قد يثير هذا العنوان فضول العديد من القراء على اعتبار أن ما أصبح يعرف اليوم في عالم الكوارث الناتجة عن انتشار الفيروسات الفتاكة، كأنفلونزا الطيور ، وأنفلونزا الخنازير.. تخوفا مشروعا تأهب على إثره العلماء العاملين في المجال الطبي لمعرفة خبايا هذه الفيروسات، ومدى احتمال تحورها وانتقالها من الحيوانات إلى البشر، وتسببها في كوارث بشرية لا قدر الله ، كما حدث مع الأنفلونزا الإسبانية التي فتكت بالعديد من البشر. فالسؤال المطروح اليوم. هل يمكن لفيروس الحاسوب أن يتحور إلى فيروس يصيب البشر ؟. في حالة هي الأولى من نوعها في التاريخ ، أصبح الأستاذ بجامعة ريدينغ “مارك غايسون”، أول إنسان يتعرض للإصابة بفيروس الحاسوب. إذ بعد أن قام بإفساد شريحة إلكترونية صغيرة بواسطة أحد البرمجيات الخبيثة ، قام العالم البريطاني بزرع الشريحة في يده ، وتمكن من تمرير الفيروس إلى النظام الحاسوبي الخارجي. الأمر الذي سمح لغايسون بعبور الأبواب الأمنية و تشغيل هاتفه النقال ، وهي أمور مازالت تبدو غربية ومستقبلية حتى الآن وتستخدم الشريحة الإلكترونية تقنية RFIDلإرسال واستقبال المعلومات. رغم أن التكنولوجيا نفسها تستخدم منذ سنوات في عدد من التطبيقات. . الفكرة كلها تمت بقصد ، لكنها تطرح مشكلة لقضايا سنبدأ بمواجهتها مستقبلا ، وذلك حين يصبح زرع شريحة إلكترونية في جسم بشري أمرا عاديا وأكثر انتشارا مما هو موجود حاليا، حيث الأمر يقتصر على بعض الحالات. وعندما نتحدث عن شريحة إلكترونية داخل جسم إنسان، فإن مفهوم ” شاشة الموت الزرقاء” يتخذ معنى جديدا للغاية، وكذلك العواقب المحتملة لعمليات السرقة والاحتيال بواسطة البرامج الخبيثة المستخدمة في اختراق الحواسيب والبرامج الأمنية. ويعتبر غايسون بأنه تسبب بإصابته بالفيروس بصورة متعمدة “لإثبات مبدأ”. لكنه يحذر من الآثار المترتبة على زرع الإلكترونيات في الجسم وخاصة في مجال الأجهزة الطبية. ويشير غايسون إلى أن مخاطر سعي قراصنة الحواسيب أو ما يصطلح عليه ب : “الهاكرز” وراء مثل هذه الأمور يزيد، منوها إلى أنه قد يصبح أشد قسوة وشراسة مع تطور التكنولوجيا الطبية وزراعة الإلكترونيات في الجسم. هامش: عن صحيفة فلسطين “بتصرف”