قصيدة جديد للشاعر الدكتور عبدالله الكرني 2024

إِنْ كَانَ عِشْقٌكِ لّيْسَ سِوَى أَنْ
تَشْغَلِي الدُّنْيَا
وَأَنْ تَشْتَعِلِي
فَمَالِي أَرَاكِ تَارَةً تَرْبِضِينَ
بَيْنَ النِّيلِ
وَبَيْنَ الْمَنْهَلِ
وَتَارَةً تَرْقُدِينَ
بَيْنَ مَفْرِقِ الشَّرْقِ
وَبَيْنَ بَرْزَخِ الْأُفْقِ
الْفَيْصَلِ
وَلِمَا لَا أَرَى مُطْلَقَ الْجَمَالِ
إِلَّا فِي عَيْنَيْكِ
دُونَ الْمُقَلِ
السَّاحِرَتَيِ السُّكُونِ
وَالْحَوَلِ
يُخْفِيَانِ خَبَايَا الْكَوْنِ
مُنْذُ الْأَزَلِ
وَيَخْتَزِلَانِ خَفَايَا الْعُيُونِ
وَلَيْلًاَ لَمْ يَنْجَلِ
وَعُصُورًا أَلْوَانُهَا مِنَ الْوَمَضَاتِ
وَمِنَ الشَّعَلِ
لَكَمْ رَأَيْتُ الشَّمْسَ فِيهِمَا تَنْحَنِي
وَتَعْتَلِي
وَالسَّحَرَةَ فِي خَوْفٍ
وَفِي خَجَلِ
والْآلِهَةَ لَقَدْ رَأَيْتُهُمْ
فِي رَجْفٍ
وَفِي وَجَلِ
فَيَا لَهَا مِنْ صُرُوحٍ نُقِشَتْ
بِحَرْفِ الْخُلْدِ
الْمُكْتَمَلِ
أَزَلِيَةِ الْوَشْمِ أَبَدِيَةِ الْوَحْمِ
وَالْمَحْمَلِ
ويَا لَهَا حِينَ تَشِعُّ
وَحِينَ تَنْجَلِي
ويَا لِي
مِنْ قَمَرِيَةِ الرَّسْمِ
والطَّلَلِ
يَتَهَادَى فِي مُلْكِهَا
بَهَاءُ اكْلِيوُبَاتْرَا
ذَاتِ الشَّعرِ
الْمُنْهَدِلِ الْأَشْهَلِ
الْفِرْعَوْنِيَةِ الْجِينَاتِ وَالْبَصَمَاتِ
وَالْمَخْمَلِ
الْغَجَرِيةِ الرّوْحِ وَالْبَوْحِ
والْغَزَلِ
تَخْتَالُ بِرِدَاءِ الْمُلُوكِ
الْمُسْدَلِ
لِتُنَادِيَ أَرْوَاحًا وَأَلْوَاحًا بِمِحْرَابِ
الْهَيْكَلِ
هَيَّا عَلَى عَجَلِ لِنَرْسُمَ
عَلَى جَبِينِ أَبِي الْهَوَلِ
أَقْدَسَ الْقَبَلِ
حَالِمَةً
تَنْقُشُ صَدَى الْهَمْسِ
الْعَمِيقِ
الْمُنْقَلِ
عَلَى كُلِّ صَرْحِ عَتِيقِ
بِأَسْفَلِ الْجَبَلِ
هَارِبَةَ كَهُرَاعِ الْأَمْسِ
الْجَائِلِ
تُلَوِّنَ بِشُعَاعِ الشَّمْسِ
المَائِلِ
سَرَايَا الْكَرْنَكِ وَمَرَايَا الْمَحْفَلِ
يَا كَاتِمَةً لِسِرِّكِ الْمُحَيِّرِ
الْجَلَلِ
تَعَالِي انْتَظِرِي آمُونَ بِوَادِي الْمُلُوكِ
قُرْبَ السَّاحِلِ
ثُمَّ اغْزِلِي لِلْخَلِيلِ
مِنَ خُيُوطِ اللَّيْلِ الْجَمِيلِ
أَبْهَى الْحُلَلِ
وَاحْتَضِنِيهِ
بِمَدْخَلِ
دُرُوبٍ
بُنِيَتْ مِنْ شُهُبٍ
حَطَّهَا الْبَرْقُ
مِنْ عَلِ
وَأَسْمِعِيهِ هَمْسَ الْمُومْيَاءِ الذَّهَبِيَةِ
الْمِشْمَلِ
وَدَاعِبِيهِ بِهَذَيَانِ الْكَرَوَانِ
عَذْبِ الْهَبَلِ
لَمَّا بَاحَ لِلنَّخِيلِ
بِأَسْرَارِ
النِّيلِ
النَّوْفَلِ
ثُمَّ صَاحَ
فِي وَجْهِ الدًّنْيَا
أَنِ ارْحَلِي
فَمَالِي لَا أَرَى
نَخْوَةَ الْمُلْكِ
إِلَّا فِي عَيْنَيْكِ
دُونَ الْمُقَلِ
فَيَا لَهَا مِنْ وُصُوفٍ
وَمِنْ جُمَلِ
وَيَالِي
مِنْ حُرُوفٍ
بِمَدْخَلِ
الْكَرْنَكِ كُتِبَتْ
بِضِيَاءِ
الشُّعَلِ
فَهَيَّا اشْغَلِي الدُّنْيَا
وَلَا تَسْأَلِي فَالْأَجْمَلُ مِنْ مِصْرَ
مِصْرُ الْأَحْلَامِ
وَالْأًمَلِ
وَالأعْظَمُ مِنْ مِصْرَ
مِصْرُ الْأَهْرَامِ
مُنْذُ الْأَزَلِ
إمضاء: عبدالله الكرني {2024 }