وأخيرا خرج الهمة عن صمته، فقال من بين ما قال في الإجتماع " على شكل يوم دراسي" بالرباط، حسب رواية الصحافة الوطنية : - كلام ... "المنسحبين من الإندماج في حزب الأصالة والمعاصرة، " كذب في كذب" الإنسحابات الأخيرة، كانت بدوافع شخصية، وأن البعض تلقى مقابلا ماليا عليها". - بعض الذين انخرطوا في المشروع كانت " تحركهم حسابات ومصالح شخصية" وراح كعادته في إطلاق العنان لأوهام " المغرب الفدرالي"، وتعميم "الديناميات الديمقراطية"، على عموم الجهات المغربية، بما فيها جهة الصحراء الكبرى ! ليختم بالقول المكرور بأنه " يجد في توجهات الملك محمد السادس، واختياراته كل الأجوبة" وكأن البدعة المسماة " الأصالة والمعاصرة" هي النسخة "بيس" للدولة المغربية ؟ ! وقد كان لافتا للإنتباه، خروج المدعو بنعدي، بصفته "أمينا عاما" للبدعة السياسية:" الأصالة والمعاصرة" في خرجة إعلامية متزامنة مع تصريح الهمة ؟! جاءت لتكرار نفس الكشوفات المزعومة، عن "خبايا انسحاب الوزاني... " وتفسير قرار استقالة شعو... و"الإرتباطات القوية" بين الرجلين ! وتقديم وجبة دسمة من الوعود، حول "المغرب الفدرالي"، الزاحف بكل إصرار، على قلاع الجمود الحزبي، والتطرف! ! ليختم بتهديده الصريح، للذين فكوا ارتباطهم معه، ومع مشاريعه " الوردية"، قائلا بالحرف وبكل تأكيد : " من يظنون أنهم بمجرد خروجهم، أو مغادرتهم، سوف يؤسسون أحزابا، وسيجدون تجاوبا من طرف الإدارة، هم على خطأ، وأنا مقتنع بما أقوله"!!! استوقفني كلام الرجلين طويلا، ليس لجهة الإهتمام والإستغراب من المستوى الهزيل، فكريا، وسياسيا، لمن يزعمون تخليق الحياة السياسية، وترشيد الممارسة الحزبية، وليس لجهة الخوف من التهديد بحرمان المغاربة، من حرية تأسيس الأحزاب، لأن الهمة قرر بأن "لاحزبية بعدي، ومن تحزب خان" فأصحاب الشعار ذاك، ماتوا وشبع شعارهم الدكتاتوري موتا منذ سقوط جدار برلين، وتفكيك صواريخ القذافي على تخوم الصحراء... ! بل إن الخطير في تصريحات الرجلين، هو إصرارهما العجيب، على ركوب موجة ماتبقى من "الأصالة والمعاصرة"، إذ بالرغم من انكشاف الملعوب، وبيان الأخطاء القاتلة، التي ارتكبت في حق الأحزاب المؤسسة للإندماج، وبالرغم من وضوح تهافت المشروع، لإفتقاره للسند الشرعي، والأخلاقي، والقانوني ...بالرغم من ذلك كله يصر الرجلان، على مواقف "تطويع الواقع"، وعلى اتهام الزعامات الحزبية والبرلمانية... ب " الكذب" و " الإرتشاء"...و...و... وعلى العموم، فالكرة الآن في مرمى الدولة المغربية، لكي تبين للرأي العام حقيقية هؤلاء المتكلمين، بالنيابة عن المؤسسات الرسمية للمغاربة، ووضع الجميع عند درجة التساوي أمام القانون، وردع من سوّلت له أضغاث أحلامه، العبث بالمؤسسات الدستورية للأمة. بيد أن خلاصة " الخرجة الإعلامية" الأخيرة لبقايا " الأصالة والمعاصرة" لهؤلاء المكتشفين للسياسة مؤخرا، تؤكد حقائق أخرى، وأهمها أن الهزيمة النكراء، هي أكبر من أن يغطيها غربال وعودهم الكاذبة، بتحويل المغرب إلى "جنة" تحكمها " أحزاب فيدرالية" تعهما ديمقراطية أثينا، وبحبوحة العيش، والسعادة الأبدية، ناهيك عن حقيقة قدرة المناضلين على التصدي ل" عبث العابثين"، حتى لو كانوا من بقايا ظاهرة البصري، وصانعي حقبة "سنوات الرصاص" غير المأسوف عليها، وعليهم. أحمد البلعيشي