عرفته عن قرب وتعلمت منه الكثير .. رغم أنني لم أعمل معه سوى بضعة شهور فقط، ولكنني تعلمت منه احترام المهنية وأخلاق العمل الصحفي، كان الاستاذ عادل القاضي – رحمه الله – من الصحفيين المصريين الذين أضافوا للعمل الصحفي ومهنة الصحافة الكثير، فكل من يعرفه يؤكد حرصه الدائم على المهنية واحترام اخلاقيات العمل الإعلامي، فلم يبخل يوما بوقته وجهده لنقل خبراته لشباب الصحفيين. كان قلبه ينبض شبابا وحبا لعمله، ربما لم يكن الكثير يعرف من هو عادل القاضي، خاصة وأنه قضي وقتا طويلا في العمل الصحفي خارج مصر، ولكنه عندما عاد لبلاده نقل كل الخبرات التي اكتسبها خلال مشواره المهني إلى شباب الصحفيين، وخاصة في المواقع الالكترونية، فبعد أن عمل لفترة في الشركة السعودية للنشر المتخصص، انتقل لرئاسة تحرير موقع محيط، ومن بعده أون إسلام، وأخيرا في بوابة الوفد الالكترونية، التي قدم خلالها مدرسة محترمة في المهنية لعدد كبير من الشباب. ربما لم يسعفه الوقت لكي يقدم النموذج المثالي للصحفي الالكتروني الذي يبحث عن المعلومة الحقيقية والصادقة ويقدمها في قالبها الصحيح، ولكنه نجح في اضفاء شخصية عادل القاضي الشابة على بوابة الوفد، ولمست بنفسي التغيير الذي أحدثه القاضي في مهنة الصحافة الإلكترونية في نماذج موقع محيط وأون إسلام وبوابة الوفد الإلكترونية. عرفته في بداية عام 2007 من خلال الزميل الصحفي شريف عبد المنعم الذي كان يعمل معه في الشركة السعودية للنشر المتخصص التي كانت تصدر المجلات المتخصصة مثل ( باريس جاليري والدبلوماسي) وغيرها، وعندما عملت معه في تلك المؤسسة، تعلمت منه كيف اقدم افكار الموضوعات الصحفية وأطورها من خلال متابعة الأحداث الجارية على الساحة الإعلامية، وتعلمت منه كيفية بناء الموضوعات الصحفية الكاملة التي تبدأ بالفكرة والبحث عن المعلومات وتقديمها في القالب الذي يناسب القارئ ويلبي حاجته إلى المعلومة والمعرفة. ورغم أنني لم أعمل معه سوى بضعة شهور إلا أنني كنت أتابع دائما الاستاذ عادل القاضي في انجازاته في المهنة، وكنت دائم الاتصال به لاستشيره فيما يخصني من اهتمامات، فعندما بدأت في تأسيس الاتحاد العربي للصحافة الالكترونية في بداية 2010 كان القاضي من أوائل الصحفيين الذين شجعوني لبناء هذا الكيان، فكنت أعود إليه دائما لاستفيد من خبراته. وفي مارس 2011 التقيت بالاستاذ عادل القاضي، ووقتها كنت أفكر في تأسيس نقابة للصحفيين الالكترونيين المصرية، فتحدثنا سويا عما يجب أن يكون، فكان عادل القاضي اول من رحب بالنقابة وأهدافها، وكان مرحبا جدا بالفكرة والهدف ومستعد لتقديم ما يستطيع تقديمه في صالح بناء هذا الكيان، وبالتالي انضم إلينا ليكون أحد أعضاء مجلس امناء النقابة، ولم يتوانى في تقديم النصح الينا كمجموعة من شباب الصحفيين الذين يبحثون عن الارتقاء بالإعلام المصري، وإعادته إلى مكانته الطبيعية على الساحة العربية والدولية. مهما كتبت عن هذا الرجل فإنني لا استطيع أن اعطيه بعضا من حقه، ولكنني افتخر بأنني كنت أحد تلاميذ مدرسة المهنية التي كان يديرها عادل القاضي، وإن كان القاضي قد فارقنا بجسده فإنه سيبقى دائما في قلوبنا، ونعاهده على أن نسير على نهجه في الحفاظ على اخلاقيات مهنة الصحافة والعمل على نقل رسالته في احترام المهنة للأجيال الشابة من الصحفيين. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الفقيد بخالص رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهلة الصبر والسلوان.