أيها الأحرار الأبطال في مصر الكنانة: إن إخوانكم الكرد حفدة صلاح الدين الأيوبي، يشدّون على أيديكم ويرفعون أكف الضراعة إلى خالق السموات والأرض أن ينصركم ويسدد خطواتكم على طريق بناء مصر الحرية والكرامة وحقوق الإنسان والعدل وتكافؤ الفرص. أيها الأحرار الأبطال في مصر الكنانة: لقد غاب عن بال هؤلاء الطواغيت الظلمة الفاسدين الجالسين على صدور المصريين أن للصبر حدوداً، وأن غضبة الشعوب إذا انطلقت لا يقف في وجهها شيء، ولقد أثبتُّم أنكم بحق أبطال، وأنكم إذا وعدتم أو أوعدتم وفيتم بوعدكم أو وعيدكم. لقد جعلتم من يوم الجمعة(28/1/2011) يوم غضب على فرعون مصر وجلاوزته و”بلطجيته” وأزلامه، هذا الغضب الذي هزّ عروشاً وأصاب طواغيت وحكاماً غير شرعيين من المحيط إلى المحيط في مقتل، فراحوا يقدّمون الرشاوى التافهة لشعوبهم المسحوقة المترقّبة للتوثّب والإجهاز، ويحاولون إحكام قبضتهم التي تراخت إلى درجة الشلل على الأوضاع، بدلاً من إجراء إصلاحات جذرية، لعلها تمدّ في عمرهم! ولكن هيهات هيهات لما يحلمون، فقد أزفت الآزفة، واقتربت ساعة محاسبة الشعوب لهؤلاء الحكام المجرمين الدمويين المتسلطين الناهبين لخيرات الشعوب بغير وجه حق، الزاجّين بأحرار الأمة وشرفائها وراء القضبان، أو تسببوا في هجرة قسرية لآلاف مؤلفة منهم عن أوطانهم منذ عقود. لقد نزل إلى الشوارع في تحدٍّ صارخ لبطش فرعون مصر وفساده وعمالته مئات آلاف المتظاهرين، خلال الأيام القليلة الماضية، مواصلين الليل بالنار، معرِّضين أنفسهم لرصاص الشرطة وقوات الأمن المركزي، التي أمعنت في الإجرام والقتل، فسقط عشرات الشهداء في سوح الشرف في المدن المصرية الحبيبة المناضلة، وسقط مئات الجرحى، وردّ المحتجّون بإشعال حرائق ضخمة وتدمير شبه شامل في مقرات الحزب الحاكم وفي عشرات مراكز الشرطة وقوات الأمن المركزي، وهاجم بعض المتظاهرين الغاضبين سجوناً وأطلقوا سراح المعتقلين السياسيين، واصطفّ الجيش المصري العظيم إلى جانب الشعب البطل، وأعلن أنه يتفهم المطالب المشروعة للشعب المصري، وصرنا نرى على لافتات المتظاهرين الشجعان عبارة “يسقط مبارك”، و” يا مبارك.. السعودية في انتظارك”، و”ارحل يا مبارك”، وأُعلِن عن إلقاء القبض على وزير الداخلية الذي أمر بإطلاق النار على المتظاهرين العزّل، كما اعتقل المسؤول الأبرز في الحزب الحاكم أحمد عزّ، ونزل القضاة وشيوخ الأزهر إلى ساحة التحدي والمواجهة... هذه الأحداث المتسارعة المتلاحقة كانت كافية لأن تجعل فرعون مصر ينهار وتخرّ قواه ويفرّ أفراد أسرته والعصابة الفاسدة المحيطة به من مصر، بما وقع تحت أيديها من مال حرام هو قوت الشعب وحقه. أيها الأحرار الأبطال في مصر الكنانة: إن الطاغية الفاسد حسني الخفيف بدأ يترنّح تحت ضربات المقاومة الشعبية الباسلة، وإن العصابة الفاسدة المحيطة به بدأت تنفضّ عنه وتحزم حقائبها للهرب والنجاة بجلدها قبل أن يجرفها الطوفان الهادر، فشدُّوا العزم وضاعفوا الهجوم والصمود أيها الأبطال الأشاوس، فإن النصر صبر ساعة، وإن الباطل أعجز من أن يصمد أمام الحق المؤيَّد من الله تعالى، وإن الشعوب العربية والإسلامية أبصارها مشدودة إليكم وإلى حسن صنيعكم في هذه الأيام المباركة، وترى أن سرعة تساقط أحجار الدومينو مرهونة بسقوط فرعونكم، وتدبّروا قول الله تعالى: ((ونُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَْرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ * وَ نُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَْرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ)).سورة القصص/الآيتان5و6. ((وقُلْ جاءَ الحقُّ وزَهَقَ الباطلُ إنَّ الباطلَ كانَ زَهُوقاً))/ سورة الإسراء/ الآية 81 صدق الله العظيم. سيروا على بركة الله، واستمسكوا بحبله المتين، وتمسكوا بوحدتكم الوطنية، واضربوا على أيدي الفاسدين والمتربّصين باستقرار مصر وأمنها ومكتسباتها، وحُولوا بينهم وبين سرقة جهود الجماهير المصرية الأبية، حتى يأذن الله بنصره، ويولّي حسني مبارك هارباً مذعوراً كما فعل أخوه شين الهاربين بنعلي، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته تنظيم وحدة العمل الوطني لكرد سورية 26 صفر الخير 1432ه/ 31/1/2011م