مشاعر متدفقة وأحداث متسارعة وتغيرات لم تكن لتحدث لمئة عام آخري حدثت كلها في أسبوع .. إنها أسبوع التحضر والرقي الذي نقله الشعب المصري لكل العالم، عشت هذه الأيام لحظة بلحظة وشربت من كل كؤوسها .. بداية من انتفاضة الحرية عبر شبكات التواصل الاجتماعي وصولا إلى خطابات سياسية وحناجر ملتهبة بالشعارات وتحليلات سياسية واجتماعية وسيناريوهات لا يمكن إغفال منطقة حدوث أي منها. خلصت من هذا الأسبوع بشعار واحد وهو (عاش كفاح الشعب المصري وتحضره ورقيه وأمنه) هذا الشعب الذي ولد وبداخله جينات الرقي والتحضر ولم يخذلني أبدا لأنني دائما كنت أراهن على حضارة هذه الأمة، في الوقت الذي توقع فيه الكثير أن هذا الشعب قد مات. حكايات كثيرة لا يسعفني الوقت لأذكرها في هذا المقال تبدأ من براءة الدعوة للحرية والكرامة عبر شبكات التواصل الاجتماعي على الفيس بوك، وصولا إلى بسالة وشجاعة شباب مصر وهو يدافع عن حقوقه أمام نظام تفجر وتكبر منذ زمن طويل، ونهاية برقي وحضارة شعب انتفض في وقت قصير وانتقلت بداخله عدوى التحضر وروعة العمل الجماعي في ميدان “التغيير” – التحرير سابقا – الذي تحول إلى جامعة متخصصة في تعليم الديمقراطية الحقيقة، تلك الجامعة التي انتسبت إليها منذ أسبوع وتخرجت وأنا أحمل شهادة دكتوراه في سياسات وأفكار الثورات الشعبية للشعوب المتحضرة. عندما بكيت وأنا اردد النشيد الوطني المصري في صباح جمعة الغضب لم افقد أبدا أن إرادة الشعوب ترضخ لها الأقدار، وعندما بكيت مرة آخرى في صباح يوم السبت وأنا أردد ( اقسم لك يامصر أنكي أمنة) بعد ليلة من الرعب انتابت الشعب المصري، كنت أيضا واثقا من نجاح إرادة الشعوب، وعندما بكيت في المرة الثالثة وأنا أذهب إلى المظاهرة المليونية في ميدان التغيير صباح الثلاثاء كنت واثقا من عظمة الجيش المصري ورقي وتحضر شعبه بعد نشر سيناريو الصدام الذي يمكن أن يحدث في حالة إثارة الفتنة في هذا اليوم، هو نفس البكاء الذي بكيته عندما شاهدت الرئيس مبارك يعلن هزيمته منتصرا بكبريائه في مساء هذا اليوم. والله يامصر أنت حرة ومستقرة إلى أبدا الآبدين والله يامصر أنك أمنة. والله يا مصر أنك أكثر الشعوب حضارة ورقي. والله يامصر إنك تستحقي كل الخير والحرية. *صلاح عبدالصبور الامين العام الاتحاد العربي للصحافة الاكترونية