عاد من جديد الدلفين الأسود المعروف بين الصادين بمدينة الحسيمة ب"النيكرو"، إلى الفتك بشباك مراكب صيد السردين، حيث كشف مصدر مطلع بأن البحارة تكبد أخيرا خسائر كبيرة نتيجة الهجومات المستمر للدلفين. وأكد فريد بوجطوي، رئيس جمعية باعة السمك بميناء الحسيمة، في إتصال مع "اليوم24" أن البحارة بسبب عودة نشاط النيكرو وهجومه على شباكهم، احجموا عن الخروج إلى البحر خلال الفترة الصباحية، على إعتبار ان هذه الفترة تعرف نشاطا كبيرا لهذا النوع من الدلفين. وكشف نفس المتحدث، بأن عودة نشاط النيكرو، مرده إلى أن سمك السردين في هذه الفترة ينشط أكثر في العمق وهو ما يجذبه الى شباك الصيادين للانقضاض على ما اصطادوه، وإلحاق أضرار كبيرة بالشباك الباهضة الثمن. وأضاف نفس المتحدث، بأن سواحل المنطقة تعيث على وقع تراجع كبير في الثروات السمكية، وهو كما ساهم في نشاط النيكرو أيضا. وأبرز نفس المتحدث أن هذا التراجع، أدى بقوارب سيد السردين بميناء الناظور أيضا إلى الهجرة إلى ميناء الحسيمة في سابقة من نوعها، فبعدما كانت القوارب تهاجر من ميناء الحسيمة بحثا عن بديل ومكان أمن للصيد، سجل نفس المصدر مباشرة عدد من القوارب تجاوزت 8 قوارب لعملها إنطلاقا من ميناء الحسيمة خلال الأسبوع الماضي. هذا وكانت تعليمات ملكية صدرت لوزارة الفلاحة والصيد البحري في وقت سابق، دفعت بمصالح الوزارة مع شركاء أخرين إلى دفع تعويض للبحارة، قدره 80 مليون سنتيم لكل قارب متضرر بغية شراء شباك جديدة لمواجهة الأضرار التي خفها الدلفين الأسود، في إنتظار إنجاز دراسة حول نوع جديد من الشباك المضادة لهجومات الدلفين الأسود، لمعرفة إمكانية استخدامها في المغرب بعد تجربة في عدد من الدول التي أثبتت نجاعتها في مواجهة هذا النوع من الدلفين المحمي بموجب عدد من الإتفاقيات الدولية. كما أن هذا النوع من الأسماك، ساهمت في تنظيم بحارة الحسيمة في وقت سابق، لمسيرة إحتجاجية من ميناء المدينة، في إتجاه عمالة الإقليم، حاملين شباكهم المتضررة للفت إنتباه المسؤولين إلى الأضرار التي يتكبدونها جراء هجومات "النيكرو" المتكررة على شباكهم.