تعتبر جهة طنجةالحسيمةتطوان مجالا جاذبا للإستثمار بما تملكه من مقومات تجعلها حاضنة حقيقية للتنمية على المستوى الوطني إذا تحقق شرط الجدية في التخطيط الأمثل للمشاريع و الصرامة القانونية في متابعة تنزيل هذه المشاريع بالإضافة الى ترسيخ مبدأ العدالة المجالية في توطين المشاريع الإنمائية على مستوى مدن الجهة و الذي يعرف شبه " إقصاء" لأقاليم واعدة جدا فيما يخص تحقيق نهضة ترابية و تنموية حقيقية هذا الإقصاء سببه الأساسي ضعف الرؤى التنموية لكل منطقة على حدة فما قد يكون تنمية حقيقية في إقليم معين قد لا يكون صالحا لتنزيله في إقليم أخر مما يحتم خلق مراكز للتفكير التنموي خاص بكل مجال جغرافي على حدة يتكون من خبراء تنمويين و باحثين و مجتمع مدني حقيقي لدراسة المجال دراسة حقيقية و فعالة تصاغ بعدها التقارير و تقدم الى السلطات المسؤولة عن التنفيذ و المتابعة مع إشراك هؤلاء الفاعلين في عملية المتابعة أيضا. إن خلق تصورات لتنمية الجهات في عمومها و إعتبار حاجات هذه الجهات واحدة من بين أكبر الأخطاء التي تهدد تنزيل جميع البرامج بالفشل و عليه فلابد من إنشاء تصاميم إقليمية لإعداد تراب كل إقليم بما يتيحه لنفسه من إمكانيات و في حدود موارده الخاصة حتى تتكامل الجهة من حيث الإمكانيات المتوفرة فيها و تتنوع فرص النشاطات الإقتصادية بين أركان الجهة و هو الكفيل لوحده بخلق تنمية منطقية و معقولة تستجيب و تلبي في نفس الوقت. فيما يخص منطقة الحسيمة بكل حمولته التاريخية و الجغرافية فإنه يحتاج الى تدقيق عميق لتشخيص إحتياجاته الحقيقية و سبل تحقيقيها في إطار طبيعة المنطقة و الإمكانات التي توفرها اليوم و غدا . إن الواجهة البحرية التي تتملكها الحسيمة لم تعرف طريقها إلى المساهمة في خلق تنمية حقيقية بالإقليم في ظل ضعف البنية التحتية البحرية بالحسيمة و هشاشة البنية الطرقية التي لم تراعي إحتياجات التنمية للحسيمة و صممت بشكل يجعلها ممرات عادية للسيارات الشخصية و لم تؤسس لتكون لبنة و حلقة وصل تجارية حقيقية بما يحتاجه هذا الأمر من إعداد تقني رؤيوي و مستشرف للمستقبل . إن حصر الأنشطة الإقتصادية للحسيمة في جعلها وجهة شاطئية فقط من أكبر الأخطاء التي تمت لاننا حولنا مستقبل الإقليم برمته و ربطناه بأنشطة إقتصادية موسمية ما جعلها مدينة موسمية تعيش سباتا طيلة السنة و تستفيق لمدد وجيزة ثم تعود الى الخمول و الفتور بعد إنتهاء فترات الذروة . إن التنمية الحقيقية هنا و الأن في هذا المجال المسمى بالريف يستلزم فتح أبواب السماء بخطوط جوية إضافية تجارية و سياحية و شق مسارات البحار بخطوط سياحية و تجارية كذلك و حفر أنفاق في الجبال و سكك حديدية لربط الهنا من المغرب بالهناك منه و توطين شركات حقيقية قادرة على الإضافة مثل شركات تركيب السيارات و شركات تصنيع قطع غيارها و معامل تصبير الأسماك و النسيج و التكرير ووووزو من قال ان ساكنة الريف تريده للسياحة و الشواطئ فقط من أملى هذا الطرح و كرره حتى بات مسلمة بين الناس بالرغم من كونها مسلمة غير حقيقية . أين هو نصيبنا من إتفاقية الصيد البحري مع اروبا لماذا لا نشاهد سفن صيد اروبية راسية في مينائنا و تشغل ابناءنا بعقود حقيقية الا يخلق هذا الأمر تنمية حقيقية هنا و الأن . اين هو نصيبنا من التنمية المرتكزة على الطاقات المتجددة اليس الريف منطقة مؤهلة ان تكون وجهة للإستثمارات الاروبية في ميدان الطاقات الريحية منها خصوصا. هي أسئلة كثيرة تسائل الرؤى التنموية قبل كل شئ و تحتاج الى إجابات إقتصادية فعالة متماسكة و منهجية تسائل و تجيب تستشرف الفرص و تضع تصورات واقعية حتى نحقق شيئا من التنمية المفقودة .