المشاكل المزرية التي يعيشها البحارة خاصة العاملين في الصيد البحري (الصيد التقليدي أو الصيد بالجران)توحي بانهيار هذا القطاع الذي يعيش منه عدد كبير من المغاربة ، وأكثر هذه المشاكل غياب الضمانات الصحية والتقاعد الذي تتيحه لهم الدولة بعد سن 60عاما الذي بالمناسبة لا يكفيه حتى لتكاليف عيش وتمدرس أطفاله ، ناهيك عن قساوة البرد التي يعانيها البحار خاصة في فصلي الشتاء والربيع ، بحيث تؤدي بالكثير منهم بلملمة حسابهم من صندوق الضمان الإجتماعي لأجل إستبدال المهنة بأخرى ، إضافة إلى غياب ضمانات دعم أسر ضحايا الصيد البحري كتلك الحوادث التي ألمت مراكب في كل من الصويرة التي قضى فيها 16بحارا نحبهم غرقا ،وميناء بني انصار الذي غرق فيه مركب بثلاثة بحارة ،وآسفي والحسيمة والبيضاء ..وغيرها من الموانئ التي لا تتوفر على وسائل الوقاية من الغرق في قاع البحر ،كما أن آليات ووسائل المحافظة على طراوة الأسماك المصطادة كالصناديق وعنابر المراكب وبعض أماكن استراحة أو نوم البحارة لا توجد فيها أدنى وسائل النظافة ، حيث يعمد بعض البحارة بالنوم بثياب متسخة ومبللة بالماء ،التي تفوح منها رائحة كريهة بسبب قشرة الأسماك الملتصقة بها هكذا فقد نقول أن هذه المهنة لا توجد فيها ولو ذرة حرية للبحارة ،وأن هناك بعض البحارة "عملاء"للرايس(الربان) ، بل لأنهم يعتبرون أنفسهم لهم شأن أكبرعلى البحارة الآخرين ،حيث يقوم "عميل" الرايس بإيصال "التبركيك" ما يتحاورون بصدده البحارة حول معاناتهم مع أمواج البحر إلى البحر ، وهناك أيضا مشاكل تعترضهم منها:بعدهم عن العائلة ،إذ يظل البحار عاملا إلى أن يتم الشهر في بعض الأحيان دون رؤيته لأبنائه وزوجته أو والديه ، فمثل هذه الصعوبات تعتبر ظلما في حق البحارة ،وهناك أيضا غياب الأدوية التي يحتاجها البحار ، إذ هناك فئة قليلة من المراكب تتوفر على صيدليات لأن رجال البحريتعرضون كثيرا لسموم الأسماك في عملهم هذا،وبحيث في بعض الأحيان نردد بدعة أن وزارة الصيد البحري سلمتنا وثائق المهنة بمثابة بداية الصراع بين الموت والحياة ، وبصفتي بحارا أقول للمسؤولين على هذا القطاع ،إذا استمر الوضع على هذا الحال فقد تكثر الإحتجاجات وخصوصا ما يتصل بالزيادة في أسعار الكازوال وانعدام الضمانات الصحية التي ستضمن له جبر الضرر على الأقل إذا تعرض لحادث ما ،فلا نقابات ولا جمعيات تدافع عن حقوق البحارة لأنه إذا لم يتوفرما ذكرنا فإنه قد يتعرض للبطالة في حين ما ،أما من حيث مبيعات الأسماك فإنك بمجرد ما تصل إلى الميناء لتعرض الأسماك في السوق يبدأ السماسرة في استفزازك عبر تبخيس الأثمنة ، وفضلا عما سلف تعترض البحار مشاكل أخرى لا يتسع المقال للتطرق لتفاصيلها كاملة ، فأين هم الذين يستطيعون حل هذه المشاكل ؟ وأين" سعادة " وزير الفلاحة والصيد البحري الذي يعتبر الرأس المدبر لحلها ؟ أو أننا سنظل نردد الحكمة القديمة "لا حياة لمن تنادي"