تتبع العديد من المهتمين بمجال السينما العرض التجريبي لفيلم "رقصة الرتيلاء" للمخرج ربيع الجوهري بموازاة مع مهرجان القصبة السينمائي بمدينة ورزازات، و قد حضي العرض بإعجاب الجمهور السينمائي من نقاد ومخرجين وطلبة السينما بكل من معهد السينما والكلية التابعة لجامعة ابن زهر. وكانت العديد من تصريحات الجمهور تتلخص في كون الفيلم كانت به جرأة على مستوى الإخراج الذي بدا مدروسا وبه مجهود وعمق، كما عبرت عن ذلك الطالبة في شعبة السينما مريم حروكة، التي أعجبت كثيرا بأداء الممثلة هند بن اجبارة. وفي اتصالنا بالممثلة هند بن اجبارة صرحت صاحبة دور بثينة أن السر من وراء إعجاب جمهور ورزازات بالدور يعود إلى أربع أسباب، فالسبب الأول كان أدبي صرف: "يتمثل في أنه حصل لي إعجاب وعلاقة حميمة بشخصية بثينة التي أسرتني وجلبت اهتمامي لأنها ببساطة شخصية غير مألوفة عندنا"، والسبب الثاني هو أن : "بثينة تجسدت في صور عديدة خارج البناء الفيلمي، فكانت تلك التجسدات تستفزني وتدفعني إلى التعمق بعوالمها النفسية"، بينما يعود السبب الثالث إلى: "كيفية الاشتغال على واجهتين: واجهة جماعية تؤطرها التمارين الجماعية و إدارة الممثل، وواجهة خاصة ترتبط بالوقوف أمام المرآة و الاشتغال بطريقة متواصلة"، وأخيرا فالسبب الرابع يعود إلى :"رغبتي الملحة في أداء هذا الدور بعيدا عن إحساس حب الظهور والشهرة أو ما شابه ذلك". من جانبه قال مهدي مشبال وهو طالب كذلك بشعبة السينما، أن الفيلم قدم أسلوب فني جديد على مستوى الأداء كما على مستوى الصورة والمونتاج، بل أعرب عن سعادته لأن بهذه الأعمال حسب رأيه يمكن للسينما المغربية أن تأتي بالجديد و توصل صوتها إلى العالمية. وفي اتصال مع المخرج، عبر ربيع الجوهري عن سعادته لأنه كان يعتقد أن الفيلم موجه فقط للنخبة، فإذا به تفاجأ بتفاعل الكل معه فبنفس الطريقة التي هنأه بها مهنيو السينما والجامعيون، هنأه بها عشاق سينما الحركة والإثارة، وهذا بالنسبة إليه دليل ملموس على أن منهجيته قد وصلت بالرغم من أنها تتضمن رسائل فكرية وفلسفية ووجودية. كما ثمن ربيع الجوهري عمل الفريق قائلا أن :"العمل السينمائي هو عمل جماعي تماما ككرة القدم فعلى كل أفراد الفريق أن يعملوا لهدف واحد ألا وهو إنجاح العمل"، أما بالنسبة إلى السر و راء إعجاب الجمهور بطريقة الإخراج، فقد صرح المخرج ربيع الجوهري أن ذلك يعود إلى التعامل الجاد مع كل العناصر الفيلمية وعدم الوقوع في المجانية، فالبنسبة إليه كانت كل الجوانب المشكلة للصورة تصب في تشكيل فكرة أو إيصال إحساس أو مفارقة، وبطبيعة الحال كلما حصل هذا النوع من العمل الواعي، كان التجاوب حاصلا مع الجمهور.