عدسة : محمد أيت يحي إختتمت قبل قليل، اليوم السبت 28 يناير الحالي، أشغال الندوة العلمية حول "التطرف والإرهاب، الراهنية والأفاق" و التي نظمتها التنسيقية الإقليمية للقطاع النسائي لحزب الديمقراطيين الجدد بمراكش ، بحضور رئيس الحزب الدكتور محمد ضريف ومجموعة من القيادات الإقليمة و المحلية للحزب ، والعديد من الفعاليات الأكاديمية والإعلامية ، بالإضافة إلى المناضلات و المناضلين المنتمين للحزب وبعض من جمعيات المجتمع المدني بمراكش . وأبرزت فاطمة الزهراء صفصافة عضو المكتب السياسي و الكاتبة الإقليمية للقطاع النسائي بمراكش لحزب الديمقراطيين الجدد، خلال إفتتاح أشغال الندوة العلمية المعنية، والتي جاءت في سياق تخليد اليوم العالمي للسلام،أن نساء حزب الديمقراطيين الجدد يعملن على استخلاص الدروس من مختلف التجارب السياسية والحزبية المغربية، والإلتزام بالأفكار في إطار احترام الحق في الإختلاف، والإلتزام بروح التفتح في العمل من أجل تطوير المجتمع، والإجتهاد لاستيعاب مستوى تطور المجتمع ببنياته المختلفة، وتحديد المهام المطروحة على البلاد في هذه المرحلة التاريخية، والقوى الإجتماعية القادرة على المساهمة في إنجازها، وتحديد مواصفات القوى السياسية الكفيلة بترجمتها إلى خطاب وممارسة فاعلين، وأنهن قادرات على التأطير والتعبئة الشعبيين.مع استلهام الخصوصية الحضارية التاريخية الوطنية، المنطلقة من إعتدالية الإسلام كدين وكمكون حضاري ثقافي للأمة المغربية، ومكانة المؤسسة الملكية، ووحدة الأمة المغربية وتماسكها بتنوع أصولها المنصهرة مع القرون في خضم معركة انبنائها، وبتعددها اللغوي والثقافي الأمازيغي والعربي،والحساني كحصيلة صيرورة تاريخية تضرب بجذورها في أعماق التاريخ. وأبرزت صفصافة أن الإسلام يناهض التطرف والغلو، ويندد بالإرهاب ، كما دعت إلى ضرورة استلهام روح الإنفتاح والتسامح التي طبعت المجتمع المغربي عبر التاريخ، وقدرته على تشرب القيم العصرية وتأصيلها عبر العصور والمناعة التي اكتسبتها الهوية الوطنية تجاه تيارات التطرف والإقصاء أنا كانت مصادرها وتجلياتها. كما تطرق الدكتور محمد ضريف ، رئيس حزب الديمقراطيين الجدد، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني في الدارالبيضاء، والباحث المعروف في قضايا ومسارات الحركات الإسلامية، تطور ظاهرة التطرف والإرهاب على المستوى الدولي والوطني، والمقاربة المعتمدة من المغرب في محاربة الظاهرتين، في حين تطرق مصطفى السعليتي أستاذ محاضر في علم النفس الإجتماعي بجامعة القاضي عياض في مراكش إلى الأثر الإجتماعي للتطرف والإرهاب على المجتمعات ، وتقديم مختلف مظاهر الجوانب النفسية للشخص المتطرف، في حين إنصبت مداخلة إدريس أرفا ، الأستاذ المحاضر في العلوم الشرعية، وعضو خلية البحث العلمي وقضايا الشباب بالمجلس العلمي المحلي لمدينة مراكش ، على مفهوم الغلو والتطرف وطرق العلاج في ضوء التشبت بالتوابت المغربية، والمذهب المالكي والعقيدة الأشعرية التي طبعت الفكر المغربي لقرون متوالية، ومبدأ الإمامة العظمي التي تتجسد في إمارة المؤمنين، حيث أعطى أدرج أرفا مجموعة من الأمثلة من الحياة المغربية المعاشة والتي يمتزج فيها البعد الديني المعتدل للمغاربة مع النزعات الوطنية المغربية .