تشهد معدلات الإصابة بفيروس كورونا تسارعا قياسيا في هولندا، وهو ما دعا رئيس الوزراء مارك روته الجمعة إلى إعلان فرض "إغلاق جزئي" يدوم ثلاثة أسابيع على الأقل ويطال المطاعم والفعاليات العامة ومباريات كرة القدم. يأتي ذلك في وقت وصلت فيه نسبة الملقحين بالكامل من أفراد الشعب الهولندي إلى 82 بالمئة من السكان. فيما اندلعت مواجهات بين محتجين على الإجراءات والشرطة التي استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريقهم. لمواجهة الارتفاع القياسي في الإصابات بفيروس كورونا في البلاد، أعلن رئيس الوزراء الهولندي مارك روته الجمعة إعادة فرض سلسلة قيود صحية تطال خصوصا قطاع المطاعم. وصف روته خلال مؤتمر صحفي في لاهاي سلسلة الإجراءات الجديدة بأنها "ضربة لأسبوعين لأن الفيروس في كل مكان، في كل البلاد وفي كل القطاعات وكل الأعمار". وكان متظاهرون يحتجون في لاهاي عند إعلان الإجراءات التي تدخل حيز التنفيذ مساء السبت وتستمر لثلاثة أسابيع على الأقل. واستخدمت الشرطة الهولندية خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين الذين كانوا يرشقون الحجارة ويطلقون الألعاب النارية احتجاجا على الإجراءات الجديدة. وتواجه حوالى 200 متظاهر مع شرطة مكافحة الشغب وشرطيين على أحصنة أمام وزارة العدل والأمن حيث كان روته يعقد مؤتمرا صحفيا لإعلان الإجراءات الجديدة. وقال روته "لحسن الحظ، الغالبية الكبرى ملقحة، وإلا فإن المعاناة في المستشفيات ستكون كبرى في هذا الوقت". ستغلق الحانات والمطاعم والمتاجر الأساسية مثل محلات السوبر ماركت عند الساعة الثامنة مساء (19,00 ت غ ) والمتاجر غير الأساسية عند الساعة السادسة مساء. وأضاف روته أن الهولنديين مدعوون إلى عدم استقبال أكثر من أربعة أشخاص في منازلهم والعمل عن بعد "ما لم يكن ذلك غير ممكن". تم أيضا إلغاء الفعاليات العامة وستجري مباريات كرة القدم خلف أبواب مغلقة بما يشمل تصفيات كأس العالم بين هولندا والنرويج الأسبوع المقبل. لكن المدارس ستبقى مفتوحة وسيبقى الخروج من المنازل مسموحا به. وصفت الحكومة الإجراءات بأنها "إغلاق جزئي" بحسب وسائل إعلام محلية. وتستعد الحكومة أيضا لحصر دخول المطاعم وأماكن الترفيه بعد فترة الأسابيع الثلاثة بالأشخاص الذين تم تطعيمهم أو شفاؤهم من كوفيد-19 فقط. القيود الجديدة حساسة سياسيا فقد تظاهر الآلاف في لاهاي الأحد بعد أن أعلنت الحكومة إعادة استخدام الكمامات في بعض الأماكن العامة. والخميس أعلنت هولندا عن 16,364 إصابة جديدة بالفيروس في الساعات ال24 الماضية في رقم قياسي جديد بعد ذلك الذي سجل في كانون الأول/ديسمبر 2020 وبلغ 12,997. وسجلت البلاد التي تعد 17 مليون نسمة 2,2 مليون إصابة و18,612 وفاة منذ بدء انتشار الوباء. وحذرت المستشفيات من أنها لن تكون قادرة على قضاء فصل الشتاء في ظل الظروف الحالية. تأتي ذروة انتشار الفيروس رغم أن 82% من الهولنديين الذين تزيد أعمارهم عن 12 عاما ملقحون بالكامل.