أكد عبد الفتاح الفاتحي في حوار صحفي أجراه معه الصحفي يونس بركات ل “إذاعة راديو أطلنتيك” أن فشل مفاوضات الاجتماع غير الرسمي السابع تعود إلى عدة أسباب جوهرية منها غياب إرادة حقيقية لدى الجزائر، وانعدام استقلالية قرار جبهة البوليساريو، التي سارعت بالتماشي مع تصريح رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى بشأن فتح الحدود المغربية الجزائرية إلى التهديد بالعودة إلى حمل السلاح في وجه المغرب. وأضاف الفاتحي في الحوار الذي بثته إذاعة أطلنتيك خلال نشرتها الإخبارية لمنتصف النهار أن استمرار حملة إعلامية لجبهة البوليساريو والجزائر ضد المغرب متعلقة بادعاءات انتهاك المغرب لحقوق الإنسان، وهو ما يشكل استفزازات سبق لبان كيمون أن دعا إلى تفاديه، لتقوية عناصر الثقة بين الطرفين. وأوضح أن استباق مفاوضات الاجتماع غير الرسمي السابع لاستعدادت المغرب للإعلان عن إصلاحات سياسية ودستورية توصف بالعميقة، ستشمل دسترة الجهوية الموسعة التي ستدعم مصداقية مقترح المغرب بمنح الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا موسعا. وأشار إلى أن جبهة البوليساريو لم تعد محاورا موضوعيا ولا شرعيا للتحدث باسم الصحراويين، خاصة بعد تأكيد تقرير مجلس الأمن الأخير على أن البوليساريو لم تعد ممثلة للشعب الصحراوي، وكذا بعد الإعلان عن تأسيس “التنسيقية العامة لمعارضي جبهة البوليساريو” بإسبانيا. وأبرز المحلل السياسي عبد الفتاح الفاتحي المختص بالنزاع حول الصحراء أن جبهة البوليساريو تعتمد استراتيجية الإنهاك لإطالة أمد الصراع، معتقدة أنها قادرة على تقوية موقفها التفاوضي عبر اللعب على الورقة الحقوقية. واستغرب الفاتحي عدم قبول الجزائر والبوليساريو إجراء إحصاء لسكان مخيمات تندوف استجابة لتوصية تقرير مجلس الأمن الأخير حول الصحراء، .. لأن ذلك –بحسبه- سيجر عليها الكثير من المساءلات القانونية بخصوص إعلانها منذ سنوات عن أرقام خيالية لأعداد سكان المخيمات لتلقي مساعدات غذائية كبيرة يتاجر بها في السوق السوداء، وتوفر موارد مالية للمتاجرة بالسلاح في منطقة الصحراء الإفريقية التي تشهد تنامي الجماعات الإرهابية.