شرط الكره: تعبير خلده الفكر المغربي الشعبي وردده المغاربة كلما تعلق الأمر بتحديد موقف أو مواقف قد تكون تعجيزية أو إجحافية تفرض على طرف من الأطراف المتنافرة والباحثة على التوافق حول موضوع من موضوعات الحياة اليومية. ففي هذا السياق هل تعتبر القائمة التي تقدمت بها دول الخليج في أزمتها مع قطر شرط كره كما يصطلح على ذلك في تفكيرنا الشعبي المغربي؟. إنها وبحق قائمة مطالب تعجيزية ملؤها الاجحاف الشديد من جهة والضغط المتسلط من جهة أخرى. ترى ما هي الجهة الدولية القانونية التي حددت هذه المطالب؟ وهل ما ذهبت اليه دول الخليج يطاق ويقبل؟. إن القائمة تعدت السياسي وتجاوزت الجيو/سياسي … فانعرجت على الاقتصادي والديبلوماسي ولم تترك صغيرة ولا كبيرة الا خنقت بها أنفاس الشعب القطري الذي لا ذنب له الا أنه شعب دولة قطر وعندنا تقول العامة : " اللي ما بغى حمو يأخذ الرباع " كما يقولون : " ما كدو الفيل زادوه الفيلة " : ففي الوقت الذي يتعجب الاستراتيجيون من تواجد القاعدة الأمريكية بالربوع القطرية ها هي القاعدة التركية تحط رحالها وقد تأتي القاعدة الإيرانية والقاعدة الفرنسية ومن يدري قواعد أخرى … وبذلك قد يصبح الخليج هو كذلك بؤرة أخرى تنضاف الى البؤر العالمية التي لم تجد حلها الى اليوم: بؤرة سوريا، العراق، اليمن، ليبيا… والإناء لا يرشح الا بما فيه فحبذالو رجعنا الى تراثنا الروحي / الديني والذي يتجلى من خلال الكتاب والسنة : " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا – فاعتبروا يا أولي الالباب إن المؤمن لأخيه المؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضهم بعضا " فعلى هذاالأساس ينبغي أن يتم الحوار الموضوعي السليم: حوار الأنداد وليس الحوار بين الغالب والمغلوب ففي هذا السياق تجد وساطة الكويت والمغرب جدواها لأنها تعتمد على ما ورد بالكتاب والسنة. وإذا كانت قطر متهة بالإرهاب فهاتوا برهانكم إن كنتم طادقين وتذكروا قوله تعالى " وإن تعفوا وتصفحوا تغفروا فإن الله غفور رحيم "صدق الله العظيم