وجهت طبيبة للاشعة بالمستشفى الاقليمي بالحسيمة، ما أسمته بنداء استغاثة، بسبب ما وصفته بتجاوزات المسؤولين وجهاز الإدارة على كرامة الاطباء، والتي دفعت بعضهم الى الاستقالة. وقالت الطبيبة وداد ازداد عضو النقابة المستقلة للأطباء بالحسيمة، في تدوينة على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، أنها أصبحت مستهدفة من قبل مسؤولين، بعد منشور على الفايسبوك، صيف سنة 2021، عندما بلغت جائحة الكورونا ذروتها في إقليمالحسيمة، ومشيرا ان استمرار هذا الاستهداف قد يدفها وزملائها الى تقديم استقالة جماعية. واضافت "الطريف أنني عندما أخبرت مسؤولا إداريا اليوم عن عزمنا الاستقالة في حال عدم احترام مخرجات الاجتماعات الآنفة وعدم ضمان سلامتنا (خاصة بعد التهجم اللفظي والجسدي الذي ارتكبه شرطي مريض ضدي اليوم بسبب غياب الأمن والتحريض)، قال لي أن ذلك يصب في مصلحتهم، بحيث أن غياب جراحة للأطفال مثلا نتيجة انهيار الطبيبة الوحيدة لعدة أسابيع بسبب الاحتراق المهني سابقا، "هناهوم من المشاكل"، بحكم أن المرضى كانوا يخضعون للجراحة في مدن أخرى". وتابعت طبيبة الاشعة "الأكيد ان استقالة جماعية لطبيبات الأشعة يعني شيئا واحدا، بحكم أنه سيجمد العمل في المستشفى بشكل فوري وأن الإقليم أساسا على صفيح ساخن مثله كباقي أنحاء المغرب بسبب الغلاء، ولكن شرح الواضحات من المفضحات.. وإذا كنت صبرت لحد الآن فلأنني فقط أحرص على استقرار الحسيمة والمغرب بوازع من غيرتي على الوطن.."
وهذا نص النداء الذي نشرته الطبيبة وداد ازداد بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك #نداء_استغاثة قد ينتحر بعض الأطباء بسبب تجاوزات المسؤولين وإجهاز الادارة على كرامتهم عوض تشجيعهم ودعمهم في ظل الخصاص كما وقع مؤخرا، ولكن استقالة جماعية لطبيبات الأشعة في الحسيمة (بشكل فردي أي abandon de poste ) ومؤتمرا صحفيا -مع الاستعانة بجمعيات حقوق الإنسان والمرأة- مباشرة بعد المونديال يبدو لي حلا أفضل.. على الأقل في حالتنا.. ومن يدري فربما أدخل في اعتصام مفتوح مع تغطية اعلامية أمام المندوبية متى سمحت لي ظروفي النفسية المنهارة بسبب مسلسل الاستهداف ضدي والذي بدأ بشكل ملحوظ بعد منشور استغاثة كتبته على الفايسبوك في صيف 2021، عندما بلغت جائحة الكورونا ذروتها في إقليمالحسيمة وفاض المستشفى بالمرضى وتحولت المدينة إلى ميتم بسبب تزايد عدد الوفيات... وهو المنشور الذي تجاوب معه السيد والي طنجة بشكل إيجابي حينها، ولكنه كان بداية كابوس بالنسبة لي على المستوى المحلي والقصة تطول.. الطريف أنني عندما أخبرت مسؤولا إداريا اليوم عن عزمنا الاستقالة في حال عدم احترام مخرجات الاجتماعات الآنفة وعدم ضمان سلامتنا (خاصة بعد التهجم اللفظي والجسدي الذي ارتكبه شرطي مريض ضدي اليوم بسبب غياب الأمن والتحريض)، قال لي أن ذلك يصب في مصلحتهم، بحيث أن غياب جراحة للأطفال مثلا نتيجة انهيار الطبيبة الوحيدة لعدة أسابيع بسبب الاحتراق المهني سابقا، "هناهوم من المشاكل"، بحكم أن المرضى كانوا يخضعون للجراحة في مدن أخرى.. صحيح، مرضى فقراء معدمون كانوا يأتون من جبال الريف، لا يملكون فلسا وقد يساعدهم المحسنون لإيجاد "المركوب".. ولكن بعد إجراء فحوص الأشعة وعندما يتبين أن المشكل جراحي يتوجب عليهم البحث عن نقود إضافية للتنقل نحو طنجة، تطوان أو الناظور، أحيانا فقط من أجل الفحص والمعاينة.. كل ذلك لأن جلادي الإدارة عوض تقدير جراحة الأطفال قاموا باستنزافها.. وهي الجراحة الكفؤة التي ستخسرها المدينة للأسف.. هم طبعا لم يروا دموع الآباء والأمهات وعجزهم ولايبالون أساسا، ولكنني رأيت كل شي بعيناي هاتين ولن أسامحهم.. المبكي أيضا أنه عندما تقدم طبيبا إنعاش بتقديم استقالتهما بسبب الاستهداف وتعامل الادارة سابقا، غادر أحدهما الوظيفة العمومية بالفعل فيما تراجع الآخر وهو لا يزال يعاني مثلي من سوء المعاملة... ولسنا الوحيدين فالمستشفى أصبح أشبه بمعتقلات غوانتانامو كونه يدار بطريقة قمعية عمودية سادية وكأننا في "بلاد السيبة"... لم يكن رد فعل مسؤول سامي في الإقليم سوى أن قال: "إذا كان أطباء الإنعاش يظنون أنه لا يمكن الاستغناء عنهم، فيكفيني طبيب واحد في الإقليم".. دابا واش هذا مسؤول..... حااااااشا !! بعد هذين المثالين البسيطين.. هل تظنون أن مستشفى محمد الخامس ومستقبل إقليمالحسيمة في أيدي أمينة ؟ الأكيد ان استقالة جماعية لطبيبات الأشعة يعني شيئا واحدا، بحكم أنه سيجمد العمل في المستشفى بشكل فوري وأن الإقليم أساسا على صفيح ساخن مثله كباقي أنحاء المغرب بسبب الغلاء، ولكن شرح الواضحات من المفضحات.. وإذا كنت صبرت لحد الآن فلأنني فقط أحرص على استقرار الحسيمة والمغرب بوازع من غيرتي على الوطن.. مؤسف أن أكون حريصة على العمل في القطاع العمومي، وأن يتم دفعنا دفعا لمغادرته على مضض.. إلا أنه من الأكيد أنني لن أستقيل أو أموت (كل الاحتمالات قائمة) دون أن تسقط بضع رؤوس.. فلحمي سام لمن ينهشه سواء كنت حية أو ميتة.. ومن كان يظن أنني من النوع الذي لا يسكت على الظلم و"الحكرة"، فهو لا يعرف والدي، فتلك الشبلة من ذاك الأسد.. سواء توفيت لأسباب طبيعية أم لا، لأن كل مايحدث ترك أثرا على صحتي ينبؤ بالأسوأ، فالفيلم لن ينتهي بوفاتي ولن ينجوا بأفعالهم بحول الله. على أي بعد أن خسرنا الصحة والشباب والمال منذ ولوجنا القطاع العام لأننا نؤمن بسمو المهنة الطبية رغم الإغراءات، فلم يعد لدينا مانخسره.. دكتورة وداد، العضوة المتبقية الوحيدة من مكتب النقابة المستقلة للأطباء بالحسيمة بعد الفرار الجماعي للبقية، فهم السابقون ونحن اللاحقون.