النص الإلكتروني نشيط و المطبوع مغلق أخلاقيات المهنة والمعلومة البلطجة الإلكترونية المعلوميات جعلت الإنسان أكثر جرأة الصحافة الإلكترونية لم يحن الوقت لهيكلتها مجال النت تكتنفه العديد من الإشكالات والالتباسات محمد كريم بوخصاص:« بعد حصولي على الإجازة في الأدب العربي، طرقت أبواب مجموعة من الجرائد الورقية بحثا عن تحقيق هدف عملت له لسنوات، أن أصبح صحافيا محررا، لكني لم أجد موطئ قدم فالتجأت إلى مجال الكتابة الإلكترونية « هكذا أشار أحمد، شاب في العشرينات من عمره بلهجة يكتنفها التذمر ونظرات حادة نحو الأعلى توحي بالاطمئنان للقدر، لتبرير ممارسته للصحافة الإلكترونية، فهو حاليا مراسل لمجموعة من المواقع الإخبارية العربية وله مدونة يسجل فيها مقالاته وآرائه. وهذا ما فرض عليه تعلم مهارات لم يقابلها أثناء دراسته الجامعية و ورشات التكوين الخاصة بالكتابة الصحفية التي كان يحضرها، من قبيل كيفية التعامل مع الإنترنت بشكل معمق. لم يكن أحمد الوحيد الذي طرق أبوابا مختلفة لكسب قوت يومه فقاده القدر واستقر به الحال في عالم صحافة النت، فأغلب شباب اليوم يواجه تحديات ثورتي المعلوميات والاتصالات واشتعال المنافسة بينهما، فرضت عليهم تحديا حقيقيا شعاره « يجب أن تحجز مكانا في المستقبل بالتحول إلى صحافي إلكتروني « ورغم أن الدراسات المستقبلية تقول إنه خلال الخمسين سنة القادمة على الأقل لن تندثر الصحافة الورقية كما يتنبأ البعض فاسحة المجال لصحافة العالم الافتراضي. ويعتبر البعض ما يسمى بصحافة النت شغبا افتراضيا، بدليل عدم توفر ممارسيها على تكوين صحافي، مما يفسر عدم احترام كتاباتهم للقواعد المتبعة عادة في الكتابة الصحفية، لذلك عمل مجموعة من مدراء وكتاب المواقع الإلكترونية وأصحاب المدونات على تأسيس جمعيات، بهدف هيكلة الحقل الإعلامي الإلكتروني كما يقولون. بينما يتساءل آخرون عن مدى قدرة هذه الجمعيات تنظيم وهيكلة هذا الحقل المليء بالإشكالات المتعلقة بالالتزام الأخلاقي واحترام تقنية التحرير الصحافي. النص الإلكتروني نشيط و المطبوع مغلق يؤكد الفصل السادس من القانون الأساسي للرابطة المغربية للصحافة الإلكترونية الذي صادق عليه المؤتمر التأسيسي بتاريخ 3 ماي 2009 بالرباط، أن الصحافي الإلكتروني هو من يعمل أو ينشر بشكل منتظم في موقع أو مواقع إلكترونية مهيكلة بشكل قانوني ويحترم أخلاقيات المهنة والقوالب الصحافية المختلفة وينسجم مع آليات الإعلام الإلكتروني. ويرى طارق السعدي الخبير في مجال الصحافة الإلكترونية أنه من الصعب إيجاد تعريف سهل ومريح للصحافي الإلكتروني حيث يقول « أرتاح لعبارة النشر الإلكتروني بوصفها أكثر اتساعا وشمولية « ويعني بذلك أن العملية تدخل في إطار الاختزان الرقمي للمعومات مع تطويقها وبثها تواصليا وعرضها إلكترونيا أو رقميا عبر شبكات الاتصال. ويتصور ربيع 18 سنة، وهو من المدمنين على زيارة المواقع الإخبارية الإلكترونية أن الفرق بين الصحافي الإلكتروني وغيره ليس فقط في سطح القراءة، بل هناك فوارق أخرى تتجلى في كون النص الإلكتروني مفتوحا ويمكن أن يمتد ليضيف معلومات تاريخية وعلمية يخدم الحدث عبر كل فروع المعرفة وفق رؤية الصحافي الإلكتروني، أي أنه نص نشيط ومتفاعل طوال الوقت في حين المطبوع مغلق وينتهي بآخر كلمة في التقرير ولا يسمح بالتحديث إلا عندما تكون المعلومة قد استهلكت. ووصف لنا محمد بن فارس المتخصص في إنشاء المواقع الإلكترونية أن المادة الصحافية يمكن أن تدعم بمواد بصرية و سمعية، ومن الممكن كذلك استخدام برنامج «غوغل إرث» لتدعيم تقرير عن مكان معين فيراه القارئ أمامه. ودائما في إطار العلاقة التكاملية بين النت والوسائل الأخرى يمكن للصحافي الإلكتروني أن يقدم إنتاجا إذاعيا أو تلفزيونيا، ويسود الاعتقاد عند الكثير من الذين استجوبناهم أن تكوين الصحافي الإلكتروني يتطلب القفز على المفهوم التقليدي للصحافي صاحب القلم، فلا ننسى أن أشهر سبق خلال السنة ما قبل الماضية كان تصوير الرئيس العراقي الراحل صدام حسين لحظة إعدامه بكاميرا هاتف نقال، لهذا فعلى الصحافي أن يستجيب لطبيعة التحول الذي تفرضه المعلوميات. وأضاف بن فارس مدير موقع «العلم برس» في حديث لجريدة « العلم « أن ما يميز الصحافي الإلكتروني هو قدرته على تزكية مقاله الإخباري بتقرير مصور أو مسموع يضفي مصداقية أكبر على الخبر. ولذلك فقد شدد بعض الذين يكتبون على النت أنه يضاف إلى المهارات التي يتقنها الصحافي الورقي القدرة على التصوير بكاميرا الفيديو والتصوير الرقمي، وكذلك الإلمام بتصور جديد لكتابة القصة الإخبارية أو التحقيق، وتظل هذه المهارات الإلكترونية واقعا ملموسا لابد للصحافي المحترف أن يلم بها. أخلاقيات المهنة والمعلومة يتحدث بن فارس عن مراحل إنجاز موقع إلكتروني: « يتطلب الأمر في البداية تحديد الفكرة والهدف من وراء إحداث موقع تجاري أو خدماتي أو إخباري، الالتجاء إلى شخص مختص إذ يعمل على تهيييء الموقع، بعد ذلك العمل على تحديد الأهداف الرئيسية واختيار الأبواب ثم وضع الخريطة العامة وحجز الاسم domaine واختيار طريقة التسكين hébergement، ثم البحث عن serveur ( حاسوب قوي بمواصفات عالية الجودة لمتابعة الموقع 24 / 24 ساعة)، وإذا أراد صاحب الموقع الاحتراف وكسب مدخول يبقى واجبا عليه تتبع كل هذه المراحل والاستعانة بشركات متخصصة لأن الموقع يحتاج لعملية التحيين كي لا يصبح جامدا «. فممارسة الصحافة الإلكترونية تعد مشروعا اقتصاديا يخضع لقواعد ومقاييس اقتصادية مثلها مثل أي مشروع آخر، وحاليا تعد قضية التكلفة والعائد من الأمور التي تشكل عاملا مهما لدى كل من يقدم على المهنة. ولم تشكل كل هذه المراحل التي يجب قطعها لإحداث موقع إلكتروني عبئا كبيرا على عدنان الذي يدير موقعا يعنى بأخبار الجهة الشرقية من الوطن، لكن الوصول إلى الخبر والتدقيق في صحة المعلومة ظل هاجسا يراوده. ويفسر سعيد بن جبلي المشكل الذي يواجهه عدنان وغيره بقوله إن السلطات لا تتيح للمدون أو صحافي النت فرصة الوصول إلى المعلومة مما يجعله يسيء الظن في كثير من الأحيان، فالمعلومة مع الأسف غير متوفرة للجميع، مشيرا إلى أن المدون يجد الأبواب موصدة في وجهه للوصول إلى معلومة توجه مقاله، الشيء الذي يجعله يكتب ويحلل وفق احتمالات قد تصيب أو تخطئ «. ولم تسلم وزارة الاتصال سوى 26 بطاقة مهنية حسب ما جاء في التقرير السنوي الأخير حول الصحافة المكتوية والإعلام السمعي البصري العمومي لسنة 2006 منذ سنة 1993 تاريخ ظهور الانترنت ببلادنا، توزعت على ست عناوين إلكترونية من بينها موقعين بالعربية ( السياسة الجديدة والمجلة ) وثلاثة مواقع بالفرنسية وموقع بالإنجليزية، فيما تتحدث مصادر عن منح الوزارة بطائق لعناوين أخرى في السنتين الماضيتين. وفي هذا الصدد يؤكد عثمان صاحب مدونة أيضا أن المواقع التي لا يتوفر صحفيوها على بطائق مهنية تجد صوبة في كتابة الخبر والحصول على سبق صحفي، مشيرا أن ذلك هو السبب في طغيان الأخبار الزائفة التي تنتقل كالعدوى من موقع لآخر نتيجة القرصنة والسرقة الأدبية التي تعد من مظاهر الصحافة الإلكترونية. لذلك تبقى إشكالية الالتزام بأخلاقيات المهنة مطروحة بإلحاح في هذا المضمار. البلطجة الإلكترونية ويعتبر سعيد بن جبلي، رئيس جمعية المدونين المغاربة التي تأسست قبل شهور في مؤتمر حضره ما يزيد عن70 مدونا، أن أخلاقيات مهنة التدوين أو الصحافة الإلكترونية شبيهة بأخلاقيات مهنة الصحافة لأن كلاهما يهدف إلى عدم الإساءة لمقدسات الأمم بنظرة شمولية وكونية. ومن جهته يقول عادل اقلعي، رئيس الرابطة المغربية للصحافة الإلكترونية التي نظم مؤتمرها التأسيسي قبل ثلاثة شهور وحضره حوالي 56 مؤتمرا، إن الصحافة الإلكترونية مرتبطة بمهنة قديمة وليس شيئا جديدا لنخترع له أصولا و أخلاقيات، وبالتالي سينطبق على الصحافي الإلكتروني ما ينطبق على الصحافي الورقي أو التلفزيوني أو الإذاعي. لكن طارق السعدي الخبير في شؤون الصحافة الإلكترونية ومدير موقع الخبر، يؤكد أن البلطجة الإلكترونية في بلادنا لا تعير اهتماما لأخلاقيات المهنة فيقول « التكوين غير موجود زد على ذلك أن من هب ودب يمارس هذه المهنة ويبدي حقه في الكتابة والتعبير عن الرأي دون احترام للآخر أو لمواثيق الشرف في هذا المجال «، وأضاف أن صحافة النت في بلادنا لم تصل بعد إلى مستوى أن يخوض البعض في تأسيس إطار لأن الجمعيات التي تأسست مؤخرا لن يكون بمقدورها التكوين، بيد أن الحقل لم يصل بعد إلى مستوى الكمية كما حصل في دول عربية أخرى، ولذلك كان الأجدر أن ننتظر قليلا ونراكم التجارب . ومن وجهة نظر حسن أستاذ مادة المعلوميات وكاتب في مواقع إخبارية فإن الثورة الإلكترونية ستمتد لتشمل أخلاقيات العمل الصحفي ومراجعة مفاهيم ظلت لسنوات مقدسة في مواثيق الشرف الذي ظهر على الصعيد الدولي منذ عام 1913 كالخصوصية أو ما يعرف بالخطوط الحمراء السياسية أو الشعار المقدس كما هو شائع في المغرب، وفي هذا الصدد يؤكد أن مجموعة من العناوين الإلكترونية المعروفة والأكثر زيارة في المغرب تتجاوز الخطوط الحمراء وتمس ببعض المقدسات. وكانت جمعية المدونين المغاربة أو ما يعرف بصحافة الهواة في المفهوم الشائع قد طرحت ميثاق شرف التدوين على طاولة النقاش خلال مؤتمرها التأسيسي يحدد التزامات المدون وواجباته في محاولة من الجمعية لتخليق التدوين ببلادنا، وقال سعيد بن جبلي أن الجمعية بصدد تنظيم ندوة أو مناظرة وطنية حتى يتعمق النقاش في الميثاق بمشاركة فاعلين وحقوقيين ورجال قانون. ونجد في ديباجة الميثاق التأكيد على أن المدونين هم صوت الشعوب وضمير الأمم، تجمعهم المبادئ الإنسانية السامية والقيم الكونية المشتركة، وتعتبر حقوق الإنسان وكرامة المواطن مدار اهتمام التدوين، ولأن الحرية جوهر الحقوق، فحرية التعبير أساس التدوين وروحه، والمدون الحر هو الذي يستمد شرفه من ارتباطه بقضايا المجتمع، وتتجلى كرامته في ولائه للحقيقة والتزامه بالقيم الوطنية والأخلاقية للشعب والوطن. محمد العربي المساري: المعلوميات جعلت الإنسان أكثر جرأة ألغى الانترنيت كل العوائق والحواجز الجغرافية لأنه يمكن في لحظة معينة أن يقرأ المغربي خبرا وهو في الرباط، مثلما يقرأه آخر في سان فرانسيسكو اوبيكين. ورغم ذلك فالوسيلة الإلكترونية لا تلغي الوسيلة الورقية، لأن كل نوع له مميزاته وسلبياته، والانترنيت يحتاج في غالب الأحيان إلى وضع مادي في العلاقة بالمتلقي على مستوى القرب أو البعد من التوصيلة بخلاف الجريدة الورقية التي يمكن تصفحها في كل وقت وحين وفي مختلف الأوضاع. إن مبدأ المعلوميات هو اللعب كما يحكي «بيل كيت» حيث أكد أنه حوالي 60 خبيرا انهمكوا في صناعة برنامج لمدة ستة أشهر، وعند الانتهاء حمل البرنامج معه لمنزله، فأخذه أبناؤه وأضافوا وظائف جديدة للبرنامج لم ينتبه لها المهندسون. فالمعلوميات تعطي المعلومة نفسها لكل الناس ولكن الكل يستوعبها بقدر ملكات عقله. والملاحظ أن المعلوميات جعلت الإنسان أكثر جرأة في التعبير، والممنوع بات ممنوعا مما ساهم في تحرير البشرية، ولن يكون بمقدور أي كان أن يضع حدا لتدفق المعلومة، فكلينتون الرئيس الأمريكي الأسبق وعد يوما الكونغريس الأمريكي بأنه سيحضر مشروع قانون من أجل ضبط الممارسة في العالم الرقمي خلال السنة القادمة، وبعد مرور سنة جاء يعتذر ويقول إنه لا يمكن إنجاز المشروع، لأن الواقع يتقدم أكثر من سرعتنا. فكانت النتيجة المباشرة والدائمة أن البشرية دخلت في فترة انتقالية مجهول مصيرها، فكل القواعد والمفاهيم والاقتناعات أضحت مؤقتة. ولما كنت رئيسا للنقابة الوطنية للصحافة المغربية دافعت عن صحافيي «النت»، وكنت أتطلع أن يكون لديهم وضع في النقابة ويحصلوا على البطاقة المهنية، وأرى أن أحسن وضع للنقابة هو الفيدرالية، حيث تجمع نقابة المصورين، ونقابة للإذاعيين ونقابة الوكالة، ونقابة صحافيي النت. على أن تكون أرضية مشتركة تجمعهم داخل الفدرالية. استبشرت خيرا بتأسيس جمعية المدونين والرابطة المغربية للصحافة الإلكترونية، فهذا النوع من الصحافة له ظروف وانشغالات خاصة به شأنه شأن حقول التعبير الأخرى لذلك على الجهاز الوصي على قطاع التعبير بمختلف أشكاله أن يكون مؤهلا من أجل أن يقدم في الحكومة تصورات بتنظيم تدفق المعلومة. وقضية الاعتراف بالرابطة وجمعية المدونين مسألة وقت حتى تكون وزارة الاتصال فكرة عن المشروع . فحتى في فرنسا هناك إشكاليات مطروحة بخصوص التنظيم النقابي لهذه الفئة. وبخصوص تعديل قانون الصحافة ليتلائم مع صحافة «النت». فإني أشرفت على إصلاح قانون الصحافة لما كنت نقيبا ووزيرا فوجدنا أننا لن نستطيع الحديث إلا عن أشياء مؤقتة، فعندما جلست أتفاوض مع رؤساء الفرق على مقترح قانون عملنا بمبدأ الصحافة المكتوبة والمسموعة والمرئية والإلكترونية، هكذا كنا نضيف مصطلح الإلكترونية لنخلق فرصة لاستنباط القياس. طارق السعدي : الصحافة الإلكترونية لم يحن الوقت لهيكلتها أرى في تعريف الصحافة الإلكترونية عملا شاقا، إذ بكل المقاييس المهنية يصعب إيجاد تعريف سهل ومريح، وعليه فأنا ارتاح لعبارة النشر الإلكتروني بوصفها أكثر اتساعا وشمولية، حيث أن المفهوم يمكن العثور علي هيكله واضحا في كثير من بلدان العالم المتطور تقنيا وتعبيرا، فلديهم خطوط وهياكل واضحة المعالم لما يمكن تسميته صحافة إلكترونية لها مميزات وخصوصيات، ولكن لا داعي للاستئناس بتعريفاتهم لأنها لا تصلح لبلدان العالم الثالث على الأقل في الوقت الراهن. و نحن أمام مصطلح حي يمكن حسمه بسهولة، فالنشر الإلكتروني يعني أن العملية كلها تدخل في إطار الاختزان الرقمي للمعلومات مع بثها وتوصيلها وعرضها إلكترونيا أو رقميا عبر شبكات الاتصال. فالتعريف الصحيح في رأيي لابد أن ينطلق من تعريف الصحافي أولا وتحديد مجالات عمله وطرق أدائه، وبعدها يمكننا بسهولة إعطاء تعريف سريع للصحافة الإلكترونية. وبالنسبة للأخلاق فاعتبر أنها ذاتها المطالب بها في الصحافة الورقية؛ فالسرقة الأدبية والقذف والتشهير وكل أصناف العنف الرمزي مرفوضة. أما محاولة البعض هيكلة الحقل الإعلامي الإلكتروني ففي نظري مبادرة سابقة لأوانها، ذلك أن تأسيس جمعية أو إطار دون الوصول إلى مرحلة الكمية كما حصل في دول عديدة ففيه مجازفة، فالاهم في الوقت الراهن هو التكوين وليس غير التكوين. عادل اقلعي : مجال النت تكتنفه العديد من الإشكالات والالتباسات يكون صحافيو النت بتأسيس الرابطة المغربية للصحافة الإلكترونية أمام منعطف جديد خصوصا وأن هذا القطاع لازالت تكتنفه عدد من الإشكاليات والالتباسات مما ينتج جملة من الأحكام القيمية في مجملها خاطئة وغير منصفة ولذلك نراهن على الرابطة لنؤصل لعمل مهني واحترافي يؤمن بأخلاقيات مهنة الصحافة. ونريد إزالة اللبس الحاصل لدى كثير ممن يضعون المواقع الصحافية الإلكترونية في نفس سلة تقييمهم لمختلف المواقع الإلكترونية الأخرى، مما يسيء لهذه المهنة المبنية على أصول وقواعد وأخلاقيات. وسنفتح نقاشا وطنيا مع مختلف الشركاء والفرقاء على حد سواء وسنسعى لكي يكون هذا النقاش بناء ومسئولا ومثمرا، بعيدا كل البعد عن الاتهامات الجانبية . و يكون الصحافي الاكتروني أمام توصيف مرتبط بمهنة قديمة قدم الإنسان وليس شيئا جديدا سنخترع له أصول وأخلاقيات وبالتالي سينطبق على صحافي النت ما ينطبق على الصحافي الورقي والتلفزيوني و الإذاعي، ولذلك لابد أن تكون هناك حقوق واضحة لهذا الصحافي يتمتع بها كغيره، وبالمقابل عليه واجبات أن يحترمها وفق الأعراف الدولية والوطنية.إذن فالصحافي الإلكتروني هو في مرحلة اكتشاف وتطوير تقنيات التحرير لتتماشى مع تكنولوجيا النشر الإلكتروني. رئيس الرابطة المغربية للصحافة الإلكترونية