كتب عبد السلام بوطيب الفاعل الحقوقي ، ورئيس مركز الذاكرة المشتركة تدوينة أثار فيها سؤال كبيرة " ماذا يريد العرب من الامازيغ " على غرار السؤال المطروح في الندوة التي سيشارك فيها ابتداءا من الغد بعمان عاصمة المملكة الادنية. وجاء في تدوينة بوطيب ذو الاوصول الريفية الامازيغية "ماذا يريد الأكراد من العرب، و ما ذا يريد العرب من الأكراد ... هو عنوان لقاء دولي كبير لمنتدى الفكر العربي الذي ستحتضنه عمان العامرة بالمملكة الأردنية الهاشمية بعد غد تحت رعاية السمو الملكي الأمير الحسين ابن طلال، و بمشاركة نخبة مهمة من الشخصيات الدولية والمثقفين الأكراد والعرب، وقد دعيت إلى اللقاء باقتراح من أصدقاء مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية و السلم من العرب و الأكراد، و باعتباري منسقا دوليا "لإعلان مكناس لحوار الثقافات" الذي أصدره مثقفون أجلاء ضحوا بحياتهم من أجل العيش المشترك من مدينة الإسماعيلية مكناس المغربية عقب انتهاء ندوة " حوار الثقافات و أسئلة الهوية "التي عقدها المركز بمناسبة قدوم السنة الأمازيغية الجديدة... أجدني- و أنا أعيد قراءة إعلان مكناس مثبتا نظري على ما ركز عليه المشاركون في التوقيع عليه من أن " المشاركون اتفقوا على أن حوار الثقافات حاجة مجتمعية ، ومطلب حقوقي ، وضرورة حضارية للمجتمع الواحد، والمجتمعات المتقاطعة ثقافيا، وتلك المختلفة ثقافيا، وكي يتحقق ذلك لابد من استحضار التجارب البشرية التي تعتبر الحوار نقيضا للصدام، ومانعا للتعصب، وداعما للإقرار بالحق في الاختلاف، ورافضا للهويات المنغلقة." أجدني أسال نفسي، من منطلق أن" دعاة التعصب والتطرف،والمنتعشون والمستفيدون منهما موجودون في كل الثقافات، ومختلف الأزمنة، فإن الإرادة الأقوى تبقى هي البحث عن سبل العيش المشترك، وإعلاء شأن القيم الإنسانية باعتبارها ملكا جماعيا لا فضل فيه لثقافة على أخرى" كما ورد في نفس الإعلان ، أجدني أسال نفسي هل حان الوقت لطرح سؤال حر و مسؤول كما أنا، و كما كل الأمازيغ المؤمنون ب"أهمية إعادة قراءة التاريخ بروح علمية منصفة لا تخدم فئة أو جهة أو طائفة أو عرقا، و بضرورة قراءة التاريخ في أفقه الإيجابي الذي يؤسس للمستقبل ولا يتقوقع في الماضي بتعميق ما يؤسس لعرقلة مقومات العيش المشترك أو التأسيس لهويات جهوية أو كيانات مصطنعة"- كما جاء في اعلان مكناس مرة أخرى- ؛ ... ماذا يريد العرب من الأمازيغ ...و ماذا يريد الأمازيغ من العرب و العالمين ،من العالمين لان هناك من الأمازيغ من لا يشترك العيش فوق تراب واحد مع العرب – مثل أمازيغ جزر الكناري الاسبانية على سبيل المثال لا الحصر. و مرد طرح هذا السؤال اليوم، هو أن هناك من يدعي أن بعض أو جزء أو كل الأمازيغ هواهم مع بني صهيون، و ضد العرب و وحدتهم المأمولة، و يرمون بالسهم مركزنا المكون من أناس ينسون في كل الأحيان انتماءاتهم البيولوجية و يتذكرون فقط انتمائهم إلى الجنس البشري، المركز أيها السادة من مقللي –عمدا- لاجتهادات غيرهم خاصة المختلفين معهم فكريا- وجد أساسا لتقريب وجهات نظر المختلفين من خلق الله من البشر، ووجد للمساهمة في حل الإشكالات الحقوقية و السياسية العالقة تاريخيا بين بني البشر، و ليس للبروباغندا السياسية ، لأنه مكون من أناس عرفوا رسم دروب المصالحة و الإنصاف في أوطانهم و خارج أوطانهم، و الأمازيغ الأحرار أيها السادة - و منهم بعض أعضاء المركز ، لان المركز لا هوية عرقية له ، من المناصرين ، قولا و فعلا و بدون سمسرة أو مزايدات على أحد، للقضايا العادلة في العالم و على رأسها قضية فلسطين، و رمزية قدس العالمين ، و ليس كما يدعي البعض من بقايا فكر عربي عنصري انتهى الى الأبد و بدون رجعة. إننا مع القضايا العادلة و مع الحفاظ على هويتنا من مبدأ – كما جاء في إعلان مكناس - التخلي عن منطق الثقافة الأرقى والأعظم؛ أي عن مجمع صيغ التفضيل التي تعلي من شأن ثقافة على حساب الأخريات؛ و من مبدا ضرورة قيام العلاقة بين الثقافات على التكافؤ والمساواة والتفاعل الإيجابي، والإقرار بالتنوع الثقافي والتعددية بأشكالها المختلفة؛... نحن، أيها السادة مع القضايا العادلة ، مع التحرر ، مع كرامة البشر، ...مع حقوق الإنسان بأبعادها الكونية غير قابلة للتجزء أو نكران بعضها كما يفعل سماسرة القضايا . عبادا الرحمان الرحيم، لا تنسوا أن أمازيغ المغرب و أحفادهم هم صناع المصالحة و الإنصاف في هذا البلد الآمن ...نحن لا نعرف أن نرمي الناس إلا بالورود... رجاءا ، رجاءا اتركونا كما دأبنا، و انتبهوا إلي أننا دافعنا باستماتة على أن نختم إعلان مكناس بما يالي " التأكيد على المسؤولية الدولية في إذكاء النزاعات والصراعات باسم الثقافات، والتشديد على أن الثقافات ليست سببا في النزاعات، بل إنها مظهر لها يغطي على صراعات مصالح اقتصادية، ورغبة في تقوية شروط الاستتباع ، مما يتهدد قيم السلام والتسامح والعيش المشترك.