافقين، أحدهما يحمل الجنسية الجزائرية، وذلك على متن وسيلة نقل خاصة، شبيهة بعربة "سطافيت"، تم تسخيرها لحمل ونقل 200 قفة، عبارة عن مواد غذائية، تم اقتناؤها، في حدود الساعة ال11 من صباح الجمعة 28 مارس 2020، من المركز التجاري "مرجان" بعاصمة دكالة. وقد جرى توزيع بعض القفات في حي للازهرة، وحي القلعة (شارع باستور).. وهي العملية التي كلف المدعو (يوسف الزروالي) أحد مرافقيه بتصويرها في أدق تفاصيلها، في مرحلتها الأولى، من فضاء السوق التجاري، إلى حين توزيع بعض القفات على بعض الأسر المعوزة المستفيدة. وبعدها، غادر لتوه مدينة الجديدة، وعاد إلى مدينة مكناس، دون أن إتمام عملية توزيع ما تبقى من القفات، والتي زاد عددها عن 100 قفة. وفي اليوم ذاته، الجمعة 28 مارس 2020، قام المدعو (يوسف الزروالي) بنشر الفيديو الذي يوثق لعملية التوزيع، التي ظهر فيها في الصف الأول، وأرفقه بتعليقات مؤثرة حول الإحسان وروح الوطنية والمواطنة، (بتشره) على "يوتوب"، اختار له عنوان: "دكتوره سميره ويوسف الزروالي غدي افرحو 200 عائلة في مدينة الجديدة"، والذي حقق ما يناهز 500000 مشاهدة. والمثير أن الفيديو الذي نشره (الزروالي) لم يشر فيه إلى كون المحسنة (سميرة موستاري) هي من خصصت مبلغ 40000 درهم من مالها الخاص، لاقتناء ال200 قفة، التي استفادت منها 200 أسرة معوز بعاصمة دكالة.. رغم إظهار وجهها وعرض هويتها وصفتها. إلى ذلك، وبعد أن ترك (الزروالي) الصيدلانية (سميرة) لوحدها، بمعية القفات التي حضر إلى مدينة الجديدة، من أجل الانخراط في عملية توزيعها، وبعد أن غادر لتوه الجديدة إلى مكناس، حيث نشر الفيديو الذي التقطه، والذي يوثق بالصورة والصوت لعملية الإحسان، والذي حقق نسبة مشاهدة عالية على "يوتوب" (حوالي 500000 مشاهدة)، انتقلت المحسنة (سميرة) رفقة إحدى مساعداتها، مساء اليوم الموالي (السبت 29 مارس 2020)، على متن سيارتها الخفيفة، إلى حي القلعة، وتحديدا على مقربة من السوق المركزي، بعد أن اتصلت بها على هاتفها النقال، امرأة معوزة، تعاني من مرض الربو، بغية مدها بالدواء الذي كانت في أمس الحاجة إليه، وكذا، بالقفة.. لكن السلطات، ممثلة في باشا الجديدة، وقائد الملحقة الإدارية الثانية، ودورية أمنية، تدخلت في حينه، واقتادتها إلى مقر الدائرة الأمنية الرابعة، حيث استمعت إليها الضابطة القضائية في محضر قانوني، وتم إخلاء سبيلها، بعد أن تبين حسن نيتها، وكونها تقوم بالإحسان في سبيل الله، مبتغاة مرضاته. وهذا ما يشهد عليه الجميع بالإجماع بالجديدة، من سلطات ومجتمع مدني ومواطنين.