شارك آلاف المواطنين المغاربة٬ الأحد 26 فبراير الجاري بالدار البيضاء٬ في مسيرة تضامنية لمناصرة الشعب السوري في نضاله من أجل إرساء الديمقراطية. وتميزت هذه المسيرة التي جابت شارع الفداء بدرب السلطان بالعلمين المغربي والسوري٬ والتي نظمتها اللجنة الشبابية المغربية لدعم الشعب السوري٬ بمشاركة عدد من منظمات المجتمع المدني٬ الحقوقية منها والاجتماعية والثقافية والرياضية٬ فضلا عن تيارات تمثل مختلف ألوان الطيف السياسي المغربي وحوالي 250 مواطنا سوريا مقيما بالمملكة. وأكدت رحاب حنان٬ منسقة المسيرة٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ أن هذه التظاهرة الشعبية المساندة للشعب السوري في محنته٬ جاءت لتندد بالجرائم البشعة المرتكبة في سورية منذ ما يربو عن عشرة أشهر. وقالت “إن العالم بأجمعه يتابع المجازر التي تحدث يوميا في القرى والمدن السورية٬ وقد اجتمعنا اليوم في هذه المسيرة الحاشدة لاستنكار هذه الجرائم الوحشية والتعبير بصوت عال عن تضامننا الكامل مع إخوتنا السوريين التواقين إلى حياة كريمة وإلى الحرية والديمقراطية”. وأشارت إلى أن مجموع مكونات النسيج الجمعوي المغربي والفاعلين السياسيين والنقابيين والمكونات الشبابية٬ أطلقت عبر هذه المسيرة التضامنية نداء قويا إلى السلطات السورية لتغليب نهج الحوار والسلم حتى يعيش الشعب السوري في أمن وسكينة . وأوضحت٬ بالمناسبة٬ أن الفيتو الروسي والصيني في مجلس الأمن٬ كان له أثر بالغ على الأوضاع في سورية٬ وزاد من محن الشعب السوري ومعاناته اليومية. ومن جهته٬ قال طالع السعود الأطلسي٬ عضو الوفد المغربي المشارك ضمن بعثة المراقبين العرب في سورية٬ في تصريح مماثل “نحن المغاربة دولة وشعبا على نفس الخط في التعاطي مع القضية السورية ومع حل سياسي للأزمة يجنب أي تدخل عسكري أجنبي أو مس بالوحدة الترابية السورية. نحن مع تسوية سياسية عربية صرفة”. وذكر بأن المغرب تجمعه بسورية روابط تاريخية في النضال المشترك٬ مؤكدا أن “مسيرة اليوم هي استمرار لهذا التضامن٬ ليس فقط بمعناه القومي العربي البحث٬ وإنما بمضمونه الديمقراطي”٬ وأن “وحدة الأمة العربية وطريقها الأسلم والأنجع يتوقف على بناء وحدة ديمقراطية عربية”. واعتبر عبد الباسط البيك٬ أحد أفراد الجالية السورية المقيمة بالمغرب٬ المسيرة المغربية التضامنية٬ تكميلا لمسيرة الشعب السوري السلمية٬ ووصفها بأكبر مسيرة تضامنية جرت خارج الحدود السورية. وأكد أن السوريين يريدون “دستورا تعدديا كبقية الدول ويطمحون إلى مشاركة جميع أطياف النسيج السوري في الحراك السياسي بعيدا عن أي احتكار للسلطة”٬ مشيدا بموقف الحكومة المغربية “التي كانت نشيطة في كل التحركات العربية والإقليمية والدولية لإيجاد حل سلمي للقضية السورية”.