أكد الملك محمد السادس للرئيس المصري محمد حسني مبارك، تنديد المملكة المغربية الشديد بالاعتداء الإرهابي الشنيع الذي استهدف كنيسة القديسين بالإسكندرية ، مخلفا العديد من الضحايا الأبرياء. ومما جاء في برقية بعث بها الملك محمد السادس إلى الرئيس المصري ،على إثر هذا الاعتداء "أؤكد لفخامتكم تنديد المملكة المغربية الشديد بهذا العدوان الإرهابي، وبكل أشكال الإرهاب الذي يعد إجراما في حق الإنسانية كلها، تنبذه قيم ديننا الإسلامي الحنيف وتعاليم الأديان السماوية والقيم الكونية بأسرها، المجمعة على تكريس السلم والإخاء والمحبة، وترسيخ التسامح والتعايش بين الأديان والحضارات، واحترام الحق المقدس في الحياة، وتحريم وتجريم كل اعتداء آثم عليه". واضاف الملك "فقد تلقيت بعميق التأثر وشديد الاستنكار نبأ الاعتداء الارهابي الشنيع ،الذي استهدف كنيسة بالاسكندرية ،مخلفا العديد من الضحايا الأبرياء، ممن حضروا القداس المقام بمناسبة السنة الميلادية الجديدة". وفي هذا الظرف الأليم، أعرب الملك محمد السادس ،للرئيس المصري ،باسمه شخصيا وباسم الشعب المغربي قاطبة، عن أحر التعازي وأصدق مشاعر التعاطف مع العائلات المكلومة للضحايا الأبرياء، "مؤكدا لكم تضامننا معكم ومع مجموع الشعب المصري الشقيق، الذي يتنافى هذا الإجرام الدنيء، مع طبيعته المسالمة، وتاريخه التليد كأحد أعرق الحضارات الإنسانية ذات التقاليد الأصيلة في التسامح والتعايش بين الديانات والثقافات". وتضرع الملك إلى الله تعالى بأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل، ويتقبل الضحايا الأبرياء في عداد الصالحين من عباده وأن يشملهم بواسع رحمته وغفرانه ، ويلهم ذويهم جميل الصبر وحسن العزاء وأن "يحفظكم وبلدكم الشقيق من كل مكروه ويرزقكم موفور الصحة، ويمدكم بعونه الإلهي لتواصلوا قيادتكم الحكيمة لشعبكم الشقيق إلى ما تتطلعون إليه من اضطراد الطمأنينة والاستقرار والتقدم والازدهار". إلى ذلك قال الرئيس المصري، حسني مبارك، إن انفجار كنيسة القديسين في الإسكندرية، الذي أدى لمقتل 21 شخصاً، معظمهم من المسيحيين "يحمل في طياته دلائل على تورط أصابع خارجية، تريد أن تصنع من مصر ساحة لشرور الإرهاب"، ولكنه أكد أن الذين يقفون خلف هذا العمل "لن يكونوا بمنأى عن عقاب المصريين." وأضاف مبارك، في كلمة نقلها التلفزيون المصري، إن بلاده "تعرضت لعمل إرهابي آثم استهدف الوطن بأقباطه ومسلميه"، وأضاف أن الهجوم "هز ضمير الوطن وصدم مشاعرنا، وأوجع المصريين مسلمين وأقباط امتزجت دماؤهم، لتقول إن مصر برمتها مستهدفة، وان الإرهاب الأعمى لا يفرق بين قبطي ومسلم." وذكّر مبارك بمواجهة مصر لخطر العمليات الإرهابية في العقد التاسع من القرن الماضي، وقال إن القاهرة قادرة على تحقيق الانتصار على الإرهابيين من جديد، وتعهد ب"قطع رأس الأفعى."