لم تتطور الفلسفة في الغرب، إلا باعتمادها على ثقافة التراكم ؛ في حين أن الشرق لم تعرف الفلسفة فيه ازدهارا بسبب غياب ثقافة التراكم وطغيان ثقافة الهدم. فالمشاريع الفلسفية العربية المطروحة في العالم العربي ( الجابري وحنفي وتيزيني واركون والجابري..) ، لم تؤسس على ثقافة التراكم بل نجد ها تعتمد على هدم المشاريع الاخرى لتقيم بنيانها على العكس من المشاريع الفلسفية الغربية حيث نجد الانسجام والترابط والتراكم هو السائد . نعم في القدم كانت الثقافة العربية الإسلامية تعتمد على التراكم سواء في الفقه ( مذاهب فقهية ) أو النحو ( البصرة والكوفة ) او الفلسفة ( الكندي والفارابي وابن سينا....) ؛ أما الآن فلقد سادت ثقافة الهدم والتراكم وفلسفة القطيعة بين المثقفين في العالم العربي ، ليس في المحال الفلسفي بل حتى في المجال السياسي . ، على العكس من ذلك نجد أن المشاريع الفلسفية الغربية يغلب عليها الطابع الجدلي والتاريخي والتراكمي فمثلا نجد أن فلسفة هابر ماس تعتمد على كانط وماركس ، وماركس يعتمد على هيغل وهكذا... فالمدارس الفلسفية الغربي حققت الكثير من النتائج بفضل هذا المنهج واستطاعت أن تسيطر عل المجال الفلسفي سوار بصياغة المفاهيم و بإبداع النظريات و بخلق مناهج جديدة... لما نحن فلا زالت ثقافة التحطيم هي السائدة ولانجد أي ترابط بين تلك المشاريع الفلسفية ؛ ها هو الجابري قد ترك مدرسة فلسفية كبيرة فهل هناك من التلاميذ من سيكمل المهمة .؟ وها هو أركون الفيلسوف الفرنسي من أصل جزائري قد ترك مدرسة مهمة فهل من خلف يتابع المهمة؟ لا وألف لا مادامت ثقافة الهدم هي السائدة في بنية العقل العربي بالمقابل نجد أن المدرسة الفلسفية الغربية وعلى سبيل المثال مدرسة فرانكفورت النقدية لازالت قائمة ونحن اليوم في الجيل الثالث منها على رأسهم اكسيل هونيث ( مدير مدير معهد فرانكفورت )وسيلا بنحبيب ( استاذة جامعية في امريكا من اصل تركي)بعدما عرف الجيل الثاني هابرماس وابل .. فلامناص لتقدم الفلسفة عندنا من سيادة ثقافة التراكم والاعتراف بالأخر. ولا بد من العمل على سيادة ثقافة البناء وليس ثقافة الهدم . فلازال الطريق أمامنا لتشهد الفلسفة العربية ازدهارا وتقدما.