أحالت الضابطة القضائية التابعة للأمن الإقليمي الثلاثاء الماضي، أربعة أشخاص على الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالحسيمة يشتبه في ضلوعهم في ارتكاب جريمة قتل مزدوجة، راح ضحيتها شخصان يتحدران من بوعرفة. ويتابع المتهمون الأربعة من أجل تكوين عصابة إجرامية والسرقات الموصوفة المقرونة بالليل والكسر والتسلق باستعمال ناقلة، والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد وعدم التبليغ بوقوع جريمة والمشاركة والإمساك عن عدم التبليغ عنها، كل حسب المنسوب إليه. وجاء إيقاف المتهمين الأربعة، بعدما عاينت عناصر الأمن الجمعة الماضي، جثتين لشخصين من جنس ذكر، تحملان جروحا غائرة، تم التخلي عنهما بورش في طور البناء بتجزئة بادس بالحسيمة، قبل أن تسفر الأبحاث والتحريات المنجزة عن استجلاء حقيقة الحادث وإيقاف المشتبه فيهما الرئيسيين ببوعرفة، بعدما لاذا بالفرار على متن سيارة من نوع " مرسيديس 207 " التي تخليا عنها بالطريق الساحلي بين الحسيمة والناظور. ومكنت إعادة تشخيص هذه الجريمة التي جرت الاثنين الماضي تحت إشراف النيابة العامة وبحضور مختلف الأجهزة الأمنية، من إبراز سلوك المتهمين الموقوفين، وكيفية استدراجهما الضحية الثانية إلى تجزئة بادس، بعدما ذبحا الأول بمنزل بحي أفزار، وكذا الطريقة التي اتبعاها من أجل الإجهاز عليهما، قبل التخلص منهما بالتجزئة ذاتها. وتعود دوافع ارتكاب هذه الجريمة إلى تصفية حسابات بسبب خلافات حول العديد من المسروقات التي سطا المتهمان والضحيتان عليها من منازل بالحسيمة وأجدير، كان آخرها كمية من الذهب سرقها المتهمون من داخل منزل بحي المرسى بالحسيمة. وقال مصدر مطلع، إن الضحيتين اللذين عثر عليهما مقتولين بالتجزئة، وحين طلب منهما المتهمان بتحديد الوجهة التي توجد بها كمية الذهب المسروق ومصيرها، أنكرا الأمر جملة وتفصيلا، وأنهما لا علم لهما بذلك، قبل أن يستغرب المتهمان بعد اقتناء الضحية الأول سيارة، إذ تأكد لهما أن الأخير عمل على إخفاء الكمية وبيعها رفقة الضحية الثاني، ماجعلهما يفكران في الانتقام منهما. وصرح المتهمان الرئيسيان أنهما استغلا نوم الضحية الأول بمنزل بحي أفزار، وقاما بطعنه في عنقه، ليلفظ أنفاسه الأخيرة، قبل أن ينقلا جثته إلى التجزئة، مضيفين أنهما تمكنا بعد ذلك من استدراج الضحية الثاني، وأوهماه بأنهما يرغبان في تناول العشاء سويا، الشيء الذي استجاب له، مؤكدين في معرض تصريحاتهما، أن الأخير ركب معهما في سيارة وتوجهوا نحو التجزئة، وأوقفا الأخيرة، وطلبا من الضحية النزول لدفع الأخيرة بعدما أوهماه بتوقف محركها، وحين استجاب لطلبهما انهالا عليه بساطور وسكين، ليسقط أرضا مضرجا في دمائه وقد لقي مصرعه. واعترفا بأن الأداتين سالفتي الذكر هما اللتان استعملاها في الإجهاز على الضحية الأول. واعترف المتهمان بضلوعهما في عدة سرقات استهدفت منازل، وأنهما كان يخفيان المسروقات بمنزل كانا يكتريانه رفقة الضحيتين بمنطقة ميرادور بالحسيمة.