يعاني سكان الحسيمة في الآونة الأخيرة نقصا كبيرا في السمك، وذلك بعد أن اضطر ألف بحار إلى مغادرة ميناء الحسيمة على متن 31 مركبا نحو موانئ بمدن أخرى منها طنجةوالعرائش بسبب الخسائر المالية الفادحة التي يسببها سمك الدلفين الأسود أو ما يعرف ب”النيكرو” في شباك الصيد، وذلك رغم تخصيص دعم مالي قيمته ثمانين مليون سنتيم لكل مركب سنويا في إطار اتفاقية مدتها سنتان من أجل تعويض أرباب المراكب عن تلك الخسائر. وأجبر سمك “النيكرو” المراكب على الهجرة بحثا عن ظروف عمل أفضل، بينما لم تتبق سوى أربعة مراكب، والتي لا تتوفر على التجهيزات الضرورية التي تمكنها من مغادرة ميناء الحسيمة نحو موانئ أخرى، حسب ما أكدت مصادر في تصريحها ل”الصباح”. وأوضح محمد كوكوح، رئيس نقابة الصيد الساحلي التابعة للاتحاد المغربي للشغل أن عشرين مركبا مختصا في صيد سمك السردين هاجرت ميناء الحسيمة نحو موانئ أخرى منها ميناء الجبهة والقنيطرة، كما هاجر 11 مركبا تعرف ب”مراكب الجرار” والمختصة في صيد أنواع أخرى من السمك مثل أبي موسى “الصول” و”الميرنا” نحو موانئ من بينها العرائش والقنيطرة وطنجة والمهدية. وأكد كوكوح أن ألف بحار غادر ميناء الحسيمة، بسبب المشاكل التي يسببها سمك الدلفين الأسود أو ما يعرف ب”النيكرو”، الذي يلحق أضرارا كثيرة في شباك الصيد. وأضاف رئيس النقابة أن الهجرة نحو موانئ أخرى مرشحة للارتفاع، محذرا في الآن ذاته من الأضرار، التي سيتكبدها القطاع بالمنطقة ذاتها وتأثيره باعتباره ركيزة اقتصادية مهمة انطلاقا من تأثر الحرف المرتبطة بمجال الصيد. وأوضحت المصادر ذاتها أنه في الوقت الذي كان فيه ميناء الحسيمة يعرف رواجا تجاريا كبيرا وحركة اقتصادية دؤوبة بفعل بيع السمك بشكل يومي، فإن الوضع تغير اليوم، سيما أن السمك الذي يباع فيه هو من خارج المدينة ومن موانئ أخرى من بينها المهدية والجبهة، وبالتالي أصبح الميناء مستوردا للأسماك بعدما ما كان يصدرها نحو مناطق وأسواق أخرى.