” بكم تقدرالأموال العربية المستثمرة عندنا هنا في أمريكا ..؟؟” طرح هذا السؤال أحد الكتاب البريطانيين المتخصصين في شؤون الشرق الأوسط على عدد من المصرفيين الدوليين' ولكنه لم يحصل إلا على تقديرات متباينة تتراوح بين 400 بليون إلى 700 بليون دولار. ولم يستطع أحد أن يزوده بأرقام دقيقة رغم أ ن الكل أجمع على أن المال العربي المستثمر في الولاياتالأمريكيةالمتحدة ضخم للغاية. وميز هؤلاء الموظفون في الأبناك بين المال “الخاص” الذي توظفه العائلات والأفراد العرب وبين المال “الرسمي”الذي تودعه الحكومات العربية في المصارف التجارية.. فكان تحديد المبالغ “الرسمية”في المصارف أسهل بكثير من تحديد المبالغ”الخاصة”. وقد قيل إن المبالغ العربية العائدة إلى المملكة العربية السعودية' الكويت' الإمارات ' قطر وسلطنة عمان المودعة في أمريكا تتراوح بين 350 بليون و400 بليون دولار . وأفاد مسؤولون آخرون في أبناك دولية أخرى بأن المال العربي ” الخاص ” المودع في المصارف الأجنبية يبلغ 300 بليون دولار. ولكن أين توجد هذه المبالغ تحديدا ؟ ومن هم أصحابها ؟ سؤالان لو وجد لهما جواب لأنطق الرضيع. لقد كانت أمريكا تجلب إليها المستثمرين العرب بسبب اقتصادها المزدهر وسوقها المالي الكبير' و بدأت الآن تفقد هذه الجاذبية بسبب تنامي مشاعر العداء والكراهية وبسبب السياسات المعادية للعرب التي تنتجها الإدارة الأمريكية' خصوصا بعد أحداث الحادي عشر من شتنبر 2oo1.. ويقال إن رؤوس الأموال العربية سواء الرسمية أو الخاصة ' بدأت تغادرالولاياتالأمريكيةالمتحدة. ولربما يضاف إلى هذه الأسباب الفضائح المالية في أمريكا والشكوك الكبيرة التي تثار حول الأسواق المالية'وحول الاقتصاد الأمريكي بشكل عام . وما يهمنا نحن في هذا الأمر' كشعوب عربية متعطشة للخروج من مأزق الأزمات المختلفة' هو أن يفكر العقلاء من أثرياء بلداننا العربية في استثمار أموالهم داخل الوطن العربي' لما يزخر به من مؤهلات وإمكانات وطاقات وموارد بشرية كبيرة'وأن يسهموا في التخفيف من عبئ المشاكل الاقتصادية التي أفرزت العديد من الظواهر الاجتماعية وعل رأسها البطالة.