كثير من الشباب يلتمسون السعادة، ويطلبون الراحة، وينشدون الأمان والاستقرار في الحياة الأسرية، "جمعية رسالة لتنمية مهارات المرأة"، ولجت هذا العالم بخطى ثابتة، وأبت إلا أن تلهم الشباب المفاتيح الحقيقية لبناء أسرة سعيدة تؤكد معنى الاستقرار في السلوك، والهدوء في الشعور.. للمساهمة في تحقيق كل من هذا وذاك، دأبت الجمعية في إطار برنامج اليوم العالمي للأسرة، إلى تنظيم دورة للمقبلين والمقبلات على الزواج، من تأطير الأستاذة "وفاء بنعبد القادر"، رئيسة جمعية كرامة لتنمية المرأة، بغرفة الصناعة والتجارة لمدينة طنجة. افتتحت الدورة باستعراض مجموعة من الآيات التي تهم الزواج والارتباط، كما قامت الأستاذة بتقديم بعض التعاريف التي تخص الأسرة و الزواج، حيث اعتبرت هذا الأخير بيئة صالحة تصون الكرامة، كما أنه سكينة وطمأنينة..وهو خير وسيلة لتكثير النسل مع المحافظة على الأنساب، كما أن شروط بناء الأسرة تتوقف على البناء الشرعي والقانوني، ووظيفتها الحالية هي تكوين العلاقات العاطفية بين الأفراد، والمساندة في مختلف المشاكل مع الإحساس بالأمان، كما تتطلب التقبل والانتماء بدون شروط. غير أن ما أثار الجمهور أكثر هي الخطوات العملية التي قامت بها المؤطرة، حين طلبت من الحضور المشاركة عبر إبداء آراءهم، فقامت بطرح أسئلة حول الهدف من الحياة، لكل من فتاة عازبة، وامرأة متزوجة بدون أطفال وأخرى متزوجة بأطفال، فتوقع الحضور جوابهم إذ كان جواب الأولى هو العثور على شاب يعمل على إسعادها، والأخرى..حلمها أن ترزق أطفالا، أما الأخيرة فحلمها أن تُكََون أسرة سعيدة وصالحة.. من جانبها أيضا قامت الأستاذة باستعراض مقارنة بين الدور الاعتيادي والحالي لكل من الرجل والمرأة، والتي تتلخص في كسب الرزق والتخطيط العائلي وكذا تزويد العائلة بالعاطفة ثم الانجاب والتربية... هذا وكان الحضور على موعد مع تمثيليات بعض الأزواج والتي كان هدفها إبراز مراحل التطور الأسري بطريقة ممتعة ومفيدة... حاولت الأستاذة وفاء أن تقف عند كل مرحلة من مراحل التطور الأسري، بدءا بالخطبة التي تضم الاتفاق على الزواج ومرورا بالزواج الذي يستلزم تقبل العادات، والتغاضي عن بعض السلبيات التي يمكن اكتشافها، وعدم إفشاء أسرار الزوجية للأصدقاء، منبهة أثناء الحديث إلى أن الإحصاءات الأخيرة تشير إلى أن 90% من الخلافات الزوجية هي ذات مرجع خلاف جنسي محض، لذا فقد حثت على الإبداع في العلاقات الجنسية، مستغربة من الذين يبدعون في علاقاتهم خارج إطار الشرع، بينما في الحياة الزوجية تحصل اللامبالاة...وانتهت إلى مرحلة الإنجاب، التي تستلزم وضع قوانين جديدة للبيت، وبدئ التربية والاهتمام، ثم الاستعداد للطوارئ، وإعداد العدة للدخول إلى مرحلة التربية والتعليم النظامي، التي تعد بمنزلة وضع اللمسات الأخيرة لتأسيس شركة ذات رأسمال غالي جدا، والذي يتمثل في الإنسان. وحسب تصريح لمؤطرة الدورة: "وفاء بنعبد القادر" لموقع "آسيف"، فقد أكدت أن التجاوب مع الجمهور كان إيجابيا، والقاعة كانت مليئة عن آخرها، وواصلت: " المجتمع ينقسم في نظري إلى قسمين، نصفه رجل ونصفه الآخر امرأة، إن أسقطنا هذه المعادلة في دورة اليوم، نجد العكس، فالإناث عددهن كبير، والشباب عددهم قليل جدا، فهل يا ترى هؤلاء الشباب لا يدخلون ضمن منظومة بناء الأسرة، أتمنى أن يعي النصف الآخر بأهمية بناء الأسرة، فبناء الأسرة بالطريقة الصحيحة يتطلب ضرورة التصور الواضح والموضوعي للزواج، سواء للرجل أو للمرأة". وبما أن سلامة الأسرة تبدأ من سلامة الاختيار في العلاقة الزوجية والتصور الواضح لهذه العلاقة ومستقبلها وواجباتها وحقوقها وطبيعة ايجاد الصيغ الملائمة للعيش المشترك بين الزوجين والانصهار الكامل على مستوى القناعات والرؤى وأساليب الحياة المتوافقة التي تشكل رافعة البيت الزوجي نحو الارتقاء بالأسرة كاملة بالاتجاه الصحيح، فقد حرصت الأستاذة وفاء، أن تخبر الجمهور أن الجمعية قد فتحت أبوابها لمواصلة دورة تأهيل المقبلين والمقبلات على الزواج، كل يوم جمعة بعد صلاة العصر بمقر الجمعية. وتأتي هذه المبادرة في إطار برنامج اليوم العالمي للأسرة والذي ضم العديد من الأنشطة، بدءا من الحملات التحسيسة حول الأسرة والأمراض الجنسية، ومرورا بدورات تكوينية، وخرجة تعزز معنى التكافل بين أفراد الأسر، وانتهاء بلقاء مفتوح بين النساء، ورحلة إلى المدينة الحمراء، وقد وصل عدد الحضور في بعض هذه الأنشطة إلى حوالي 650 مستفيدا.. أما عن أصداء الجمهور فقد لقيت استحسانا كبيرا خاصة في صفوف المستفيدات، لما لهذه المواضيع من تأثير لهن، سواء في البناء الذاتي أوالتكوين النفسي والتقويم السلوكي للفرد وبعث الحياة والطمأنينة في نفسه.