قررت غرفة الجنايات الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بالحسيمة، اخيرا ، تأييد الحكم الابتدائي الصادر في حق المتهم بقتل شرطي بمدينة الحسيمة سنة 2020، مع الرفع من العقوبة الى السجن المؤبد. وكان المتهم قد تم اخضاعه لخبرة طبية تحديد ما اذا كان بتاريخ ارتكابه للافعال المنسوبة اليه المصادف ليوم 26 يونيو من سنة 2020، مصابا بخلل عقلي كلي او جزئي من عدمه فاقد للوعي والادراك او غير مصاب بذلك وما اذا كان مسؤلا عنها اثناء ارتكابه لها. وكانت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالحسيمة، قد ادانت المتهم في شهر ماي من سنة 2022، من اجل المنوسب اليه، وحكمت عليه ب 25 سنة سجنا نافذا. وتم مؤاخذة المتهم من اجل جرائم القتل العمد مع سبق الاصرار و الترصد و إهانة موظفين عموميين أثناء قيامهم بعملهم، و ارتكاب العنف ضدهم، وحيازة السلاح الأبيض في ظروف من شأنها المس بسلامة الاموال و الاشخاص و تهديدا للأمن العام. وقضت المحكمة ايضا باداء المتهم لفائدة المديرية العامة للامن الوطني في شخص ممثلها القانوني تعويضا مدنيا رمزيا في حدود مبلغ درهم رمزي . - ب- بادائه لفائدة زوجة الضحية تعويضا مدنيا في حدود مبلغ اربعمائة الف درهم ولفائدة والد الضحية تعويضا مدنيا قدره ثلاثمائة الف درهم ولفائدة والدة الضحية تعويضا مدنيا قدره ثلاثمائة الف درهم. وتعود تفاصيل الجريمة الى يونيو من سنة 2020، عندما اقدم المتهم، على رشق سيارة للشرطة كانت تؤمن محيط السجن المحلي بمدينة الحسيمة بالحجارة في الساعات الأولى من فجر يوم 26 يونيو، قبل أن يعمد لطعن الشرطي الذي تدخل لتوقيفه، وهو برتبة حارس أمن ويعمل بالمجموعة المتنقلة لحفظ النظام، بواسطة سكين كان بحوزته، متسببا في وفاته بسبب خطورة الجروح التي أصيب بها. واعترف المتهم المتحدر من طنجة وكان يقطن رفقة أحد أفراد عائلته بحي المنزه بالحسيمة اثناء التحقيق معه بالمنسوب إليه، مضيفا أنه ليلة اقترافه جريمته، رأى في منامه امرأة ترتدي فستانا بنفسجيا وتضع على خصرها حزاما وعلى وجهها قناع أسود اللون، وتحمل أصفادا، وأمرته بأن يتبعها إلى السجن المدني إن هو أراد أن يكون رجلا، مضيفا أنه استفاق على هذه الرؤيا، ثم فكر في تنفيذها، وذلك برشق سيارة تابعة للأمن وإزهاق روح أحد رجال الشرطة. وأضاف أنه وبعدما قرر فعل ذلك، أخذ حجرتين تستعملان للتيمم من المنزل الذي كان يقطن فيه، وسكينا من مطبخه، وأدى صلاة الفجر وانطلق مسرعا نحو السجن المحلي بالحسيمة. وفور وصوله، بدأ في رشق سيارة تابعة للأمن الوطني بالحجارة، وحين نزل الضحية منها من أجل وضع حد لسلوكه، عمد إلى إخراج سلاحه الأبيض، فطعنه به في صدره، وحاول طعنه مرة ثانية، غير أن مرافقيه حالا دون ذلك، إذ تعقباه وأسقطاه على الأرض، بعدما أبدى مقاومة.