اشتبك جنود لبنانيون مع جنود إسرائيليين اليوم الثلاثاء وتبادلوا إطلاق النار والقذائف، في قرية حدودية مما أدى إلى إصابة لبنانيين هما عسكري ومدني، بحسب ما أفادت مصادر أمنية ولبنانية لوكالة فرانس برس. وقال مسئول أمني متواجد في منطقة الاشتباكات إن الإسرائيليين أطلقوا أربع قذائف سقطت قرب موقع للجيش اللبناني على أطراف قرية العديسة فيما رد الجيش على مصادر النيران. وأضاف المسؤول إن جنديا لبنانيا ومدنيا أصيبا جراء القصف الإسرائيلي، وإن منزلين في القرية تضررا خلال الاشتباكات. وأوضح متحدث باسم الجيش اللبناني لفرانس برس أن الاشتباكات اندلعت بعدما قام جنود إسرائيليون باقتلاع شجرة من الجانب اللبناني. وتابع: بدأ الجنود الإسرائيليون بإطلاق النار ورد الجنود اللبنانيون. وذكر مراسل فرانس برس في المنطقة إن الجنود الإسرائيليين أرادوا في البداية اقتلاع شجرة تحجب الرؤية عن كاميرا نصبت في المكان وتطل على القرية. وحاول الجنود اللبنانيون ومدنيون من القرية منع الجنود الإسرائيليين من اقتلاع الشجرة، ما أدى إلى انسحاب الإسرائيليين الذين قاموا بإطلاق النيران باتجاه الجانب اللبناني، الأمر الذي تطور إلى اشتباكات جرى خلالها تبادل للنيران والقذائف. وتابع يقول: الوضع متوتر، وهناك دعوات للخروج من القرية. وقال أبو علي (52 عاما) من سكان القرية لفرانس برس، نحن باقون وصامدون في أرضنا، مشيرا إلى أن المروحيات الإسرائيلية تحلق في المكان. قال مصدر أمني لوكالة رويترز إن صحفيا لبنانيا وثلاثة جنود لبنانيين قتلوا يوم الثلاثاء بعد أن تبادلت القوات الإسرائيلية واللبنانية إطلاق النيران في منطقة الحدود. وكان تلفزيون المنار التابع لحزب الله اللبناني قال في وقت سابق من يوم الثلاثاء إن ضابطا إسرائيليا قتل أيضا. وفي إسرائيل، نفى ناطق باسم الشرطة الإسرائيلية أنباء تحدثت عن إطلاق صاروخين من لبنان على شمال إسرائيل، بينما أكد الجيش الإسرائيلي تعرض جنوده على الحدود مع لبنان لإطلاق نار. ودعا المتحدث باسم قوة الأممالمتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) نيراج سينغ في تصريح لفرانس برس الجانبين اللبناني والإسرائيلي إلى أقصى درجات ضبط النفس. وأضاف: أولويتنا في هذا الوقت هي إعادة الهدوء إلى منطقة الحادث في العديسة، مشيرا إلى أن الجنود الدوليين يتواجدون في المنطقة ويحاولون معرفة ظروف الحادث. وذكر مراسل لفرانس برس في وقت سابق أن قوات اليونيفيل من الكتيبة الاندونيسية حاولوا تهدئة الجنود الإسرائيليين ومنعهم من محاولة اقتلاع الشجرة قبل وقوع الاشتباك، إنما من دون جدوى. ودان الرئيس اللبناني ميشال سليمان في بيان الخرق الإسرائيلي الجديد للقرار 1701 واجتياز الخط الأزرق والاعتداء على الممتلكات وقصف حاجز للجيش اللبناني في منطقة العديسة. واطلع سليمان من قائد الجيش العماد جان قهوجي على تفاصيل هذا الخرق ووجوب التصدي لأي محاولة اعتداء إسرائيلية مهما كانت التضحيات. كما أدان رئيس الوزراء سعد الحريري الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية. وتأتي الاشتباكات بين الجانبين بعدما توعد وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست نشرت الأسبوع الماضي بأن تضرب إسرائيل مباشرة المؤسسات الحكومية اللبنانية إذا أطلق حزب الله صواريخ على مدن إسرائيلية. وأوردت واشنطن بوست أن الحريري يعتبر أن إسرائيل تستعد لشن حرب على لبنان، ويشكو من استمرار تحليق طائرات الاستطلاع الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية.