نجحو بلا ما نغشو"، شعار ترفعه المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالجديدة، لمناهضة الغش في الامتحانات الإشهادية، والتحسيس بأهمية السلوكات القويمة والنزيهة، التي يجب أن يتحلى بها التلاميذ المقبلون على اجتياز تلك الامتحانات، في مختلف الأسلاك بالتعليمين العمومي والخصوصي. وبالمناسبة، نظمت المديرية الإقليمية للتعليم بالجديدة، يوما تواصليا تحت شعار "نجحو بلا ما نغشو"، لاجتياز الامتحانات الإشهادية في مختلف الأسلاك التعليمية داخل المؤسسات التربوية، في إطار حرص المديرية الإقليمية على توفير الضمانات لاجتياز الامتحانات الإشهادية، في ظروف طبيعية، ومحاصرة الظواهر المشينة، التي ترتبط بها، وفي مقدمتها ظاهرة الغش، وذلك من أجل نزاهة الامتحانات ومصداقيتها، وتكافؤ الفرص بين التلاميذ الذين يجتازونها. هذا، وحضر أشغال اليوم التواصلي، بقاعة الاجتماعات الكبرى بالمديرية الإقليمية للتعليم بالجديدة، تحت شعار : "نجحو بلا ما نغشو"، الذي اختارته الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدارالبيضاء–سطات، بغاية تنزيل التوجيهات الوزارية التي أعلنت وزارة التربية الوطنية عن اتخاذها لاجتياز الامتحانات الإشهادية، (حضر أشغاله) المسؤول التربوي الإقليمي، ونائب رئيس المجلس العلمي، ورئيس المركز المغربي للدفاع عن حقوق المتعلم، ورؤساء المصالح التربوية والإدارية لدى المديرية الإقليمية للتعليم، والشركاء والمتدخلون في المدرسة المغربية، وتلامذة المؤسسات التعليمية. وبالمناسبة، فإن ظاهرة الغش تأخذ عدة تعريفات وتلاوين، لكنها تتقاطع في غالبيتها من حيث الممارسة والغاية، في كونها فعلا بذيئا يتخذ من التحايل والتدليس مطية لتحقيق أهداف ونتائج شخصية، دون وجه حق، على حساب حقوق الآخرين. وبذلك، فإن من يتبنى في حياته ودراسته وعمله، مثل هذه السلوكات، يُناقض الأمانة والصدق والاستقامة والقيم الحميدة. وقد باتت آفة الغش أكثر انتشارا و تطورا في الوسط المدرسي. ما أثر سلبا على مصداقية منظومة التقويم. الشيء الذي دفع الوزارة الوصية على قطاع التعليم، بغية محاصرة الظاهرة، إلى اتخاذ جملة من التدابير الإجرائية والقانونية والزجرية، و كذا، الآليات التي تأتي في طليعتها الحملات التحسيسية، من قبيل اليوم التواصلي الذي نظمته المديرية الإقليمية بالجديدة، والذي استضاف فعاليات تمثيلية لمختلف المتدخلين، لإعطاء انطلاقة الحملة الموسعة التي تنظمها المؤسسات التعليمية في أوساط التلاميذ وأسرهم، من خلال الوسائط الممكنة، وعلى رأسها جمعيات آباء وأولياء التلاميذ . وفي معرض الكلمة الافتتاحية التي ألقاها، في اللقاء التواصلي تحت شعار: "نجحو بلا ما نغشو"، شدد المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية، على الأهمية الخاصة التي توليها الوزارة لهذه الحملات التحسيسية، والحرص على توفير كافة الضمانات، لتحصين الامتحانات، والحفاظ على مصداقيتها، معتبرا في الوقت ذاته، أن العمل الميداني على مستوى المؤسسات التعليمية، يبقى مدخلا طبيعيا وناجحا لإيصال الرسالة وتحقيق الأثر المرغوب على أرض الواقع. ومن جهته، اعتبر نائب رئيس المجلس العلمي المحلي، في مداخلته، أن الغش نابع من قيم سيئة، تربى عليه الفرد، وهو يعكس ضعف الشخصية، وغياب البعد الديني والروحي في التربية، ما نجم عنه تأقلما وتطبيعا مع الظاهرة. ودق رئيس المركز المغربي للدفاع عن حقوق المتعلم، ناقوس الخطر بشأن الأشكال و التقنيات والأبعاد التي أصبحت تأخذها ظاهرة الغش، والغشاشين الذين يسخرون وسائل الاتصال الحديثة، والذين يجدون الدعم في الأسر وغيرها، الذين ينخرطون في تكريسها. وفي هذا السياق، قدم مقاربة تقوم على مدخلين أساسين: تشخيص دقيق للظاهرة، وبالتالي، استخلاص الأسباب، ثم طرح الحلول والبدائل الممكنة. وانصبت مداخلة الأستاذ مأمون حسين، الخبير التربوي، على إعطاء مقاربة تربوية، تغوص في نفسية التلميذ الغاش، و سبر أغوار كينونته ودوافعها الداخلية، وتمظهرات سلوكاته، وطبيعة المبررات التي يُقنع بها نفسه، ليتخذ من الغش وسيلة للتغطية عن فشله وضعف قدراته. كما قدم المتدخل مقاربات غنية، ومن زوايا متعددة، أضاءت بالفعل الأركان المظلمة لهذه الآفة الكامنة في نفسية التلميذ. واختتم اللقاء التواصي تحت شعار: "نجحو بلا ما نغشو" أشغاله، بمناقشة مثمرة ومستفيضة، طرح فيها مديرو المؤسسات التربوية عدة توصيات، لسد الثغرات الممكنة في النظام الأمني للامتحانات، وفي مقدمتها إحداث مكتب للمصادقة على الآلات التي يمكن أن يحملها معه التلميذ الى قاعة الامتحانات، علاوة على أفكار نيرة عززت اللقاء.