على إثر تداعيات الفضيحة الجنسية بكلية تطوان ، مازال مدادنا يتدفق حبرا حول هذه النازلة، و ذلك وعيا منا أن البحث القضائي يجب أن يأخذ مجراه لكي يميط اللثام عن خبايا الفضيحة الأخلاقية الفايسبوكية المحاكية للواقع، و التي هزت الجامعة المغربية، و يكشف عن النوايا الحقيقية لصاحبة الرسالة، و مدى صحة الادعاءات التي تم توجيهها للأستاذ في الصحافة الوطنية و الدولية. لقد تناهى إلى علمنا تدخل المجتمع المدني على الخط و جهات سياسية أخرى محسوبة على العدالة والتنمية، مما قد يصب الزيت على النار، ويشعل فتيل التنديد والاحتجاج، لكن يجب أن ينحصر ذلك في المطالبة بإجراء بحث عادل منصف، و محاكمة نزيهة تكشف الحقائق و تسقط ورقة التوت عن كل المتورطين في الفضيحة، لأن السؤال الجوهري الذي سنطرحه اليوم على الرأي العام في هذا المقال: هل الأمر يتعلق بأستاذ يبتز الطالبات و يتاجر في النقط مقابل الجنس؟ و هذا الادعاء يحتاج قانونيا لأدلة إثبات دامغة ملموسة، وشهادات الضحايا، و شهادة الشهود، وإعادة تصحيح أوراق الامتحان وفق المساطر المتاحة؟ هل يتعلق الأمر بعملية انتقام من الأستاذ لأسباب لازلنا نجهلها، ربما من حبيب مهجور منتقم، كما أوضحنا ذلك في تحليل الرسالة بالمقال السابق، خصوصا و أن هذا الأستاذ الآن خرج عن صمته، أمام بحث الشرطة، و اتهم طليقته "حواء" بكيدها له، فهل هي من قامت باختراق حسابه الفايسبوكي؟ و كيف وصلت صوره إلى ذلك الحساب؟ هذا المقال يذكرنا تماما بمقال قمنا بنشره سابقا باسم مستعار تحت عنوان " موت مرداس على مائدة قهوة الصباح"، في جريدة إلكترونية محلية تدعى "الجديدة اليوم"، لما كانت الصحافة تعبث آنذاك يميناً وشمالا بالقرائن بحثا عن جاني محتمل في قضية مرداس، فكتبنا مقالا يشمل تحليلا سيميائيا وخطابيا لصفحة الهالك على الفايسبوك، و فيديو نشرته شوف تيفي، عبرنا من خلاله عن قناعتنا بأن زوجة الهالك ضالعة في قتله، و بعد أسابيع أكد القضاء فرضية المقال، و نعود اليوم لنقف ضد تيار الفايسبوك الذي اتهم الأستاذ بجريمة افتراضية، دون أن ينتظر التحقيق على أرض الواقع، ليتبين خيوط القضية، و ربما هذا درس للمغاربة أن يضعوا أنفسهم على مسافة من العالم الافتراضي، و يستفيقون من غيبوبة محاكاة الواقع التي استعمرت ذهنيتنا، فمنا من اشترى شققا و فيللا بمواقع الانترنيت، و استوطنها معتقدا أن هذا المجال السيبيري يشكل واقعه الجديد، حيث لا يغادر عالم المحاكاة حتى ينام، بل منا من ينام و هو يحاكي أو "كونيكتي"، هذا هو الخطر الحقيقي الذي يتهدد مجتمعنا اليوم.
ماذا أعددنا لمجتمعنا من آليات و مقاربات قصد فهم خصوصيات العالم الافتراضي. نحن اليوم نسير بخطى ثابتة نحو سيولة إنسانويتنا، و نوجد على حافة ابتلاعنا من لدن مغنطة الشابكة: انتبهوا يا رواد الشابكة، إن الوسيلة الإعلامية تؤثر في حواسنا، بل تعيد تشكيلها، وتصنع واقعنا، و تبرمج ذهنيتنا، فعوض أن نعيش بوصفنا كائنات اجتماعية، قام الإعلام بمسخنا عبر وسائله التقنية المختلفة إلى محطات افتراضية بذهنية معلوماتية منفصلة عن الواقع المعيش الخام، و هكذا تحولنا إلى كائنات سيبيرية تتحرك في مجالات افتراضية تحاكي الواقع، قليلا ما ننفصل عن الوسيلة، فمعظم الحقائق اليوم نستقيها من الصورة الإعلامية دون أن نتسلح بأدوات لتفكيك رموزها و حمولتها الدلالية وقراءتها من زوايا مختلفة.
حان الوقت لإزالة الغمامتين التي وضعها الإعلام بشتى أنواعه على أعيننا، حتى أصبحنا نمشي كدواب العمل والركوب، ننتج و نستهلك ما تجرّنا إليه أربطة الرأسمالية. و في هذا السياق بالذات، كيف يُتهم أستاذ بالفوضى الجنسية، فقط من خلال قرصنة حساب يحمل اسمه وصورته، فتفتح محكمة الفايسبوك أبوابها لدخول جماهير القضاة والمحامين والجمعيات الافتراضية والرأي العام، ثم تبدأ المحاكمات، و الحملات، والاتصالات بالصحافة الدولية، دون النزول إلى أرض الواقع لدراسة القضية بعيدا عن المحاكاة. هل تزوير النقط يا قضاة الفايسبوك يتم في الحسابات الفايسبوكية؟ هل القبلات الرومانسية و الالتحام الغرامي يتم عبر المحطات الافتراضية؟ يبدو أن غِماء الإبحار في الشابكة و تأطير الصور الإعلامية و هيكلتها بأشكال نمطية على نحو ديزني لاند، لعبت دورا كبيرا في الخلط بين الواقع والمحاكاة.
لنبدأ عملية تحليل الصورة الإعلامية للوثائق الفايسبوكية، وهذه القراءة ترتكز على أربعة نقط، الهدف الرئيسي منها إزالة غِماء المحاكاة عن عيون قضاة الفايسبوك، لربما يقتنعون بالجانب الخفي المظلم لواقع النازلة التي حلت بأستاذ الجبر بتطوان.
أولا، إن الصور التي تم تسريبها على المواقع الاجتماعية تستدعي تحليلا دقيقا، حتى نتمكن من معرفة مصدرها، و الهدف من تسريبها في هذا التوقيت بالذات، لأن الملاحظ هو أن المغاربة يستهلكون الصور الواردة من الفايسبوك بنفس الأسلوب الذي يستهلكون به الصور التي تعرضها باقي القنوات التلفزيونية الرسمية، و هذا خلط خطير، قد يفجر ربيعا عربيا جديدا، إن استمر المجتمع في الاستهلاك الاستضباعي للصورة دون تمحيص وتشكيك وتساؤل وقراءة رصينة، و حتى الصور التي تعرضها القنوات الرسمية التي تخضع للرقابة ليست بريئة، فكل الصور الإعلامية تتسع لاحتمالات كبرى للفبركة و التعديل، وحتى إن التُقطت بالمباشر، فهي تخضع لتقنيات التصوير السينمائية من تقريب للصورة وتركيز على عناصر في الصورة دون أخرى وزوايا التصوير وغيرها من التقنيات التي يجب دراستها دراسة علمية وتفكيك حمولاتها الإيديولوجية.
إن المانع الأساسي الذي يواجهه الباحث في دراسة معطيات الفايسبوك هو أن هذه المواقع الاجتماعية لا تخضع لرقابة، و مصادر معلوماتها تظل مجهولة، لأن الحسابات الفايسبوكية في النهاية قد تتحول إلى بروفايلات مزيفة من الصعب التعرف على أصحابها، و اكتشاف الهويات الفايسبوكية لا يتسنى إلا للجهات القضائية المخول لها الاطلاع على أسرار مواطنيها في حال ارتكابهم لجريمة ما، لهذا يجب علينا التريث حتى نتحقق من صحة الصور و الحوارات التي تم تسريبها. تابعوا معي كيف سنحاول تسليط الضوء على كيفية التقاط هذه الصور من طرف القرصان، و ما إذا كانت قديمة أو حديثة العهد، و هل هي من إرسال الأستاذ أم من عمل القرصان الذي اخترق الحساب؟ و بالمناسبة، من قام بهذا العمل لا يبدو قرصانا محترفا، بل هو مجرم إلكتروني مبتدئ ترك الكثير من الهفوات، و لا خبرة له بالجريمة الإلكترونية.
إن معظم الصور تم التقاطها خلال سنة 2015، و على فترات متقطعة، مما يدل على أن القرصان كان يتوفر على القن السري للحساب، و كان يلجه بانتظام و بأريحية من جهاز كومبيوتر، و كأنه صاحب الحساب، و يستخدمه و يصور منه. هنا نضع السؤال، هل أرسل منه هذا القرصان رسائل إلى بروفايلات أو أشخاص حقيقيين باسم صاحب الحساب؟ هذا سؤال لن يجيبنا عنه سوى التحقيقات القضائية الجارية. ما هو دليلنا على أن الصور التقطت قديما منذ سنة 2015، ثم تم الاحتفاظ بها من طرف القرصان حتى يومنا هذا قصد تسريبها للصحافة؟ إن الجواب على هذا السؤال يكمن في التحول الذي حصل في تصميم الميسنجر منذ 2015، حيث التقطت هذه الصور بالتصميم القديم الذي انتهى استعماله منذ 2015، و لا يوجد كومبيوتر لا يزال يتوفر على التصميم القديم إلا إذا كان هذا الجهاز لم يرتبط قط بالإنترنيت، و هذا مستحيل، لأن نفس الكومبيوتر سيلتقط صورا أخرى بنفس الطريقة، لكن بالتصميم الجديد للمسينجر، إذن لماذا انتظر القرصان لمدة ثلاث سنوات كي يفجر هذه القنبلة في وجه الأستاذ؟ و ما السبب في هذا الصمت؟ هل الأمر يتعلق بعملية مشابهة لقائد الدروة؟ ما قصة الصور التي احتفظ بها القرصان لهذه المدة؟ هل تم تهديد الأستاذ سابقا بنشر هذه الصور على الشابكة؟
ثانيا، تم التقاط هذه الصور عبر جهاز كمبيوتر، وليس عبر جهاز أيباد أو هاتف، نظرا للتصميم الذي يبدو في الصور، فهو التصميم الخاص بجهاز الكومبيوتر، أو قد يكون القرصان استعمل هاتفا أو جهازا آخر، لكنه اختار تصميم الكومبيوتر في الميسنجر، و أخذت هذه الصور مباشرة من الحساب الذي يحمل اسم الأستاذ، ماذا يعني هذا؟ هذا يعني أن القرصان يستخدم الفايسبوك كمالكه، ويستطيع أن يلجه وقت ما يشاء و يرسل منه رسائل و يصورها، و من يدري قد يمحوها بعد ذلك حتى لا ينتبه صاحب الحساب لرواج الرسائل بينه وبين أصدقائه في الفايسبوك، هذه كلها احتمالات و تساؤلات واردة قصد تعميق بحث الشرطة في الملف.
ثالثا، لقد تم إرسال بعض صور الأستاذ من نفس الحساب، مما يفتح التأويل على احتمالين رئيسيين، إما أن الأستاذ استخدم هذا الحساب شخصيا لإرسال هذه الصور، وهذا العمل جد مستبعد من شخص يتهم بأنه يمارس الجنس، لأن غالبا من يمارس الجنس بطريقة غير أخلاقية أو غير شرعية، يتخذ جميع الاحتياطات و يتعامل بذكاء، فأين ذكاء الحيلة في إرسال هذه الصور، و في وضعية مقزّزة. لماذا سيفعل ذلك؟ هل فقد هذا الشخص صوابه حتى يرسل صورته عاريا و هو في وضعية النائم مثلا؟ هل هناك شخص آخر قام بذلك؟ لا يجب أن ننسى أن القرصان يستخدم الحساب كمالكه.
إن الصورة التي تم التقاطها للأستاذ وهو نائم، تفضح بشكل جلي أن ملتقط الصورة هو من أرسلها، لأن الصورة تظهر جيدا أنها التقطت خلسة من الأستاذ و هو نائم، و التقطت من شخص حميم ينام بجانبه، و استعمل كاميرا هاتفه، و أخذ الصورة بدون فلاش، و التقطها بسرعة، و يداه ترتجف خوفا، لأن الصورة قطعت جزءا من رأس صاحب الصورة، إذن، كيف سيرسل الأستاذ صورة لا علم له بوجودها، هذا من جهة، و من جهة أخرى يرسل الأستاذ صورة كهذه لحساب فايسبوكي بدون صورة صاحبه؟ هذا غريب جداً؟
وحين تأملنا الصورة جيدا، تُظهر أن الأستاذ في وضعية مقزِّزة ، إذ يعاني من بروز ثديه بشكل ملحوظ، و تتدلى شحوم من صدره و بطنه تجعل منظر الصورة يبدو مقرفا، و هذا دليل آخر على أن صاحب الصورة لا يمكنه بتاتا أن يرسلها إلى أي مكان، نظرا لأنها لا تحمل دلالات الإثارة الجنسية، و ليكن في علم قضاة الفايسبوك بأن سفاح الجنس المتمرس سيرسل صور إثارة، تبرز عضلاته و وجهه الجميل، و بنية جسدية متناسقة تثير شهوة المتلقي. راجعوا الصور الشهوانية على الانترنيت، و ستجدون الأنماط و الأشكال المختلفة للإثارة. هذه الصورة بالعكس، هي تفضح من أرسلها، فهو مبتدئ، يسعى لتشويه صاحب الصورة والانتقام منه، حيث يبحث على متلقي يلبس غِماء التصديق المتسرع، حتى يؤكد له فرضية أن الأستاذ يمارس الجنس، لأن عراء الجسد في الصورة يحاكي الممارسة الجنسية. و الدليل القاطع على أن الصور ليست من إرسال الأستاذ، هو أن المرسل أرسل الصور بشكل عشوائي دون سياق كلامي و تعاليق رومانسية تضفي طابع الواقعية على الشات، بالعكس، كان هم القرصان هو توريط الأستاذ في وضعية مخلة بالحياء.
رابعا، هل الحورات التي يتضمنها الشات من هذا الحساب، هي حوارات واقعية أم مفبركة، استخدمها القرصان لتوريط الأستاذ في فضيحة الجنس مقابل النقطة؟ انظروا معي كيف يبنى هذا الحوار بين الأستاذ وطالبة مفترضة :
الطالبة : " اعطيني أحسن نقطة آ حوبي أو ما تكون لي غير على خاطرك " الأستاذ: صافي عطيتك 18/20...
بعد أكثر من عشرين سنة من الخبرة في تحليل الخطاب، نجد أنفسنا أمام حوار أقام الدنيا وأقعدها، و غرد بسببه فيصل القاسمي و قنوات أجنبية أخرى، ولم يتوقف عاقل واحد منا ليحلل هذا الحوار، فعلا نحن نعيش عصر المحاكاة... ضاعت منا الحقيقة في ديزني لاند كما صاح بذلك جون بودريار. عار عليكم يا قضاة الفايسبوك ! عار عليكم أن تتخذوا هذا السيناريو المفبرك كدليل لإدانة بريء بالفساد الأخلاقي... هذا حوار مفبرك مائة في المائة ، و يبدو أن الكثير من الحوارت تم تبادلها بين البروفيلات من طرف شخص واحد غير متمرس في بناء المحادثات الاجتماعية.
إن النموذج المطروح للنقاش لا علاقة له لا بالواقع ولا بماحاكاة الواقع، لأنه يفتقر للإنسانوية التي تتجلى في تقمص الأدوار الاجتماعية الواقعية، فحتى بائع الخضر اليوم لا يتحدث بهذا الشكل المباشر. كيف لأستاذ يبيع النقط في مزاد الهوى، لا يستطيع بناء محادثة واقعية، و تتمركز جل الحوارت على النقط فقط، وبشكل فظ مريب. كيف يمكن أن يكون هذا الشات واقعيا، وهو لا يُفشي غزلا، أو حديثا عن مشاكل عائلية، أو مشاكل في الدراسة، أو غيرها من المشاكل. إذا افترضنا أن هذه العلاقة رومانسية و عاطفية بين الطرفين، فهي ليست آلية و ميكانيكية كما صورها الحوار، فحتى بائعات الجنس، لا يتحدثون عن النقود في جلساتهم الخمرية بالزبناء، بل يتبادلون الغزل والنكتة، و يتحدثون في مواضيع اجتماعية شتى، لو قامت مومس بإنتاج خطاب آلي ميكانيكي كهذا، لنفر منها الزبناء، لأن معظمهم لا يبحثون فقط عن الشهوة الجنسية، بل كذلك عن قضاء ليلة رومانسية مع صديقة تبيع الهوى، فيتقمص كل منهم دور الخليل والخليلة، و يتسامرون و يتبادلون زهور الغرام ...أين تكمن نفحة هذه العناصر الخطابية في سياق المحادثات الفايسبوكية المطروحة أمامنا؟
للتاريخ فقط: نحن نطرح مجموعة من الأسئلة بالرغم من شح المعلومات، و نقدم قراءة متفحصة للواقع، قد يستفيد منها القضاء و الرأي العام حين يتحرر من أغمية ديزني لاند و أقنعته، ثم يواجه الواقع المعيش بمختلف متغيراته السوسيولوجية، فهجوم الكواسر الافتراضية على أستاذ يحاكي الممارسة الجنسية (sexual simulation) و تدويل الاتهام، والضغط على إدارة الكلية التي انهارت من شدة الفزع، و فرض وجهة النظر الواحدة، كل هذا قد يفتح المجتمع على أبواب المجهول مستقبلا، إذا لم تتسلح هذه المحطات السيبرية "الإنسانية" بآليات تحليل الخطاب والصورة، و ربما قد تتحول عدالة هذا المجتمع من قضاء الواقع إلى قضاء المحاكاة، فينساق الكائن السيبيري وراء محطات افتراضية مجهولة الهوية، تعمل في إطار أجندات إيديولوجية خاصة. نحن الآن نوجد في مفترق الطرق: إما أن نبتعد عن قضاء الشارع و الفايسبوك، و ندعم القرارات المؤسساتية بالنقد والتقويم، وبالتالي نحافظ على ديمومة المؤسسات، تلك القشرة الحامية للُحمة المجتمع، و إما أن ننزلق إلى ويلات الصدام الاجتماعي و فوضى القيم بواقع المحاكاة.
ملحوظة: إيمانا منا بوجود ألغاز تدعونا للتفكير، انشغلنا بالبحث والكتابة الصحافية في هذا الموضوع طيلة الأسبوع ، و حاولنا قدر المستطاع إيصال أفكارنا في مقال سابق و في هذا المقال بالتدرج، حتى لا نصطدم بأغمية الإعلام. و نرجو من الأستاذ المتهم الذي كابد محنة هذه الفضيحة أن يعفو عند المقدرة، إذا تبث فعلا تورط زوجته في هذا الموضوع كما يدعي، لأنه من خلال دراستنا للمعطيات، يتبين أن صاحبة الرسالة و فبركة المشهد الإعلامي لا تتحكم في تدفقها العاطفي الهائج غير المتزن، والذي يوصف عادة ب (Mania love)، الحب الجنوني الذي قد يؤدي بصاحبه في بعض الأحيان إلى ارتكاب مختلف الحماقات بما فيها الانتحار أو إلحاق الأذى بالأطفال، فمهما فعَلَت، فهي أم لأطفالك، ورأفة بها و بالأطفال يا مجتمع المحاكاة (simulacra society)!