قال الأستاذ سعيد الصديقي، أستاذ العلاقات الدولية، في تدوينة نشرها على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، إن ما سُمي ب "يوم الريف" الذي نظم في الجزائر العاصمة يوم 23 نونبر 2024 لم يكن سوى "استعراض عبثي" يفتقر إلى المصداقية. وأوضح أن الحدث، الذي صاحبته بعض وسائل الإعلام الجزائرية ببهرجة إعلامية كبيرة، جاء محملاً بلغة خطابية خشبية ومحللين بعيدين عن النزاهة والإنصاف. وأشار الصديقي إلى أن محاولة الجزائر استدعاء أفراد هامشيين لتقديمهم كصوت يمثل الريف المغربي تفتقر إلى أي أساس واقعي، واصفًا هؤلاء الأشخاص بأنهم "أدوات سياسية" سيتم رميهم في دائرة النسيان أو سيظلون دمى تتقاذفهم المصالح السياسية لمن صنعهم. وأكد أنه لا يوجد أي "عاقل من أبناء الريف" يشارك في هذه المسرحية السياسية، مما يبرز عزلة هذه الفكرة وانعدام صداها الشعبي أو السياسي. وتابع الصديقي أن أبناء الريف الحقيقيين، سواء داخل المغرب أو في المهجر، ظلوا دائما شركاء في بناء الوطن، مؤكداً أنهم كانوا في طليعة الصفوف دفاعًا عن المغرب، سواء في مواجهة الاستعمار في الشمال أو في حماية الوحدة الترابية في الأقاليم الجنوبية. وأضاف في سياق آخر أن تنظيم هذا النشاط العبثي ومحاولة إنشاء كيان وهمي مشابه ل "البوليساريو" تمثل عملاً عدائيًا واضحًا من جانب النظام الجزائري، ولكنه شدد على أن المغرب يجب أن يتجنب الانجرار وراء سياسات رد الفعل، مثل دعم الحركات الانفصالية في الجزائر. وأوضح أن "جزائر موحدة ومستقرة وديمقراطية" هي أفضل للمغرب وللمنطقة ككل. وختم الصديقي تدوينته بالإشارة إلى أنه رغم تفاهة الحدث، فإنه يجب أن يكون بمثابة تذكير للدولة المغربية بأهمية الريف وقضاياه، وأن الحاجة لمصالحة تاريخية مع الريف تظل ملحة، وهو ما من شأنه أن يعزز الوحدة الوطنية ويغلق الباب أمام أي استغلال خارجي.