ادانت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالحسيمة، المتهمين بتنفيذ جريمة قتل شخصين وتشويه جثتهما، وحكمت عليهم باحكام تتراوح بين البرائة والاعدام. وقضت المحكمة بمؤاخذة المتهمين الرئيسين من اجل ما نسب اليهما ومعاقبته كل واحد منهما بالاعدام وفيما حكمت على متهم ثالث بثمانية اشهر حبسا نافذا وغرامة نافذة قدرها 500 درهم، حسب منطوق الحكم الذي اطلعت عليه جريدة "دليل الريف" الالكترونية. وقضت ذات الغرفة بعدم مؤاخذة المتهم الرابع من اجل جناية المشاركة في القتل العمد وعدم التبليغ عن وقوع جناية والمشاركة في ذلك والتصريح ببراءته منها وبمؤاخذته من اجل باقي المنسوب اليه ومعاقبته على ذلك بسنة واحدة حبسا نافذا وغرامة نافذة قدرها 500 درهم. وحكمت المحكمة بمصادرة الهواتف النقالة المحجوزة على ذمة القضية لفائدة ادارة املاك الدولة ومصادرة السيارة المحجوزة نوع بوجو بارتنير لفائدة ادارة املاك الدولة، ومصادرة باقي المحجوزات لفائدة ادارة املاك. وتوبع المتهمون من اجل المشاركة في القتل العمد، وعدم التبليغ عن وقوع جناية، والإمساك عمدا عن تقديم مساعدة لشخص في خطر، وإخفاء جثة شخص مجني عليه في جريمة قتل، وتكوين عصابة إجرامية من اجل ارتكاب جنايات ضد الأشخاص والأموال، والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، اعقبته جناية أخرى بارتكاب اعمال وحشية لتنفيذ ذلك كل حسب المنسوب اليه. وتعود تفاصيل الجريمة البشعة الى شهر مارس الماضي عندما عاينت عناصر الأمن ، جثتين لشخصين من جنس ذكر، تحملان جروحا غائرة، تم التخلي عنهما بورش في طور البناء بتجزئة بادس بالحسيمة، قبل أن تسفر الأبحاث والتحريات المنجزة عن استجلاء حقيقة الحادث وإيقاف المشتبه فيهما الرئيسيين ببوعرفة، بعدما لاذا بالفرار على متن سيارة من نوع ” مرسيديس 207 ” التي تخليا عنها بالطريق الساحلي بين الحسيمة والناظور. ومكنت إعادة تشخيص هذه الجريمة ، من إبراز سلوك المتهمين الموقوفين، وكيفية استدراجهما الضحية الثانية إلى تجزئة بادس، بعدما ذبحا الأول بمنزل بحي أفزار، وكذا الطريقة التي اتبعاها من أجل الإجهاز عليهما، قبل التخلص منهما بالتجزئة ذاتها. وتعود دوافع ارتكاب هذه الجريمة إلى تصفية حسابات بسبب خلافات حول العديد من المسروقات التي سطا المتهمان والضحيتان عليها من منازل بالحسيمة وأجدير، كان آخرها كمية من الذهب سرقها المتهمون من داخل منزل بحي المرسى بالحسيمة. وقال مصدر مطلع، إن الضحيتين اللذين عثر عليهما مقتولين بالتجزئة، وحين طلب منهما المتهمان بتحديد الوجهة التي توجد بها كمية الذهب المسروق ومصيرها، أنكرا الأمر جملة وتفصيلا، وأنهما لا علم لهما بذلك، قبل أن يستغرب المتهمان بعد اقتناء الضحية الأول سيارة، إذ تأكد لهما أن الأخير عمل على إخفاء الكمية وبيعها رفقة الضحية الثاني، ماجعلهما يفكران في الانتقام منهما.
وصرح المتهمان الرئيسيان أنهما استغلا نوم الضحية الأول بمنزل بحي أفزار، وقاما بطعنه في عنقه، ليلفظ أنفاسه الأخيرة، قبل أن ينقلا جثته إلى التجزئة، مضيفين أنهما تمكنا بعد ذلك من استدراج الضحية الثاني، وأوهماه بأنهما يرغبان في تناول العشاء سويا، الشيء الذي استجاب له، مؤكدين في معرض تصريحاتهما، أن الأخير ركب معهما في سيارة وتوجهوا نحو التجزئة، وأوقفا الأخيرة، وطلبا من الضحية النزول لدفع الأخيرة بعدما أوهماه بتوقف محركها، وحين استجاب لطلبهما انهالا عليه بساطور وسكين، ليسقط أرضا مضرجا في دمائه وقد لقي مصرعه.