فجر انتحاري نفسه أمام كنيسة للأقباط في الإسكندرية ليلية الجمعة صبيحة السبت مما أدى إلى مقتل 21 شخصا وإصابة 97 آخرين في اعتداء وصفه الرئيس مبارك انه “عملية إرهابية تحمل في طياتها تورط أصابع خارجية”. وذكر شاهد عيان لقناة تلفزيونية خاصة انه شاهد سيارة تقف أمام كنيسة القديسين بعد منتصف الليل بقليل وان الانفجار وقع فور خروج رجلين منها. إلا أن وزارة الداخلية استبعدت فرضية السيارة المفخخة وأكدت انه “يرجح” أن يكون “شخص انتحاري” نفذ الاعتداء. فيما أكد شهود آخرون أنهم شاهدوا سيارة تصل إلى أمام الكنيسة نزل منها عدد من الرجال ثم ما لبثت أن انفجرت. وأوضح مصدر أمني أن عمليات الفحص لواقعة الانفجار أكدت عدم وجود نقطة ارتكاز للتفجير بإحدى السيارات أو بالطريق العام”. وأضاف أن ذلك “يرجح أن العبوة التي انفجرت كانت محمولة من شخص انتحاري لقي مصرعه ضمن الآخرين”. وأوضح المصدر أن “فحص المعمل الجنائي أكد أن العبوة الانفجارية محلية الصنع تحتوي” على قطع معدنية “لإحداث اكبر عدد من الإصابات”. من جهته أكد الرئيس مبارك أن الاعتداء هو “عملية إرهابية تحمل في طياتها تورط أصابع خارجية”. وتعهد في كلمة له “بمعاقبة المخططين لهذا العمل الإرهابي ومرتكبيه . وأكد أن “هذا العمل الآثم هو حلقة من حلقات الوقيعة بين الأقباط والمسلمين”. ودعا الرئيس المصري المسيحيين والمسلمين في مصر إلى الوقوف “صفا واحدا” في مواجهة “قوى الإرهاب”. وأثار التفجير موجة من الغضب العارم بين المسيحيين الذين اشتبكوا مع الشرطة وأطلقوا شعارات ضد النظام وضد الرئيس . وفي المقابل نظم المئات من المسيحيين والمسلمين مسيرة بمنطقة سيدي بشر بالإسكندرية أعربوا فيها عن استنكارهم للانفجار وطالبوا بتعزيز الوحدة الوطنية في البلاد. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير الذي جاء بعد شهرين من تهديدات أطلقتها مجموعة موالية لتنظيم القاعدة في العراق ضد الأقباط. وكان تنظيم “دولة العراق الإسلامية” تبنى هجوما على كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في بغداد في 31 تشرين الأول الماضي الذي أسفر عن مقتل 46 مصليا مسيحيا بينهم كاهنان وسبعة من عناصر الأمن. وهذا أول انفجار سيارة مفخخة يستهدف كنيسة في مصر ، ويذكر بالتفجيرات التي استخدمت فيها سيارات مفخخة في العراق وغيرها من دول الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة.