* سياسات قطر تهدف لإرضاء أكبر عدد من اللاعبين ونتوقع أن تستمر في دعم حماس وحزب الله وسوريا وعينها على الولاياتالمتحدة. * “الجزيرة” حرة نسبيا في الأحداث الإقليمية لكنها لا تنتقد قطر.. وتغطية القناة سهلت المصالحة مع السعودية.. ترجمة – نفيسة الصباغ : نصت وثيقة بتاريخ 19 نوفمبر 2009، وقعها السفير جوزيف لوبارون على أن قطر تستخدم الجزيرة كأداة للمساومة. وشددت الوثيقة على أن الجزيرة ستظل على مدى السنوات الثلاث المقبلة، تعمل في الاتجاه الذي استقر العمل عليه، فالجزيرة العربية ستظل تستخدم كأداة للنفوذ القطري وناطقا غير مباشر باسم السياسات الخارجية للبلاد. وستستمر قطر في استخدام الجزيرة كأداة للمساومة لإصلاح العلاقات مع الدول الأخرى، خاصة مع من تنتقدهم القناة في بثها، بما في ذلك الولاياتالمتحدة. وذكرت الوثيقة أن هناك أدلة غير مؤكدة تشير، إلى أن عضو مجلس إدارة سابق في الجزيرة أكد أن الولاياتالمتحدة يتم تصويرها بشكل أكثر إيجابية منذ وصول إدارة أوباما. ونتوقع أن يستمر هذا الاتجاه بالتزامن مع تطوير وتحسين العلاقات الأمريكية القطرية، خاصة وأن تغطية قناة الجزيرة كانت جزءا من مناقشاتنا الثنائية، حيث كان لها أثر إيجابي في العلاقات بين قطر والسعودية والأردن وسوريا وغيرها من البلدان. وخلال السنوات الثلاث الماضية، رصد السفير عدم وجود حرية إعلامية في قطر، على الرغم من عدم وجود الرقابة العلنية والرسمية فالرقابة الذاتية والرقابة الرسمية غير المعلنة مستمرة في جعل وسائل الإعلام “مروضة وغير فعالة”. الوثيقة توقعت استمرار حكم أسرة آل ثاني بلا منازع على الأقل لفترة 36 شهرا، لكن نظرا ل”تاريخ الانقلابات داخل الأسرة في هذا البلد والمنافسات المعروفة بين كبار أعضاء الأسرة الحاكمة”، توقع السفير استمرار “بعض الانقسامات بين اللاعبين الأقوياء” وأشار إلى أن صحة الأمير ضعيفة، لكنها مستقرة، متوقعا انتقالا سلسا للسلطة إلى ابنه بعد وفاته. ولضمان الانتقال السلس توقع السفير وفقا لنص الوثيقة أن يستمر ظهور الأمير تميم ولي العهد، حيث يعمل والده على إعداده لأعلى منصب في دولة قطر. و”نتوقع أنه تصدر، على نحو أكثر تزايدا، المراسيم الأميرية الصادرة منه وتزايد تحمله لمهام قيادية رمزية من بين تلك التي يقوم بها عادة أمير البلاد، مثل تحية المهنئين بالعيد (وهو ما فعله في سبتمبر للمرة الأولى بدلا من والده) . وأشارت الوثيقة إلى أن رئيس الوزراء حمد بن جاسم سيظل يهيمن على السياسة الخارجية القطرية التي وصفها السفير ب”مشخصنة للغاية”، وسيتم إيلاء اهتمام أكبر إلى حد ما للمساعدات الإنسانية الخارجية والمبادرات الاجتماعية والتعليمية الإقليمية بقيادة قرينة الأمير الشيخة موزة. وأضاف السفير الأمريكي: على مدى الأشهر ال36 المقبلة، ستواصل قطر نهجها البراجماتي للعلاقات مع إيران، كما ستستمر في لعب الدور الكلاسيكي للدولة الصغيرة والضعيفة التي تنتهج سياسات تهدف إلى إرضاء أكبر عدد ممكن من اللاعبين، ولذلك فإننا نتوقع أن تستمر قطر في دعم اللاعبين الذين يمثلون إشكاليات مثل حماس وحزب الله وسوريا، حتى في الوقت الذي تحاول فيه تعزيز علاقتها مع الولاياتالمتحدة وجيرانها من دول مجلس التعاون الخليجي. ويتوقع السفير أن سيتم استخدام قناة الجزيرة كأداة غير رسمية لاستمرار سياستها الخارجية. واعتبرت الوثيقة أن تكوين قوة عسكرية محترفة (جيش) في قطر سيظل “أولوية من الدرجة الثانية في قطر. فالقوات المسلحة القطرية ليست قوة مؤثرة في المجتمع القطري، الذي يفتقر إلى التقاليد العسكرية. ويمكن أن تكون القوات المسلحة القطرية مهيأة للدفاع عن نفسها ضد التهديدات الرئيسية في قطر مثل المملكة العربية السعودية وإيران. كما أن الوجود العسكري الأمريكي هنا أكبر حجما وأكثر قدرة من القوات المسلحة في قطر حيث يوجد قرابة 8000 مسلحا، لذا سيكون تعزيز هذه القوة على مدى الأشهر ال36 المقبلة محل تفكير من الحكومة القطرية. وفي الغضون، تظهر قوى الأمن الداخلي بسرعة كقوة الأمن الرئيسية في قطر. بينما ستظل التهديدات الإرهابية أو العسكرية منخفضة نسبيا، وتدرك الحكومة القطرية أن بقاءها الاقتصادي والسياسي يعتمد على البنية التحتية للطاقة ولذذا فإن حماية تلك المنشآت أمر جوهري وبالتالي ستواصل قوى الأمن الداخلي لعب دور متزايد خلال السنوات الثلاث المقبلة. وأشارت الوثيقة إلى أنه خلال السنوات الثلاث المقبلة، ستظل المخابرات القطرية تعتبر أولوياتها أولا حماية النظام القطري، وثانيا التهديد الإيراني وثالثا التهديدات الناجمة عن تزايد النشاط الإجرامي ورابعا مكافحة الإرهاب. وعودة إلى دور الجزيرة “السياسي” وفقا لرؤية الوثائق الأمريكية، أشارت وثيقة أخرى بتاريخ 1 يوليو 2009 إلى أن رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم آل ثاني وصف في مقابلة نادرة مع قناة الجزيرة العربية استمرت لمدة 50 دقيقة يوم 24 يونيو، وصف الولاياتالمتحدة مرارا بأنها “صديقة”، واعتبر العلاقات القطرية الأمريكية “استراتيجية”. وبالنسبة لدولة صغيرة- استمر السفير في وثيقته- تتسم عادة بالحذر حيال الانحياز مع أي بلد آخر، فإن هذا التصريح الذي استهدف الوصول إلى الجمهور في جميع أنحاء العالم العربي “جرىء”. ويعتبر دليلا على اهتمام قطر القوي بتطوير العلاقات الثنائية مع الولاياتالمتحدة. وأضافت الوثيقة أن المقابلة أظهرت جهود الوساطة القطرية في جميع الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لكن رئيس الوزراء قضى معظم الوقت يتحدث عن مصر. وانتقد بشدة عناصر في الحكومة المصرية، ولكن لم ينتقد الرئيس المصري. وفي تلك المقابلة التي تمت من خلال برنامج “بلا حدود”- تستمر الوثيقة- تطرق رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية حمد بن جاسم آل ثاني للعديد من السياسات الإقليمية، وناقش العلاقات الاستراتيجية مع الولاياتالمتحدة بصراحة مدهشة. وأشارت الوثيقة إلى أنه لدى الحديث عن حزب الله وحماس وسوريا، لم يتم ذكرهم صراحة وهو ما يشير بوضوح إلى أن رئيس الوزراء كان يستهدف بالمقابلة الولاياتالمتحدة تحديدا، والإعلان عن تلك النية بوضوح للعالم العربي. وخلال المقابلة تحدث رئيس الوزراء عن التوترات الدبلوماسية مع مصر، التي بدأت مع الخلافات حول تصرفات إسرائيل في غزة في وقت سابق هذا العام ، وسرعان ما تحولت إلى حرب إعلامية بين الجانبين. واتهمت مصر قطر بمساعدة حماس في خطتها للسيطرة على غزة في صيف 2007، والتواطؤ مع حزب الله مؤامرة لشن هجمات في مصر.كما واجهت الجهود القطرية للتوسط في النزاعات في السودان هجوما من جانب المصريين، الذين يزعمون أن قطر تتدخل في مجال النفوذ المصري. وخلال المقابلة نفى رئيس الوزراء أن تكون قطر عملت “دون جدوى” مع الفرنسيين لشراء الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط من خاطفيه. وأكد أن قطر كانت فقط تستجيب لطلب بالمساعدة من دولة صديقة غير عربية. واعتبر أن الاتهامات المصرية هي محاولات من قبل عناصر غير محددة في مصر لصرف الرأي العام عن فشل الحكومة المحلية، نافيا الاتهامات المصرية ال”سخيفة”، ولم يقم بأي محاولة واضحة للمصالحة مع المصريين. وفي محاولة لإظهار عدم المبالاة -والحديث للسفير الأمريكي أيضا- عمد رئيس الوزراء القطري إلى القول بأن الخلاف مع مصر سيتم حله، لكنه لا يعرف ما إذا كان حله سيستغرق يوما أو عشر سنوات. وخلال اللقاء تطرق رئيس الوزراء لدور قناة الجزيرة و “الصداع” الذي تسببت به لحكومة قطر، والتوتر مع المملكة العربية السعودية والمساهمة في الخلاف مع مصر. وقال مازحا إن على قطر بيع القناة مشيرا إلى أن قطر عرض عليها 5 مليارات دولار وأضاف أن المال سيكون أكثر فائدة من الصداع الذي تسببه الجزيرة للنظام. وهنا أشار السفير الأمريكي إلى أن “مثل هذه التصريحات يجب ألا تؤخذ على علاتها، فقناة الجزيرة من أكثر القنوات الفضائية مشاهدة في الشرق الأوسط، وأثبتت نفسها كأداة مفيدة لسادة المحطة السياسيين. فتغطية المحطة للأحداث في منطقة الشرق الأوسط حرة ومنفتحة نسبيا، على الرغم من أنها تمتنع عن انتقاد قطر وحكومتها. كما أن قدرة الجزيرة على التأثير في الرأي العام في جميع أنحاء المنطقة هي مصدر كبير للنفوذ بالنسبة لقطر ومن غير المرجح أن تتخلى عنه. وعلاوة على ذلك ، يمكن أيضا أن تستخدم كورقة لتحسين العلاقات. على سبيل المثال، يسرت تغطية الجزيرة المؤيدة للعائلة الحاكمة في السعودية إتمام المصالحة القطرية السعودية خلال العام الماضي.