أوقفت الشرطة القضائية مساء الأحد الأخير طالبا جامعيا 26 سنة حاصل على الإجازة في الفيزياء ويواصل في الماستر، يشتبه في إجهازه على والده بضربات قنينة غاز حتى الموت ليلة عيد الأضحى المبارك ، قبل أن يتوارى عن الأنظار ، بعد أن قضى ليلة كاملة بجانب جثة والده الأستاذ الجامعي بكلية العلوم بالجديدة اكتشاف الجثة جميع الجيران الذين يقطنون بجوار الضحية ذبحوا أضحية العيد ، إلا كبش الأستاذ الذي ظل يصدر مأمأة استمرت طيلة مساء الجمعة ، أمر قبل به الجيران ظنا منهم أنه ربما ينتظر قادما من بعيد يشاركه فرحة العيد الكبير ، لكن الوضع استمر على حاله ، سيما وأن باب الفيلا ظل مفتوحا ودون أن يظهر للأستاذ أثر ما ولد ريبة استدعت ربط الاتصال بأمن الجديدة ، الذين ما أن دلفوا إلى داخل المنزل ، حتى راعهم منظر الأستاذ الجامعي مضرجا في دمائه وهو على فراش النوم ، وضع ولد قناعة أن شبهة جنائية ترافق هذه النهاية المأساوية للضحية الذي كان يعيش بمفرده بعد أن طلق زوجته بثلاثة أبناء . بداية البحث التقط محققون صورا متعددة للجثة وكافة أركان مسرح الجريمة ورفعوا كافة الجزئيات التي تسهل عليهم اقتفاء أثر القاتل ، لكن ذلك لم يكن أبدا كافيا في ظل اتضاح واقعة قتل غير مقرونة بالسرقة ، وأيضا عدم تكسير قفل باب الفيلا أوغيره من الأبواب التي ولج منها الجاني أو الجناة . لكن بدا للمصطفى رمحان رئيس الشرطة القضائية بالجديدة ، خيطا رفيعا يختصر به المسافات إلى الجاني ، لما وجه سؤالا إلى جيران الضحية فيما إذا كانوا شاهدوا معه أحدا قبل يوم العيد ، فأكدوا له أنه كان مع ولده الذي اعتاد أن يزوره بين الفينة والأخرى ولا سيما أثناء العطل الدراسية . وعلى خلفية هذه الإفادة تمكن رمحان من الحصول على رقم الهاتف المحمول لابن الضحية ، لكن لما اتصل به وعاود الاتصال ظل هاتفه مغلقا بدون حرارة . شكوك تحوم حول الابن ولدت المعطيات الأولية للمحققين أن كل الشبهات تحوم حول الابن ، وأن مسألة قطع الشك باليقين رهينة بإيقافه ، أمر فرض انتقال فريقين من المحققين إلى المحمدية حيث والدته وإلى البيضاء حيث أقرباء له كان يتردد عليهم باستمرار ، لكن لم يعثروا له على أثر . ازدادت مهمة المحققين صعوبة وهم الذين كانوا يسابقون الزمن للوصول إلى الابن ، الذي تقوت الشكوك حوله سيما وأنه لم يرجع إلى بيت والدته بالمحمدية إيقاف الابن بجماعة قروية ضيق المحققون الخناق على الابن المختفي سيما في جميع الأماكن التي يمكن أن يتردد عليها ، ومنها الجماعة القروية لمولاي عبدالله المحاذية للجديدة ، حيث أسفرت عملية ترصد عن إيقافه عشية الأحد الأخير بأحد الدواوير منهمكا في تدبير خطة تبعده عن حبال أمن الجديدة . اعتراف بالقتل اقتاده المحققون إلى مقر الشرطة القضائية ، وهناك شرعوا في استنطاقه لم تكن المهمة هينة معه وهو الذي تمسك بالإنكار في البداية قبل أن ينهار معترفا ، انه هو من قتل والده ليلة عيد الأضحى ، وواصل دخلت مع والدي في ملاسنة ولما خلد للنوم راودتني ذكريات سوداء معه منذ طلق والدتي ، لم أستطع التغلب عليها ، استحوذت علي فكرة تصفيته ، لم أتردد طويلا عندما استرقت النظر إلى غرفته ، كان غارقا في نومه ، لحظتها توجهت إلى المطبخ ونزعت قنينة غاز كبيرة الحجم من أنبوبها ، وتسللت حتى لا أوقظه ، وهويت على رأسه بالقنينة ثم واصلت عملية الضرب دون أن يبدي مقاومة تذكر ، إلى أن تأكدت أنه أصبح جثة هامدة بدون حراك ، سيما بعد أن تشقق رأسه وزهقت عيناه من مكانهما في منظر وصفه محققون بكونه قمة البشاعة . محاولة التخلص من الجثة بعد أن تأكدت من قتل الوالد 60 سنة ، أمضيت قرابة ساعة بجوار جثته أفكر في طريقة تبعد عني الشبهات ، قبل ان أهتدي إلى فكرة دفنه بحديقة الفيلا والتبليغ عن اختفائه ، وفعلا في مكان بين شجرتين بالحديقة وبواسطة معول بدأت عملية حفر قبر لدفنه ، لكنني لم أقو على مواصلة عملية الحفر التي بدت لي عسيرة ، عدلت عن فكرة الدفن وانتظرت الخيوط الأولى لصباح العيد فغادرت الفيلا حائرا ، فكرت في البداية أن أتوجه صوب منزل والدتي بالمحمدية لكنني تراجعت خوفا من اقتفاء أثري ، مستسلما لرحلة تيه بجماعة مولا ي عبدالله لم تدم أكثر من 24 ساعة . عن يومية الصباح بتصرف الصورة من الارشيف