نظمت كلية الآداب و العلوم الانسانية بالجديدة ندوة دولية "حول موضوع المشكلات الحضرية الجديدة مقاربات وضعيات وتقاطعات " وذلك يومي 27 و28 نونبر 2019 . شارك في هذه الندوة مجموعة من الاساتذة والباحثين في مجال السوسيولوجيا والجغرافيا من جامعات قسنطينة وبسكرة من الشقيقة الجزائر وكليات الآداب والعلوم الانسانية لجامعات شعيب الدكالي وعبد المالك السعدي وابن طفيل بالإضافة الى مهتمين وباحثين من مدن مغربية مختلفة. الندوة افتتحت كما كان مقررا لها صبيحة يوم الاربعاء 27 نونبر بمركز دراسات الدكتوراه للكلية بكلمات اللجنة المنظمة وعميد كلية الآداب والعلوم الانسانية السيد حسن قرنفل ورئيس شعبة السوسيولوجيا ومختبر المجتمع المغربي -الديناميات والقيم الذي اشرف على تنظيم هذه الندوة ،لتتلوها عدة جلسات على مدى اليومين المقررين في البرنامج الذي كان مكثفا وحافلا بمداخلات متنوعة انصبت كلها على مشاكل المدن والمسائل الحضرية وسياسة المدينة وقضايا التعمير والاسكان وانعكاس ذلك على الشباب وساكنة المدن من حيث الصحة والتعليم والخدمات المختلفة ...الخ. كما تم التطرق بتدقيق لقضايا الهجرة بكل انواعها ومشاكل الاحياء الهامشية وتطور العمران والمنازل الآيلة للسقوط والحفاض على التراث المعماري وغيرها من القضايا المختلفة مع تحليل انعكاسات كل ذلك على الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وارتباطها بالظواهر والمظاهر السلبية التي اصبحت تعيشها المدن المغاربية من هشاشة وعدم احساس سكان المدن بالأمن وانخفاض جودة الحياة وتشوه في المعمار وغياب المرافق الاساسية التي يجب ان تصاحب تمدد المدن التي تتطور في غياب الفاعل السوسيولوجي وبالتالي غياب اية نظرة استراتيجية ثاقبة لهذا التمدد . حضر هذه الجلسات جمهور غفير من الطلبة والاساتذة والباحثين وبعض المهتمين بشان المدينة وكانت مناسبة لفتح نقاش اغنى المداخلات المختلفة . لقد اعادت هذه الندوة الحاضرين والحاضرات الى فضاء زمن نهاية القرن الماضي حيث كان السوسيولوجي يعيش في قلب المجتمع تأثيرا وتأطيرا وتوجيها قبل ان يبعد او يبتعد عن الاهتمام بالمشترك والشأن العام والمساهمة في التأثير في بلورة السياسات العمومية وصناعة العقول . ان عودة السوسيولوجي خاصة والباحث في العلوم الانسانية بشكل عام اصبح امرا ضروريا حتى تبنى جسور التفاعل والتواصل بين الجامعة ومحيطها .وحتى يساهم في بناء المستقبل على اسس صحيحة خصوصا فيما يتعلق بالمعمار وبناء المجتمع ، فاذا كان البلد يحتاج الى مهندسين وتقنيين ورجال سياسة وقانون... فان حاجته الى الفلسفة وعلم الاجتماع وسائر العلوم الانسانية اصبحت هي الاخرى ضرورة ملحة . ان بعض التدخلات اثناء النقاش لاحظت غياب السوسيولوجي اثناء بلورة المشاريع خصوصا ما تعلق بالتعمير والاسكان ومختلف قضايا المدينة وهو ما يجب اعادة النظر فيه بالعمل على بناء جسور بين صناع القرار التقني والسياسي والمختص السوسيولوجي ، وهي مسؤولية تقع على الجميع من سلطات محلية ومنتخبين التي عليها اشراك هؤلاء في حل مشاكا الحاضر وبلورة مشاريع المستقبل وذلك بتشجيع الدراسات والبحث العلمي الذي يخدم قضايا المدينة ، على الجامعة ايضا ان لا تبقى منغلقة على نفسها وان تنفتح فعلا على محيطها الخارجي لتؤثر فيه، فمثل هذه الندوات يجب مستقبلا ان تقام بالفضاءات العمومية خارج اسوار الجامعة بحضور صناع القرار بالمدينة والمتدخلين الاقتصاديين والاجتماعيين فيها وعلى السادة الاساتذة العودة المؤثرة لساحة المجتمع للفعل فيه بما يخدم مستقبل المغرب وبناء مجتمع متماسك ومعافى .وفي هذا الصدد وارتباطا بهذه الندوة فان اولى المهمات الملقاة على اللجنة المنظمة هي جمع وطبع اشغال جلسات هذه الندوة وخلاصاتها ووضعها رهن اشارة المتدخلين وعموم المهتمين وجمعيات المجتمع المدني خصوصا وان جزء كبيرا منها مرتبط بمدينة الجديدة ومحيطها.