حلت السلطات المحلية والدركية، والقائمون على التراث والثقافة بالجديدة وجهة دكالة-عبدة، بشكل مفاجئ، ظهر أول أمس الاثنين، بدوار الدهيجات، في جماعة مولاي عبد الله، قرب الجديدة، عقب اكتشاف مآثر تاريخية، عند الموقع الموجود بين ضريح مولاي عبد الله أمغار، وضريح مولاي إسماعيل. وجاء اكتشاف المعلمة التاريخية، يوم الجمعة الماضي، عن طريق الصدفة، وهي عبارة عن سرداب تحت أرضي، يضم في تجويفه عمودين دائريي الشكل، مصنوعين من الحجر المنحوت، وجدرانا لم تخضع بعد للوصف، لصعوبة ولوج مكان الاكتشاف، عقب أشغال حفر وجرف، كانت تجريها شركة متعاقد معها، لتزويد جماعة مولاي عبد الله بقنوات الصرف الصحي السائل. وعلمت "المغربية" أن عامل إقليمالجديدة أمر بوقف أشغال الحفر والجرف في مكان الاكتشاف التاريخي، بعد ردم المعلمة التاريخية بالأتربة والحجارة، صونا لها من الهدم والضياع، في انتظار حلول خبراء من الرباط متخصصين في الأركيولوجيا والحفريات والتراث، للوقوف على البنيات الأركيولوجية تحت أرضية المكتشفة، وهي جدار وعمودان دائرا الشكل. وحسب الأستاذ الباحث، أبو القاسم الشبري، مدير مركز دراسات وأبحاث التراث المغربي البرتغالي، فإن اكتشاف هذه المعلمة قد يحمل كشفا آخر، يثري تاريخ المنطقة، الذي مازال أغلبه مجهولا، لحضارات بشرية استوطنت، منذ العصر الحجري، المنطقة التي تعرف باسم "تيط"، بدليل ما عثر عليه في كهوف الخنزيرة من بقايا عظمية وحيوانية وبقايا أثرية. وأضاف الشبري، في تصريح ل"المغربية"، أنه من السابق لأوانه الجزم في تحديد الفترة التاريخية للآثار المكتشفة، مرجحا أنها تعود إلى العصر الوسيط . ودلت الآثار المكتشفة في مركز جماعة مولاي عبد الله أمغار على أن هذه البلدة عمرت في عهود مبكرة، كما افترضت الأبحاث المستندة إلى علم الطوبونيميا (أسماء الأماكن)، أن الميناء المسمى في الأدبيات القديمة "رتوبيس"، كان يوجد، على الأرجح، في المكان الذي شغلته تيط، ما يعني أنها من المدن القديمة في المغرب. من جهته، اعتبر عبد السلام أمرير، المدير الجهوي للثقافة بجهة دكالة-عبدة، في تصريح ل"المغربية"، أنه لا يمكن الحديث عن تاريخ مضبوط ومحدد للمآثر التاريخية المكتشفة أخيرا، أمام الافتقار إلى حفريات أثرية علمية دقيقة، ورجح أنها ترجع إلى الفترة الإسلامية. وأضح أمرير أن تحديد أي موقع أثري يستند إلى 4 معطيات، هي النصوص والوثائق التاريخية، والانطلاقة من خصائص المآثر المكتشفة، ومقارنتها مع مآثر تشبهها، والاعتماد على اللقى التاريخية، التي يعثر عليها بجانب المآثر المكتشفة، وهي عبارة عن قطع نقدية أو خزفية في غالب الأحيان، ومن خلال عملية التأريخ، بواسطة تقنيات مختلفة، ضمنها تقنية "الكاربون 14".