أربكت الحرب الكلامية، التي شنها أمين عام حزب الاستقلال "حميد شباط" على قادة حزب العدالة والتنمية وفي مقدمتهم الأمين العام ورئيس الحكومة "عبد الإلاه بنكيران" والاستهداف المباشر لهذا الأخير من قبل عناصر حزب الاستقلال أينما حل وارتحل. والتي كان أخطرها ما تعرض له بمدينة تازة، حسابات مناضلي حزب العدالة والتنمية بالجديدة، حيث بات التحالف الاستراتيجي بين الحزبين لقيادة سفينة التسيير الجماعي ببلدية الجديدة بعد انتخابات شتنبر 2015 مهددا، خصوصا مع الأخبار الواردة والتي تفيد بأن قيادة حزب العدالة والتنمية قررت عدم التنسيق بشكل كلي مع مرشحي حزب الاستقلال، وذلك لسد الباب على حزب الميزان وإضعافه لكي لا يحصل على رئاسة مجموعة من الجماعات والبلديات.
هذا وفي حال إصرار قيادة حزب العدالة والتنمية على قرارها بعدم التنسيق مع حزب الاستقلال، فسيصبح من المفروض على مرشحي حزب العدالة والتنمية البحث عن تحالفات أخرى بعيدا عن لائحة حزب الاستقلال التي يقودها رجل الأعمال "جمال بنربيعة"، خصوصا وأن قواعد الحزب تطالب مرشحيها بتحمل المسؤولية داخل المكتب المسير لبلدية الجديدة وبلورة فلسفة الحزب على أرض الواقع والقرب من المواطن وخدمة مصالحه، عوض لعب دور المعارضة التي جعلت حزب العدالة والتنمية بعيدا عن تدبير الشأن المحلي. وتبقى كل الاحتمالات واردة حول الجهة التي ستتحالف معها العدالة والتنمية، حيث بدأت العديد من الأحزاب تخطب ود مرشحي العدالة والتنمية في أفق التنسيق بعد انتخابات الرابع من شتنبر، وأكبر الحظوظ لدى وكيل لائحة حزب الأصالة والمعاصرة التي يقودها رئيس بلدية الجديدة "عبد الحكيم سجدة" الذي سيدخل التاريخ من بابه الواسع في حال معاودته الكرة وتوليه المسؤولية كأول رئيس في تاريخ بلدية الجديدة يترأس المجلس الحضري للمدينة لولايتين متتاليتين.