أشعلت رسالة نصية بعثتها فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني إلى حكيم بنشماش، الأمين العام، نار المواجهة في “البام” بسبب عتاب شخصي عن القرارات التأديبية الانفرادية المتخذة في حق قياديين في الأصالة والمعاصرة. واتهمت المنصوري خصومها بتسريب مضمون ال”واتساب” المذكور على أنه بيان رسمي صادر عنها بصفتها رئيسة برلمان الحزب، وذلك ردا على سيل نيران صديقة أطلقها مقربون من القيادة الحالية. وحذرت المنصوري في تصريح ل “الصباح” من مغبة استعمال سلاح الإقصاء ضد أعضاء يمثلون توجها أصيلا داخل “البام”، معتبرة أن احتدام النقاش من مصلحة الأصالة والمعاصرة، إذ سيجعل منه ذلك حزبا حيا يرتكز على المكاشفة بين الأصوات المعارضة، لكن شريطة عدم اعتماد منطق المحاكمات طريقة تدبير الخلافات السياسية. واشتعلت حرب “واتساب” بين أعضاء “البام” في كواليس أوراش القمة الثامنة لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية “أفريسيتي”، التي احتضنتها مراكش، بحر الأسبوع الماضي، عندما غضب أمين عام الأصالة والمعاصرة من عدم الرد على مكالماته، حد إصدار الأمر بإعمال مسطرة التوبيخ وتجميد العضوية في حق قياديين بارزين، على رأسهم أحمد اخشيشن العضو المؤسس ورئيس جهة مراكشآسفي. وشملت غضبة بنشماش خمسة رؤساء جهات وقياديين من الجيل المؤسس ومسؤولين كبارا في الأصالة والمعاصرة مثل فاطمة الزهراء المنصوري، لأنهم قاطعوا لقاء تواصليا دعت إليه الأمانة العامة وقاطعه 250 رئيس جماعة ترابية، بالإضافة إلى منتخبين كبار بمختلف مناطق المغرب بمن فيهم إلياس العماري، رئيس جهة طنجةتطوانالحسيمة، وعبد النبي بعيوي، رئيس الجهة الشرقية، وابراهيم مجاهد، رئيس جهة بني ملالخنيفرة، ومصطفى الباكوري، رئيس جهة البيضاءسطات. وكتبت المنصوري لبنشماش تذكره بأنه يحارب رجالا حولوا حلما مغربيا إلى حقيقة، عندما جسد فؤاد عالي الهمة وصلاح الوديع وحسن بنعدي وأحمد اخشيشن هذه الرؤية في مشروع تم في حزب، بدعم من آخرين جمع بينهم التفاني في خدمة المصلحة العليا للمغرب. وشددت المنصوري على ضرورة الاستفادة من رصيد هؤلاء الرجال، الذين أعجبت بهم وشاركت معهم حلم الوطن الكبير “لكي نقدم الحل والأمل إلى جيل يفتقر إلى المعايير، والعمل رجال ونساء من أجل مغرب أفضل، وذلك من خلال استثمار اختلافاتنا ورفع التحدي الدقيق المتمثل في الجمع بين الأصالة والحداثة لتجنيب المغاربة أخطار التطرف”. وسجلت رئيسة المجلس الوطني ل”البام” أن العمل السياسي في الحزب انخفض إلى مستوى الغرور والدفاع عن المصالح الصغيرة للأعضاء، عوض النضال لتنزيل هذا المشروع الضخم، مخاطبة بنشماش بأنها تثق به وصوتت لصالحه حتى تحولت إلى مديرة حملة، معتقدة أن ذلك جزءا من تقاليد هؤلاء الرجال العظماء، “لكن للأسف لم يأت التغيير الموعود، بل تمدد التفكك وكبرت خيبة الأمل وتتولى الغرور كواليس القيادة”. وعبرت صاحبة الرسالة النصية بأن القيادة الحالية أمامها فرصة لإعادة المياه إلى مجاريها، ووضع نفسها موحدة وحامية لمعاني الالتزامات الأصيلة ل “البام”.